صدى القوافي

حنطةٌ في أزقة المجاز


سيد أحمد الماجد

يطارده البقاء صدى وجاها
تحاصرهُ الحقيقةْ في دماها
وتغمض عينها الألقابُ لكن
تشير إليه سهوًا وانتباها
يلم سنينه القرآنُ صرحًا 
منَ التأويل، يسرحُ في بِناها
تلاحقه الحقيقةُ من شقوق
الثياب وتستريحُ إذا ارتداها
إذا اشتبهت خلايا أم سلالٌ
وكل مواسمِ المعنى جَناها
ولم تكن الجهات سوى وريدٍ
يمد إلى أضالعه سناها
تمد له الدهورُ قميص خلدٍ
يُرقِّعُهُ فيبلغ منتهاها
وتفتح عمره النائي دنوًّا
كنافذة يناولها سماها
تقول له المسافاتُ انتظرني
إذا فقدت بلحظته قُراها
هنا سكك من المطر المسمى
عليا تستطيل إلى نَداها
وعاصفةٌ من الأضداد تغفو
بكاءً، تستفيق على رحاها
وزوبعةٌ من الأوصافِ قرت
مرايا تدعكُ المسرى يداها
وزاويةٌ وقيل بأن زيتًا
أقام من السراجِ صدىً وفاها
وعاصفةٌ وأشجار المعاني
قُلعن وصار شقشقةً ثراها
وشباكان من أبدٍ أشارا
إلى رئتيه فانقلبا شفاها
له لغة الجبال وبعض قول
الجبال إذا تحدثه عُلاها
وتذكر أنه إن قال شيئا
غدا تيها هنالك واتجاها
يدلل أفقه فالأفق طفل
تشبثَ بالحقيقة حين تاها
له ظل من الآيات، تطوى
مصاحفُها وتُنشر إن مشاها
وتشتبه القيامة بين ظل
الزمان وظله فترى مداها
مراياه التي عرفته وجهًا
يشاكسها وضوحا واشتباها
يعد من الثواني ألف صبحٍ
فتجهل أي ثانية قضاها
وشى بالغيب كان يرى الحنايا
تخوض إلى جهات لا يراها
سأصنع من عيوني ألف بحرٍ
وأرمش زورقين لمن عَناها
رأته الشمس فانفرطت أكُفًّا
تشيد من بصيرته ضحاها
له تشتاق حكمة كل شيء
وأجمل ما اشتهته إذا رواها
قصيدته الجياع وسنبلات
لها قلم وطرقته رؤاها
له لليتم زند من أغان
يعلق فرحتين على صداها
وأبعد ما يراه الشعر بابٌ
تلونه المتاهةُ في هُداها
إذا الكلمات تصبحُ صوتَ حُلمٍ
وتعجز أن تصيرَ سوى مُناها
دهورا تصمت المرآة حتى
تلملم من ملامحه خطاها

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة