مقالات

الإعلاميّة زهراء

 

ليلى علي حسين
فاتحت زهراء ذات الثمانية عشر ربيعًا أمها بعزمها على دخول تخصص الإعلام في الجامعة بعد التخرج ..
نظرت الأم إلى زهراء نظرة شغف بابنتها التي أودعتها المدرسة قبل سنين وهي طفلة في السابعة وها هي توشك اليوم على التخرج ، وسألتها : (الإعلام ؟ جميل يا ابنتي، ولكن هل درستِ قراركِ جيدًا، فأنتِ تعلمين أن الإعلام اليوم هو عبارة عن جبهة تدور على أرضها حرب ضروس)
ردّت زهراء بنبرة واثقة: (نعم يا أماه، وما زادني تصميمًا هو رغبتي في أن أكون طرفًا في هذه الحرب وأن أشارك فيها)
عدّلت الأم من جلستها لتسمع ابنتها تواصل كلامها وبنفس الثقة: (أنتِ تعلمين يا أمي بأن الإعلام يمثّل واحدًا من أهم منابع صناعة وتشكيل الرأي العام لذلك تتنافس مختلف القوى على السيطرة عليه، وقد استخدمت المرأة كسلاح فتّاك في كل ميادينه ).
أمسكت الأم بطرف الحديث لتسأل ابنتها: (ماذا تقصدين بأن المرأة استخدمت كسلاح فتاك فيه؟)
انبرت زهراء للجواب على سؤال أمها قائلة: (طبعًا أنا أتكلم عن الاستغلال السيء الذي عمد إليه صنّاع إعلام الباطل من الشرق والغرب، فدخول المرأة في مجال الإعلام ليس أمرًا مستهجنًا، بل على العكس فلقد مارست أفضل نساء الإسلام أدوارًا إعلامية بامتياز في مراحل زمنية متقدمة من الإسلام ).


باستغراب سألت الأم: ( ومن تقصدين يا زهراء؟). 
أجابت البنت أمها: (أقصد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، فقد ضمّنت السيدة خطبتها الفدكية رسائل إعلاميّة واضحة عن مظلومية أهل البيت وعن فساد الحاكم السياسي، كما وأقصد ابنتها السيدة زينب التي حملت على عاتقها أن تبلّغ رسالة الشهداء بعد واقعة الطف، فكانت إعلاميّة الحق بامتياز، حيث صدحت به وحاصرت إعلام الضلال الأمويّ وأفشلته).
قالت الأم: (نعم يا ابنتي كلامك صائب، ولكن كيف يمكنكِ أن تلعبي دورًا مؤثرًا في وسط هذا العالم الذي شاء أن تلعب المرأة في الإعلام دور الفتنة والإثارة، فأصبحت المرأة مجرد دمية يُركز على تحسين وتجميل جسدها وشكلها الخارجي بينما لا يعبأ بمضمونها ومحتواها الداخلي؟!)
زهراء: (لا أنكر يا أمي أنها وظيفة صعبة، ولكن انسحابنا جميعًا من الميدان يعني إخلاءه لهؤلاء المتاجرين بالمرأة، يقيني يا أمي بأنني يجب أن أثبت في هذه الجبهة وأن أواجه هذه الحرب بكل ما أملك من قوة).
الأم: (أخبريني ما سبل مواجهتكِ لهذه الحرب؟) 
زهراء: (أن أتمسّك بعفتي واحتشامي وحجابي الشرعي كاملًا ولا أتنازل عنه حتى لو تعرضت لضغوط هائلة أو مغريات كبيرة، وأن أؤدي رسالتي الإعلامية المستوحاة من صلب أحكام الإسلام فلا أحيد عنه قيد أنملة).
ضمّت الأم ابنتها إلى صدرها قائلة لها بنبرة اعتزاز وافتخار: (أحسنتِ يا بنيتي، أستطيع الآن أن أبارك اختيارك، ادرسي الإعلام وكوني الإعلاميّة الرسالية المؤمنة ودعائي لك بأن يوفقك الله ويسدد خطاك وأن تشملك رعاية الإمام صاحب الزمان).

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة