متابعات

الحجُّ قديـمًا بالقطيف، وثائقيّ يسترجع خطّ سير قوافل منطقةِ القطيف في رجلتها إلى بيت الله الحرام

 

رُفِعَ مؤخرًا على موقعِ التواصل الاجتماعيِّ يوتيوب فيلمٌ وثائقيٌّ قصيرٌ حمل عنوان: "الحجُّ قديـمًا بالقطيف" يتحدّثُ فيهِ المؤرخُ والباحثُ الدكتور علي الدَّرُوْرَة عنِ الحجِّ إلى بيتِ اللهِ وكيفَ كانتْ قوافلُ منطقةِ القطيفِ تنطلقُ من جزيرةِ تاروتَ مروراً بوسطِ القطيفِ ثم مدينةِ سيهات حتى يصلوا إلى مكّةَ المكرّمةِ.
الفيلمُ الذي أنتجَهُ النشاطُ الثقافيُّ بالربيعيةِ يَنطلقُ منْ حديثِ الدرورة عن خطِّ سيرِ قوافلِ الحجّاجِ عبرَ التاريخِ منَ القطيفِ إلى مكّةِ المكرمةِ مع ما في الطريقِ من صعوبةٍ ومشقَّةٍ، مع الإشارةِ إلى الأماكنِ التي تقصدُها أولاً، والساعاتِ التي تمشي خلالَها القافلةُ في هذهِ الرحلة. 


وأشارَ الدرورة إلى أنّ الطرقَ تغيرت لاحقًا، فكانتْ القوافلُ تذهبُ عن طريقِ البحرِ حتّى تصلَ جدّة بعدَ عشرة أيامٍ متواصلةٍ، وذلكَ لأنَّ طريقَ البحرِ أكثرُ أمانًا من طريقِ البرِّ، فضلاً عنْ بعضِ الأحداثِ التي كانتْ تصيبُ الحجّاجَ أثناءَ السيرِ في قوافلِ البرِّ. 
وأضافَ إنَّ الإبلَ كانتْ تجتمعُ قديمًا في وسطِ سوقِ تاروت قبل أنْ تنطلقَ في طريقٍ زراعيٍّ ضيقٍ حتى تلتقِيَ القافلةُ بالقوافلِ التي اجتمعت في القطيفِ. وأثناءَ الركوبِ كان يقومُ المؤذّن برفعِ الأذانِ إعلانًا بمسيرِ الرَّكبِ في عادةٍ بقيتِ إلى خمسينَ سنةً مضتْ، كما تحدَّثَ الدرورة عنْ بعضِ العاداتِ التي كانَ الناسُ يمارسونَها خلالَ توديعِ الذّاهبينَ كإعطاءِ الأطفالِ بعضَ النقودِ قبلَ الرحيلِ، وخي عادةٌ استمرَّتْ حتّى وقتٍ ليسَ ببعيدٍ حينَ كانَ الحجّاجُ ينطلقونَ إلى مقصدِهِمْ بالحافلاتِ. 
كما تحدّثَ المؤرخُ والباحثُ الدكتور علي الدَّرُوْرَة عن فرحةِ الناسِ بعودةِ الحجيجِ وما يتبعُ ذلكَ منْ عاداتٍ وممارساتٍ، قبلَ أن يتناولَ بالكلامِ  والإلقاءِ قصيدةَ الحاج حسن بن حسن الـمُقيلي التي قالَها سنةَ ألفٍ وثلاثمئةٍ واثنينِ وستينَ عندما كانَ في طريقهِ إلى الحج. 
ثمّ ختمَ الدرورة بالتأكيد على مدى قسوةِ الرحلةِ ومدى ما كانَ يعاني منه الناسُ قديمًا خلالَ رحلةِ الحجّ إلاّ أنَّ الحجّ بلا شكٍّ رحلةٌ مقدَّسةٌ كانتْ تستحقَّ ولا تزالُ كلَّ أشكالِ العناء.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة