علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

إليكم لماذا تقول منظمة الصحة العالمية WHO أن لقاح فيروس كورونا الجديد سيستغرق 18 شهراً قبل أن يكون متاحاً

 

المترجم : أبو طه / عدنان أحمد الحاجي
منظمة الصحة العالمية قالت في فبراير الماضي (2019) إنه قد لا يكون اللقاح ضد فيروس كورونا متاحاً إلا بعد 18 شهرًا.
دعونا نستكشف السبب، حتى مع الجهود العالمية، فقد يستغرق هذا الأمر هذه الفترة الطويلة.
شاركت الصين بصورة علنية بتسلسل الحمض النووي الريبي الكامل للفيروس (1) - المعروف الآن باسم كورونا الجديد  SARS-CoV-2  بدلاً من COVID-19 ، والذي يرجع إلى المرض نفسه (2) - في النصف الأول من شهر يناير 2020.
وهذه أطلقت بداية الجهود في تطوير لقاحات في جميع أنحاء العالم، بما فيها جامعة كوينزلاند (3) والمؤسسات العلمية في الولايات المتحدة وأوروبا (4).
بحلول أواخر شهر يناير 2020، تم بنجاح تطوير الفيروس خارج الصين للمرة الأولى، من قبل معهد دوهرتي Doherty Institute  في ملبورن (5)، وهي خطوة مهمة للغاية. لأول مرة، تمكن باحثون في بلدان أخرى من الحصول على عينة حية من الفيروس.
باستخدام هذه العينة، قد يستطيع الباحثون في مرفق CSIRO للاحتواء العالي (مختبر الصحة الحيوانية الأسترالي، 6) في غيلونغ Geelong، أن يبدأوا في فهم خصائص الفيروس، وهي خطوة أخرى حاسمة في الجهد العالمي لتطوير اللقاح.
تاريخياً، يستغرق تطوير اللقاحات عادة سنتين إلى خمس سنوات (7). ولكن بالجهود العالمية، والتعلم من الجهود السابقة لتطوير لقاحات فيروس كورونا، فقد يتمكن الباحثون من تطوير لقاح في وقت أقصر بكثير.


إليكم لماذا نحن بحاجة إلى العمل معًا
لا توجد مؤسسة واحدة لديها القدرة أو التسهيلات لتطوير لقاح بمفردها. هناك أيضًا مراحل أكثر تتطلبها عملية تطوير اللقاح مما يقدره الكثير من الناس.
أولاً، يجب أن نعرف خصائص الفيروس وسلوكه في الحاضن (البشر). للقيام بذلك، يجب علينا أولاً تطوير نموذج حيواني.
بعد ذلك، يجب أن نثبت أن اللقاحات المحتملة آمنة ويمكن أن تستهدف الأجزاء الصحيحة من جهاز المناعي للجسم، دون التسبب في أضرار. بعد ذلك يمكننا البدء في إجراء اختبار ما قبل الاختبارات السريرية على الحيوانات للقاحات المحتملة، وذلك باستخدام نموذج حيواني.
ويمكن بعد ذلك استخدام اللقاحات التي تجتاز الاختبارات قبل السريرية بنجاح من قبل مؤسسات أخرى لديها القدرة على إجراء تجارب على البشر.
أين سيتم إجراء هذه الاختبارات؟ ومن قبل من؟ ينبغي أن يُتخذ بشأنها قرارٌ فيما بعد. بشكل عام، إنه أمر مثالي أن يجرى اختبار هذه اللقاحات في سياق تفشي المرض الحالي.
أخيرًا، إذا وجد أن اللقاح آمن وفعال، فسوف يحتاج إلى اجتياز موافقات الهيئات التنظيمية اللازمة. وسيلزم أيضًا توفير طريقة مجدية اقتصادياً لإنتاج اللقاح قبل أن يصبح اللقاح النهائي جاهزًا للتسليم.
كل خطوة من خطوات تطوير اللقاح تواجه تحديات محتملة في الأثناء.


فيما يلي بعض التحديات التي نواجهها
أشرك التحالف الدولي لابتكارات التأهب للوباء (8) فريقنا في هاتين الخطوتين الأوليتين: تحديد خصائص الفيروس الحالي، ثم إجراء الاختبار ما قبل السريري للقاحات المحتملة.
في حين  كان لمعهد دوهرتي في ملبورن وغيره دور فعال في عزل فيروس كورونا الجديد، فإن الخطوة التالية بالنسبة لنا تتمثل في إنتاج كميات كبيرة منه حتى يكون لدى علمائنا ما يكفي للعمل عليه. يتضمن ذلك زراعة الفيروس في المختبر (تشجيعه على النمو) في ظل ظروف آمنة ومعقمة بشكل خاص.
التحدي التالي الذي نواجهه هو تطوير النموذج البيولوجي المناسب للفيروس والتحقق من صحته. سيكون هذا نموذجًا حيوانيًا يعطينا دلائل على كيف يتصرف فيروس كورونا في البشر.
عملنا السابق مع سارس SARS (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد، 9) قد أعطانا أساسًا جيدًا للبناء عليه.
سارس SARS هو عضو آخر في عائلة فيروس كرونا التي انتشرت خلال 2002-2003. طور علماؤنا نموذجًا بيولوجيًا لفيروس سارس، مستخدمين حيوان بن قارض (شبيه بحيوان بن عرس)، في العمل على تحديد الحاضن الأصلي للفيروس: وهي الخفافيش (10).


يشترك فيروس سارس وفيروس كورونا الجديد SARS-CoV-2 في حوالي 80-90٪ من الكود (الشفرة) الجيني. لذلك فإن تجربتنا مع سارس تعني أننا متفائلون من أن نموذجنا الحالي يمكن استخدامه كنقطة انطلاق للعمل على فيروس كورونا الجديد.
سنستكشف أيضًا نماذج بيولوجية أخرى لتوفير المزيد من البيانات الرصينة وكنماذج طارئة.
ما فائدة اللقاح إذا تحور الفيروس (تعرض الفيروس لطفرة جينية)؟
هناك أيضًا احتمالية قوية بأن يستمر كورونا الجديد SARS-CoV-2 في التحور.
نظرًا لكونه فيروسًا حيوانيًا، فمن المحتمل أن يتحور (تحصل له طفرة جينية) بالفعل أثناء تكيفه - أولاً مع حيوان آخر، ثم القفز من الحيوان إلى الإنسان.
في البداية كان لا ينتقل بين الناس، لكنه الآن اتخذ الخطوة المهمة من الانتقال المستدام من إنسان إلى إنسان آخر.

بينما يستمر الفيروس في إصابة الناس، فإنه يمر بشيء من الاستقرار، وهي جزء من عملية الطفرة (التحور) الجينية.
قد تختلف عملية الطفرة (التحور) هذه في مناطق مختلفة من العالم، لأسباب مختلفة. ويشمل ذلك الكثافة السكانية، مما يؤثر على عدد الأشخاص المصابين وكم عدد الفرص التي تُتاح للفيروس للتحور الجيني. التعرض المسبق لفيروسات كورونا الأخرى قد يؤثر على مدى احتمالية تعرض السكان للإصابة، مما قد يؤدي إلى ظهور سلالات مختلفة، تشبه كثيراً الإنفلونزا الموسمية.
لذلك، من الأهمية بمكان أن نستمر في العمل على نسخة واحدة من أحدث نسخ الفيروس لإعطاء اللقاح أكبر فرصة ليكون فعالاً.
يجب القيام بكل هذا العمل في ظل شروط جودة وسلامة صارمة، لضمان تلبيتها للمتطلبات التشريعية العالمية، ولضمان سلامة الموظفين والمجتمع ككل.


تحديات أخرى في المستقبل
التحدي الآخر هو تصنيع بروتينات من الفيروس اللازمة لتطوير لقاحات محتملة. هذه البروتينات تُصمم خصيصًا لاستحثاث استجابة مناعية عند تناولها، مما يسمح لجهاز المناعة لدى الشخص بالحماية من العدوى في المستقبل.
لحسن الحظ، التطورات الحديثة في فهم البروتينات الفيروسية وبنيتها ووظائفها سمحت لهذا العمل بالتقدم في جميع أنحاء العالم بسرعة لا بأس بها.
تطوير لقاح مهمة من المهام الضخمة وليست شيئًا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها. ولكن إذا تم التخطيط للأمور، فسيكون ذلك أسرع بكثير مما رأيناه من قبل.
الكثير من الدروس (11) قد تعلمناها من خلال تفشي فيروس سارس. والمعرفة التي اكتسبها المجتمع العلمي العالمي من محاولة تطوير لقاح ضد سارس قد أعطتنا بداية جديدة مباشرة لتطوير لقاح ضد هذا الفيروس.



مصادر من داخل وخارج النص 
1- https://www.bbc.com/news/health-51299735
2- https://www.sciencemag.org/news/2020/02/bit-chaotic-christening-new-coronavirus-and-its-disease-name-create-confusion
3- https://www.nationalgeographic.com.au/science/australian-researchers-get-cracking-on-coronavirus-vaccine.aspx
4- https://cepi.net/news_cepi/cepi-to-fund-three-programmes-to-develop-vaccines-against-the-novel-coronavirus-ncov-2019/
5-  https://www.doherty.edu.au/news-events/news/coronavirus
6- https://www.csiro.au/en/Research/Facilities/AAHL
7- https://www.nature.com/articles/nbt0596-591
8- https://www.gesundheitsforschung-bmbf.de/en/coalition-for-epidemic-preparedness-innovations-cepi-8575.php
9-  https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/sars/symptoms-causes/syc-20351765
10- https://www.csiro.au/en/Research/BF/Areas/Protecting-Animal-and-Human-Health/Zoonotic-capability/Bats-confirmed-host-of-SARS-virus
11- https://theconversation.com/sars-mers-preparing-for-the-next-coronavirus-pandemic-16359
المصدر الرئيس
httpAs s://theconversation.com/heres-why-the-who-says-a-coronavirus-vaccine-is-18-months-away-131213

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة