سياحة ثقافية

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد محسن الأمين
عن الكاتب :
السيد محسن ابن السيد عبد الكريم الحسيني ولد في قرية (شقرا) في جنوب لبنان وذلك في حدود ١٢٨٢ ه‍ ودرس المقدمات في مدارس جبل عامل على المشاهير من فضلائها وبرع بين أقرانه ثم هاجر إلى النجف للتحصيل الفقهي وذلك عام ١٣٠٨ وأكب على التحصيل واستقى من الاعلام وهاجر من النجف إلى الشام سنة ١٣١٩ ه‍ بطلب من أهلها. توفي ببيروت وشيع تشييعًا فخمًا مشى فيه رجال السلك الدبلوماسي من الجمهوريتين اللبنانية والسورية وذلك يوم الرابع من شهر رجب ١٣٧١ ه‍. ونعته دور الإذاعات الإسلامية والعربية.

مدينةُ الكاظميّة


السّيد محسن الأمين

إنّ أوّل ما نعلمه عن منطقة الأرض التي تَجثِم «الكاظميّة» اليوم في طرفها الشّرقيّ أنّها كانت جزءاً قريباً من الحدود الفاصلة بين دولة الآشوريّين من شمالها والكيشيّين من الجنوب، في العصور البابليّة الأولى، أي قبل الميلاد ببضعة عشر قرناً، ويُروى أنّ منازعاتٍ وحروباً قد وقعت فيها أو قريباً منها بين الدّولتَين.
ويتّضح من دراسة الأنهار والقرى والمدن المحيطة بدجلة، أنّ المنطقة التي شُيِّدت لاحقاً مدينة بغداد عليها كانت عامرةً برِيّها ومزارعها منذ أقدم العصور. وأرض الكاظميّة الحاليّة كانت جزءاً من هذه المنطقة العامرة الخضراء بلا شكّ، وإن لم نكن نعرف شيئاً من تفصيل ذلك.
وآخر عهدنا بأرض الكاظميّة قبل تأسيس بغداد أنّها كانت تُسمّى «الشُّونيزيّ»، فإنْ صدقت الرّواية فمقتضاها أنّ هذه التّسمية قد أُطلِقت بعد انتهاء العهد السّاسانيّ، لأنّ التّسمية عربيّة.
يقول الخطيب البغداديّ حول هذه التّسمية: «مقابر قريش كانت قديماً تعرَف بمقبرة الشّونيزيّ الصّغير، والمقبرة التي وراء التُّوثَة تعرَف بمقبرة الشّونيزيّ الكبير، أخَوان يقال لكلّ واحد منهما: الشّونيزيّ، فدُفن كلّ واحدٍ منهما في إحدى هاتَين المقبرتَين ونُسبت المقبرة إليه».

مقابر قريش
في عام 145 للهجرة ابتدأ المنصور الدّوانيقي العبّاسيّ بتأسيس مدينته المدوَّرة «بغداد» أو «الزّوراء»، واستتمّ البناء - في رواية الخطيب البغداديّ - في سنة 146 للهجرة، ثمّ استتم بناء سُوْر المدينة وفرغ من خندقها وسائر شؤونها في سنة 149 للهجرة.
ولمّا أنهى المنصور عمارة مدينته اقتطع «الشّونيزيّ الصّغير» المجاورة لها من جهة الشّمال فجعلها مقبرة، ولعلّه اعتبرها خاصّة بعائلته وأُسرته فسمّاها «مقابر قريش»، وقد تُسمّى أيضاً «مقابر بني هاشم»، ويروي الشّيخ المفيد أنّها «كانت مقبرةً لبَني هاشم والأشراف من النّاس».
*  مع مرور الأيّام دُرِس اسمها «الشُّونيزيّ الصّغير»، واشتهرت باسمها الجديد «مقابر قريش»، وتوالى الدّفن فيها بدءاً من العام 150 للهجرة.
* وفي عام 183 للهجرة لخَمسٍ بَقِينَ من رجب استُشهد الإمام موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، وكان قد دُسّ إليه السُّم من قِبل السِّنديّ بن شاهك بأمرٍ من هارون العبّاسيّ، وحُمل جثمانُه الطّاهر إلى مقابر قريش فدُفن هناك حيث قبرُه الشّريف الآن، وهو موضعٌ كان صلوات الله عليه ابتاعَه لنفسه، كما في بعض الرّوايات.
* وفي عام 220 للهجرة في آخر ذي القعدة استُشهدَ ببغداد الإمام أبو جعفر محمّد الجواد بن عليّ الرّضا بن موسى بن جعفر عليهم السّلام، ودُفن في تربة جدّه أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السّلام.
* وأصبح السّكن حول مقابر قريش - بعد دفن الإمامَين فيها - في ازديادٍ واتّساع على مرور الأيّام، وإنْ لم نعثر في المصادر التّاريخيّة على نصّ خاصّ يحدّد لنا تاريخاً تحقيقيّاً لبدء السُّكنى هناك. لكنّ المؤكّد أنّه أخذ طريقةَ التّجمّع والتّقارب بعد دفن الإمامين عليهما السّلام، حيث دفعت العقيدة الدّينيّة بعض النّاس إلى السُّكنى حول المشهد لحمايته وإدارته وإيواء زائريه، وكان هذا التّجمع حول المشهد هو النّواة الأولى لمدينة الكاظميّة.
* ويُستفاد من مجموع النّصوص التّاريخيّة المتعلّقة بالعصر العباسيّ الأوّل أنّ هذه المنطقة المغمورة قد قفزت قفزاتٍ واسعةً إلى الإمام فأصبحت جزءاً متّصلاً ببغداد، بل محلّةً من محلّاتها، عامرةً بالسّكّان زاخرةً بالعُمران، شأنها في ذلك شأن سائر المحلّات البغداديّة الشّرقيّة والغربيّة.

في القرن الرّابع
* في أوائل القرن الرّابع كانت المنازل حول «مقابر قريش» كثيرة، وكان بعض تلك المنازل مشتملاً على حُجَر، ولكلّ حُجرة بابٌ أو أكثر.
* وفي عام 334 للهجرة قبض معزّ الدّولة البُوَيْهيّ على أزمّة الحكم في بغداد، وكان من جملة أعماله خلال أيّام مُلكه: تَشييد المرقد الكاظميّ تشييداً رائعاً في عمارته، وإنزالُ جماعة من الجنود الدَّيالِمَة ومعهم أفراد من المَراوزة [جمع المَروزيّ نسبةً إلى مدينة مرو] هناك لغرض الخدمة والحفاظ على الأمن. وكان ذلك سبباً جديداً وذا أهميّة في توسُّع السّكن وانتشار الدُّور حول المشهد. وأصبح النّاس يفدون في أعداد غفيرة إلى الكاظميّة في الجمُعات والمواسم والمناسبات الدّينيّة، كذكرى عيد الغدير وذكرى شهادة الإمام الحسين عليه السّلام، وغيرهما من المناسبات.
* وفي النّصف الثّاني من القرن الرّابع تأصّل السّكنُ في هذه المدينة حتّى صحّ أن يُطلَق على المقيمين هناك اسم السّكّان، كما حدث عندما أمر عضد الدّولة البويهيّ بإطلاق الصِّلات لأهل الشّرف وغيرهم من ذوي الفاقة.
* وكان من أسباب ازدياد العمران في هذه المدينة النّاشئة أن البويهيّين حفروا ذُنابةً لنهر دُجَيل وساقوا الماء منها إلى مشهد الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام.

في القرن الخامس
* يستفاد من النّصوص التّاريخيّة المتعلّقة بتلك الفترة تَزايدُ السّكّان حول المشهد في أواسط القرن الخامس، وأنّ كثيراً منهم من العلويّين، كما يستفاد منها أيضاً وجود دُور للسُّكنى داخل سور المشهد ودُور خارجه. جاء في رواية ابن الجوزيّ في حوادث سنة 450 للهجرة ما نصّه: «وحُمل الخليفة [العبّاسيّ] إلى المشهد بمقابر قريش وقيلَ له: تبيتُ فيها، فامتنع وقال: هؤلاء العلويّون الذين بها يُعادونني».
* في السّابع من صفر سنة 443 هجريّة اجتمع عددٌ هائل من النّواصب واقتحموا المشهد الشّريف، ونهبوا ما فيه، وارتكبوا الفظائع، وهدموا القبّتَين الشّريفتَين.

في القرنَين السّادس والسّابع
* في سنة 517 للهجرة كرّر النّواصب فعلتَهم، حيث اقتحموا العتبة الكاظميّة، وأماطوا اللّثام عن مبلغ حقدهم على آل بيت رسول الله صلّى الله عليه آله، ويُروى أنّ المقتنيات المنهوبة استُرجعت من سُرّاقها لاحقاً.
* والظّاهر أن الكاظميّة قد أصبحت في هذه الفترة مأهولةً بالسّكّان بنحو يصحّ أن يقال فيه: «أهل مشهد موسى بن جعفر»، كما يقال: «أهل الكَرْخ» أو «أهل المختارة»، وكانوا كثيري العدد.
* وفي النّصف الأوّل من القرن السّابع تعرّضت مدينة الكاظميّة لعدّة فيضانات خرّبت معالمَها، وفي هذه الفترة تمّ تشييد سور جديد للمشهد.

استقلال مدينة الكاظميّة
انطوى العصر العباسيّ وبلدةُ المشهد الكاظميّ «محلةٌ عامرة، فيها خَلقٌ كثير، ذات سور، مفردة». والرّاجح أنّ انفراد الكاظميّة عن بغداد قد تحقّق في أواسط القرن الخامس إثر الفِتَن والاضطرابات التي عمّت العراق وخصّت بغداد نفسها، فدمّرت البلاد وأشاعت الخراب، وسبّبت انكماش بغداد على نفسها.
وربّما يؤكّد ذلك ويؤيّده تعيين النُّقَباء الخاصّين بالمشهد الكاظميّ - ابتداءً من أوائل القرن الخامس - ولم يكن قبل ذلك، حيث يرشدنا إلى بدء انفراد البلدة وازدحامها بالسّكّان أيضاً بالشّكل الذي تدعو فيه الحاجة إلى تعيين نقيب خاصّ بها، غير نقيب العلويّين أو الطّالبيّين ببغداد.
ومهما يكن من أمر، فإنّ بلدة المشهد الكاظميّ قد أصبحت في أُخرَيات العصر العبّاسيّ مدينة مُفردَة تضمّ سائر مقتضيات المدن ومرافقها من دُور وسكّان وعمارة ومؤسّسات.

وصف مدينة الكاظميّة من الدّاخل
كان المشهد في وسط المدينة قريباً من طرفها الشّماليّ الغربيّ، وقد اشتمل على: دار للأيتام، ودار لتعليم الخط والقراءة والقرآن الكريم، ومكان خاصّ لدراسة الفقه والحديث، ومكتبة، ودار لاستراحة الزّائرين وإطعامهم في شهر رمضان في الأقل، ومارستان «مستشفى» فيه الأدوية والأشربة والمعالجون، ونقيب يُشرف على شؤون المشهد والبلدة.
وكانت المناسبات الدّينيّة، في الفترة الأخيرة من العصر العباسيّ، غاصّةً بجماهير الزّائرين. ثمّ كانت أُسَر علويّة متعدّدة قد اختارت الكاظميّة مقراً لسُكناها كـ «بني الحدّاد» و«بني نازُوك»، وآخرين غيرهم.
كما كان من جملة سكّانها أعلام فقهاء وأدباء مبرّزون وعلماء دين لامِعون، عرفنا منهم أفراداً وضاع عنَّا الباقون، بسبب إهمال التّاريخ لهم أو نِسبتهم إلى بغداد، تغليباً لها على كلّ ما يجاورها من محلّات وبقاع.

في الغزو المغوليّ
في الشّهر الأوّل من عام 656 للهجرة حاصر الجيش المغوليّ بغداد، وتمّ احتلالها يوم الاثنين الثّامن عشر من المحرّم أو بعد ذلك بأيّام، ورافق هذا الاحتلال عددٌ من حوادث التّخريب والتّلف وضروبٌ من المصائب والنّكَبات.
وعلى الرّغم من خروج بلدة المشهد الكاظميّ عن خطّ زحف الجيش المحتلّ وعدم وجود أيّة قوّة عسكريّة عبّاسيّة فيها، فقد أُصيبت بشيء من ذلك الخراب العام، وسارع الوزير ابن العلقميّ إلى تدارُك الأمر بإصلاح ما تلف وتجديد ما اندثر من البلدة، كما قام صدر الوقوف شهاب الدّين عليّ بن عبد الله بعمارة ما أتلفَه الحريق في المشهد المطهّر.

القرن الثّامن، فما بعد
* ما أن أطلّ القرن الثّامن حتّى كانت المدينة قد سارت أشواطاً في طريق تقدّمها، وبدأ استعمال لقب «كاظميّ» في هذه الفترة، حيث جاء في ترجمة السّيّد عبدالكريم آل طاوس - وهو من سكّان الكاظميّة في أواخر القرن السّابع - أنّه «حِلِّيُّ المَنشأ، بغداديُّ التّحصيل، كاظِميُّ الخاتمة».
* وفي أوائل القرن العاشر الهجريّ دخلت الكاظميّة عهداً جديداً من الشّأن والاستقلال الإداريّ الدّاخليّ، وأصبحت مدينة لها كيانها ودورها في الشّؤون العامّة. وبدأت الخطوة الأولى نحو هذا العهد الجديد في سنة 914 للهجرة - وهي سنة دخول الصّفويّين إلى العراق - فقد زار الشّاه إسماعيل الصّفويّ الكاظميّة وأمر بتشكيل إدارة خاصّة بالبلدة ومحكمة شرعيّة يرأسها قاضٍ يحمل لقب «شيخ الإسلام»، وقد عُيّن الشّيخ عبد الله قنديل بهذا المنصب. كما أمر الشّاه بتشييد المشهد الكاظميّ تشييداً رائعاً فخماً، وتعيين الرّواتب لخدّام المشهد والمسؤولين عنه.
* وفي سنة 941 للهجرة احتلّ الملك سليمان العثمانيّ العراق، لكنّ وضعَ الكاظميّة السّابق لم يتغيّر، واستمرّت عمليّة عمارة المشهد الشّريف.
*  وفي القرون الأربعة الأخيرة - أي منذ الاحتلال العثمانيّ حتّى نهاية الحرب العالميّة الأولى – حفل العراق بما لا يُمكن وصفه من مآسي الأوبئة والطّواعين والكوارث الطّبيعيّة، وكانت هذه الحوادث من العنف والشّدّة والتّتابع بشكلٍ حَدَّ من تطوّر العراق كلّه إلى أبعد الحدود، ما ارتدّ بشكلٍ أو آخر على مدينة الكاظميّة.
وفي هذه الحقبة أصبحت الكاظميّة قضاءاً يديرُه «قائمُ مقام»، كما أُنشئ جسر من الخشب عائم بين الكاظميّة والجانب الشّرقيّ من بغداد، ويُعرَف اليوم باسم «جسر الأئمّة».

النّشاط العلميّ والثّقافيّ
كان الوضع العلميّ والفكريّ للكاظميّة أكثر تقدّماً واتّساعاً وعُمقاً من وضعها العمرانيّ، فقد أنجبت هذه البلدة، خلال عمرها الطّويل، عدداً كبيراً جدّاً من الفقهاء والأدباء والشّعراء والمفكّرين والأطبّاء.
وضمّت الكاظميّة بين جوانحها مجموعة من المدارس الدّينيّة التي تُعنى بتدريس العلوم الإسلاميّة، وكانت عامرة زاهرة بطلّابها وأساتذتها، وفي طليعتها مدرسة الفقيه السّيّد محسن الأعرجي، المؤسَّسةُ في أوائل القرن الثّالث عشر الهجريّ، كما ضمّت البلدة عدداً كبيراً من المكتبات الضّخمة الحافلة بنفائس المخطوطات وأمّهات الكتب.
وإن صحّ ما يُروى من تأسيس أوّل مطبعة عراقيّة حَجريّة في الكاظميّة في سنة 1237 للهجرة، فإن ذلك يُعدّ في صدر قائمة النّشاط العلميّ لهذه المدينة في النّصف الأوّل من القرن الماضي.

الوضع السّياسيّ
من النّاحية السّياسيّة كان للكاظميّة رأي وصوت في الشّؤون والمشاكل العامّة منذ العهد الصّفويّ حتّى نهاية العهد العثمانيّ.
وكان أبرز مواقف الكاظميّة السّياسيّة: موقفها خلال الحرب العالميّة الأولى عندما هجم البريطانيّون على البصرة، ووصلت برقيّة استنجاد من وجوه البصرة إلى علماء الكاظميّة بتاريخ يوم الاثنين 20 ذي الحجّة سنة 1333 للهجرة، فأصدر العلماء أمراً بوجوب الدّفاع على كلّ مسلم.
وفي يوم الثّلاثاء 12 محرّم سنة 1333 للهجرة خرج السّيد مهدي الحيدري قاصداً ساحة الحرب وبصحبته الشّيخ مهدي الخالصي وجماعة من المجاهدين، وخرجت البلدة بأسرها لتشيّع ركب الجهاد الزّاحف، وفي هذه السّنة تألّفت «الجمعيّة الإرشاديّة» لجمع التّبرّعات للمجاهدين في حربهم ضدّ الانكليز.
ثمّ تواردت على الكاظميّة وفود العلماء الزّاحفين نحو المعركة من النّجف الأشرف وكربلاء، وكانت البلدة تستقبل كلّ واحد منهم بمنتهى التّرحاب والتّكريم وتودّعه بمثل ذلك.
واحتلّ الجيش البريطانيّ الكاظميّة يوم السّابع عشر من جمادى الأولى سنة 1335 للهجرة.
وفي سنة 1338 للهجرة انطلقت من الكاظميّة الثّورة لإلغاء الانتداب البريطانيّ، بقيادة العلماء المجاهدين من آل الصّدر وآل ياسين والحيدريّ والخالصيّ، وفي شهر رمضان من هذه السّنة أفتى الميرزا الشّيرازيّ بوجوب الخروج في مظاهرات من أجل الاستقلال.
ولم تنقطع الكاظميّة بعد الاحتلال البريطانيّ الغاشم عن العمل الجاد في محاربته بكل ما أُوتيت من طاقات وقوى ماديّة ومعنويّة، بل كان لها من الدّور الكبير في مكافحة المحتل ما حمل «مِس بل» في رسائلها على وصف هذه البلدة بـ «المتطرّفة في إيمانها بالوحدة الإسلاميّة، والمتشدّدة في مناوأة الإنكليز».
[مِس بِل، مستشرقة وموظفة في إدارة الاستخبارات البريطانيّة، كانت محور السّياسة العراقيّة في عهد الاحتلال الانكليزيّ، لُقّبت بملكة العراق غير المتوجّة، ماتت في بغداد سنة 1913م]
وحسبنا من نشاط الكاظميّة السّياسيّ في محاربة الاحتلال أن نقرأ ما كتبه الكاتب الإنكليزيّ «فيليب أيرلاند» إذ يقول ما نَصُّه: «وكان الشّعور المعادي لبريطانيا في الكاظميّة شعوراً قويّاً جدّاً، فقد هدّد العلماءُ جميعَ من يصوّت للاحتلال البريطانيّ بالمروق عن الدّين».
ثمّ حَسبُنا من ذلك النّشاط ما ذكره مؤرّخو الثّورة العراقيّة الكبرى مِن سَبق الكاظميّة في العمل ضدّ الاحتلال، ومن طبع المنشورات الكاظميّة وتوزيعها سرّاً بتوقيع «الجمعيّة الإسلاميّة العربيّة»، الأمر الذي أقضَّ مضجع السّلطة العسكريّة المحتلّة.
ـــــــــــــ
العـدد الرابع والخمسون من مجلة شعائر

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة