علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

كيف نتخذ قرارات أخلاقية؟


المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات أخلاقية، فغالبًا ما نفكر في القاعدة الذهبية: عامل الناس كما تحب أن يعاملوك . ومع ذلك، فقد نوقشت أسباب أخذنا لمثل هذه القرارات على نطاق واسع.  هل نحن مدفوعون بالشعور بالذنب، حيث لا نريد أن نشعر بالأسى لخذلان (لتخييب أمل)  شخص آخر؟ أو للإنصاف، حيث نريد تجنب النتائج غير المتكافئة؟  قد يعتمد بعض الناس على مبادئ كل من الذنب والإنصاف وقد يغيرون قواعدهم الأخلاقية تبعًا للظروف، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة رادبود - كلية دارتموثRadboud University – Dartmouth College على اتخاذ القرارات الأخلاقية والتعاون.  
النتائج طعنت في البحوث السابقة في الاقتصاد وعلم النفس وعلم الأعصاب، والتي اعتمدت في الغالب على فرضية أن الناس مدفوعون بمبدأ أخلاقي واحد، والذي يبقى ثابتًا عبر الزمن. نشرت الدراسة مؤخرًا في مجلة نتشر كوميونيكاشين Nature Communications (١).


دراستنا تثبت أنه بالسلوك الأخلاقي، قد لا يلتزم الناس دائمًا بالقاعدة الذهبية. في حين أن معظم الناس يميلون إلى إبداء بعض الاهتمام بالآخرين، إلا أن البعض الآخر قد يبدي ما أطلقنا عليه ب"الانتهازية الأخلاقية"، حيث لا يزالون يرغبون في الظهور بأنهم أخلاقيون ولكنهم يريدون تحقيق أعلى مستوى من (تعظيم) مصالحهم الخاصة، كما قال قائد البحث جيروين فان بار، باحث مشارك في مرحلة ما بعد الدكتوراة في قسم العلوم المعرفية واللغوية والنفسية بجامعة براون، الذي بدأ هذا البحث عندما كان باحثًا زائرًا في دارتموث من معهد دوندرز للدماغ والإدراك والسلوك في جامعة رادبود.
"في الحياة اليومية، قد لا نلاحظ أن أخلاقنا تعتمد على السياق لأن سياقاتنا تميل إلى أن تبقى كما هي يوميًا. ومع ذلك، في ظل ظروف جديدة، قد نجد أن القواعد الأخلاقية التي اعتقدنا أننا سنتبعها دائمًا هي في الواقع مرنة  تمامًا"، كما أوضح المؤلف المشارك لوك جانغ، أستاذ مساعد في العلوم النفسية وعلوم الدماغ ومدير مختبر علوم الأعصاب الوجدانية الاجتماعية الحاسوبية (٢)  (مختبر كوسان Cosan) في دارتموث.  "هذا له تداعيات هائلة إذا أخذنا في الاعتبار كيف يمكن أن تتغير سلوكياتنا الأخلاقية في سياقات جديدة، مثلاً أثناء الحرب"، كما أضاف.


لدراسة اتخاذ القرارات الأخلاقية في سياق المعاملة بالمثل، صمم الباحثون لعبة ثقة معدلة تسمى لعبة الثقة المخفية المضاعفة Hidden Multiplier Trust Game، والتي أتاحت لهم بتصنيف القرارات في الثقة المتبادلة كدالة على استراتيجية الشخص الأخلاقية. باستخدام هذه الطريقة، تمكن الفريق من تحديد نوع الإستراتيجية الأخلاقية التي استخدمها أحد المشاركين في الدراسة: النفور من  عدم المساواة (حيث يتعامل  الأشخاص بالمثل لأنهم يريدون السعي إلى تحقيق الإنصاف في النتائج)، والنفور من  الذنب (حيث  يتعاملون  بالمثل لأنهم يريدون تجنب الشعور بالذنب)، أو الجشع، أو الانتهازية الأخلاقية (الإستراتيجية الجديدة التي تعرف عليها الفريق، حيث يتنقل (يتقلب) الناس بين النفور من عدم المساواة والنفور من الذنب بناءً على ما سيخدم مصالحهم بشكل أفضل).  
طور الباحثون أيضًا نموذجًا إستراتيجيًّا حوسبيًّا يمكن استخدامه لشرح كيف يتصرف الأشخاص في اللعبة وفحص أنماط نشاط الدماغ المرتبطة بالاستراتيجيات الأخلاقية.
تكشف النتائج لأول مرة أن الأنماط الفريدة من نوعها لنشاط الدماغ تكمن وراء النفور من عدم المساواة واستراتيجيات النفور من الذنب، حتى عندما تسفر الاستراتيجيات في النهاية عن نفس السلوك. للمشاركين الذين كانوا انتهازيين أخلاقيًّا، لاحظ الباحثون أن أنماط أدمغتهم تقلبت بين الاستراتيجيتين الأخلاقيتين عبر سياقات مختلفة.  "لقد أظهرت نتائجنا أن الناس قد يستخدمون مبادئ أخلاقية مختلفة لاتخاذ قراراتهم، وأن بعض الناس أكثر مرونة وسيطبقون مبادئ مختلفة حسب الموقف"، كما أوضح تشانغ. "قد يفسر هذا سبب قيام الأشخاص الذين نحبهم ونحترمهم أحيانًا بأشياء نعتبرها مرفوضة  أخلاقيًّا".

__________

مصادر من داخل النص :
١-https://www.nature.com/articles/s41467-019-09161-6
٢- http://cosanlab.com/
المصدر الرئيسي
https://www.dartmouth.edu/press-releases/how_do_we_make_moral_decisions_041819.html

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة