من التاريخ

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد عباس نور الدين
عن الكاتب :
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران: الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه.

كي لا نكون أعداءً للحسين (ع)


السيد عباس نور الدين

إنّ من الأمور الملفتة جدًا في من يتابع ويلتصق بثقافة عاشوراء والثورة الحسينية، هو هذا اللعن الكبير والبراءة من أعداء الإمام الحسين. فكل موالٍ وعارفٍ بقضية الإمام الحسين (ع) سيجد نفسه أمام هذه القضية.
بعض الناس لا يلتفتون إلى عمق هذه القضية، فيتوقّفون عند الحادثة التاريخية التي جرت قبل مئات السنين.
ولكن صحيح أنّ يزيد مات بعدة سنوات، إلّا أنّ هناك من جاء وورث إنجازاته ومكتسباته التي حقّقها من قتل الإمام الحسين (ع)، أي أنّ هذه الإنجازات قد مهّدت لمن جاء بعده.
فرغم أنّ هناك من الحكّام من رفض يزيد ولعنه أيحانًا، إلّا أنّه بنى على حكومته وإنجازاته وكل ما مرّ به هو وأسلافه، فلذلك  يزيد وإن لم يستمر كشخص لكنّه استمر كنهج. حتّى أنّ الصليبين الجدد الذي اجتاحوا مناطق العالم الإسلامي وهيمنوا عليها وما زالوا إلى اليوم، ولهم أيادي في كل الأماكن بما في ذلك إسرائيل اليوم، قد  بنت على إنجازات يزيد.

فلو قرأنا التاريخ جيدًا وتأمّلنا سنجد أنّ كل الحكومات التي تعاقبت، بعد يزيد، بعد الأمويين حتى، كانت تستفيد من إنجازاتهم وأهم هذه الإنجازات وأكبرها بالنسبة لهؤلاء كان قمع حركة الأئمّة الأطهار (ع).
إنّ إنجاز إبعاد الناس عن الإمام الحسين وعن خطّ الولاية الإلهية، تجذّر في الأمّة إلى درجةٍ أنّنا بتنا نرى السواد الأعظم من المسلمين غريبين عن قضية الإمامة التي هي مسألة حسّاسة في حياة الإسلام والأمة الإسلامية.
 لذلك فإنّ يزيدٌ كنهجٍ ومكتسبات وقضية ما زال حيًّا وموجودًا وكامنًا ضمن معكسرٍ، لكن المهم أن نشخّص بدقة من هم هؤلاء الذين استفادوا وبنوا على مكتسبات الفعل اليزيدي الخائن. والذين يتبرأون من يزيد إذا لم يلتفتوا إلى هذا المطلب، فكأنّهم لم يتبرّؤوا منه.

ما يعني أنّ القضية العاشورائية ما زالت حيّة وموجودة، والذين يتبرأون حقًا هم الذين يشخّصون العدوّ الحقيقيّ الذي بنى على مكتسبات وإنجازات يزيد، وفي المقابل يجب أن نعرف من هم الذين ما زالوا يمضون على نهج الإمام الحسين(ع)، على ثورة الإمام الحسين البناء الصحيح.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة