علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

بكتيريا الأمعاء رُبطت لأول مرة بألم مزمن متفش

 

المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
الأشخاص الذين يعانون من الألم العضلي الليفي (١) يظهرون اختلافات في تركيب الميكروبيوم لديهم. 
لقد وجد باحثون أن هناك علاقة بين مرض ينطوي على ألم مزمن والتغيرات في ميكروبيوم (٢) الأمعاء.
 الألم العضلي الليفي Fibromyalgia (١) يؤثر على ٢-٤ في المائة من السكان وليس له علاج معروف. تشمل الأعراض الإرهاق، وقلة النوم، وصعوبات معرفية (إدراكية)، لكن المرض يتميز بشكل واضح بألم مزمن متفشٍّ (في جميع الجسم). في ورقة نشرت في ١٩ يونيو ٢٠١٩  في مجلة الألم Pain (٣) ، أوضح فريق بحث مقره مونتريال، لأول مرة، أن هناك تغييرات في البكتيريا في القناة  الهضمية (٤) للأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي. فقد وجد ما يقرب من ٣٠ نوعًا مختلفًا من البكتيريا إما بكميات أكبر أو أقل في ميكروبيوم  المشاركين الذين يعانون من المرض مقارنةً بمجموعة الضبط السليمة.


وجود أكبر من أنواع معينة من البكتيريا أو غيابها 
 "لقد استخدمنا مجموعة من الأساليب، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، للتأكد من أن التغييرات التي رأيناها في الأحياء المجهرية لمرضى الألم العضلي الليفي لم تكن ناجمة عن عوامل كالغذاء والدواء والنشاط البدني والعمر وما إلى ذلك، والتي من المعروف أنها تؤثر على الميكروبيوم ، كما يقول الدكتور أمير منيربي Amir Minerbi من وحدة آلان إدواردز لإدارة الألم Alan Edwards Pain  Management في المركز الصحي بجامعة ماكغيل، والمؤلف الأول للورقة. ضم الفريق أيضًا باحثين من جامعة ماكغيل وجامعة مونتريال، بالإضافة إلى آخرين من معهد الأبحاث في مركز جامعة ماكغيل الصحي  MUHC.
 يضيف الدكتور مينيربي: "لقد وجدنا أن الألم العضلي الليفي وأعراض الألم العضلي الليفي -  وهي الألم والإرهاق والصعوبات المعرفية  - يسهمان بأكثر من أي من العوامل الأخرى في الاختلافات التي نراها في الميكروبيوم من المصابين بهذا المرض. ورأينا أيضًا أن شدة أعراض المريض ترتبط ارتباطًا مباشرًا بزيادة وجود أو غياب واضح  لبعض البكتيريا - وهو أمر لم يتم نشره من قبل".


هل البكتيريا هي ببساطة علامات للمرض؟
 في هذه المرحلة، ليس من الواضح ما إذا كانت التغييرات في بكتيريا الأمعاء التي شوهدت في المرضى الذين يعانون من الألم العضلي الليفي هي مجرد علامات للمرض أو ما إذا كانت  تلعب دورًا في التسبب في ذلك. نظرًا لأن هذا المرض لديه مجموعة من الأعراض وليس الألم فقط، فإن الخطوة التالية في البحث هي التحقق مما إذا كانت هناك تغييرات مماثلة في ميكروبيوم الأمعاء في حالات أخرى تنطوي على ألم مزمن، مثل آلام أسفل الظهر والصداع والألم العصبي. 
يهتم الباحثون أيضًا باستكشاف ما إذا كانت البكتيريا تلعب دورًا سببيًّا في تطور الألم والألم العضلي الليفي وما إذا كان وجودها يمكن أن يساعد في نهاية المطاف في إيجاد علاج، وكذلك تسريع عملية التشخيص.
 

تأكيد التشخيص والخطوات التالية نحو إيجاد علاج
 الألم العضلي الليفي هو مرض ثبت صعوبة تشخيصه. قد ينتظر المرضى مدة تتراوح من ٤ إلى ٥ سنوات للحصول على تشخيص نهائي له. ولكن هذا قد يكون على وشك التغير.
يقول إيمانويل جونزاليس، من المركز الكندي للجينوميات الحاسوبية وقسم الوراثيات (جينتكس) البشرية في جامعة ماكغيل: "قمنا بفرز كميات كبيرة من البيانات، حيث حددنا ١٩ نوعًا زادت أو نقصت لدى الأفراد المصابين بالألم العضلي الليفي".  "من خلال استخدام التعلم الآلي، تمكن كومبيوترنا من إجراء تشخيص للألم العضلي الليفي، استنادًا إلى تركيب الميكروبيوم فقط، بدقة تبلغ ٨٧ في المائة. ونحن نبني على هذا الاكتشاف الأول بمزيد من الأبحاث، نأمل في تحسين هذه الدقة، مما قد يؤدي إلى التقدم خطوة الى الأمام في التشخيص".
يقول يورام شير، كبير المؤلفين للورقة وهو مدير وحدة آلان إدواردز لإدارة الأمراض في مركز جامعة ماكغيل الصحي MUHC:  الأشخاص المصابون بالألم العضلي الليفي يعانون ليس من أعراض مرضهم فقط، بل يعانون أيضًا من صعوبة استيعاب أفراد أسرهم وأصدقائهم والفرق الطبية لأعراضهم"..  "كأطباء ألم، نشعر بالإحباط بسبب عدم قدرتنا على المساعدة، وهذا الإحباط هو باعث جيد على البحث.  هذا هو أول دليل، على الأقل في البشر، على أن الميكروبيوم يمكن أن يكون له تأثير على الألم المتفشي، ونحن بالفعل بحاجة إلى طرق جديدة للنظر في الألم المزمن".


كيف تم البحث
استند البحث إلى مجموعة من ١٥٦ شخصًا في منطقة مونتريال، ٧٧ منهم يعانون من الألم العضلي الليفي. وأجريت مقابلات مع المشاركين في الدراسة وقدموا عينات من البراز والدم واللعاب والبول، والتي تم مقارنتها بعد ذلك مع أشخاص المراقبة السليمين، والذين عاش بعضهم في نفس المنزل الذي عاش فيه مرضى الألم العضلي الليفي أو والديهم أو ذراريهم أو أشقائهم.

ستكون الخطوات التالية للباحثين هي معرفة ما إذا كانوا سيحصلون على نتائج مماثلة في مجموعة أخرى، ربما في جزء آخر من العالم، وإجراء دراسات على الحيوانات لاكتشاف ما إذا كانت التغييرات في البكتيريا تلعب دورًا في تطور المرض.
ـــــــــــ
مصادر من داخل وخارج النص: 
١-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/ألم_عضلي_ليفي
٢-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/ميكروبيوم
٣-https://journals.lww.com/pain/Abstract/publishahead/Altered_microbiome_composition_in_individuals_with.98647.aspx
٤-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/قناة_هضمية

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة