علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي الحاجي
عن الكاتب :
مترجم من مواليد الأحساء عام ١٩٩٣ حاصل على شهادة بكالريوس في نظم المعلومات الإدارية من معهد بكين للتقنية Beijing Institute of Technology عام ٢٠١٧ من أعماله كتاب مترجم للكاتب الروسي ليو تولستوي بعنوان (اعتراف) صادر عن مؤسسة الرحاب للنشر في بيروت.

ما هي النظرية العلمية

 

المترجم: علي الحاجي .. 

النظرية العلمية Scientific theory هي نوع خاص من النظريات تُستخدم في المنهج العلمي Scientific Method. قد يختلف معنى “نظرية” بحسب الشخص الذي تسأله. يقول جيم تانر Jaime Tanner، البروفيسور في علم الأحياء في كلية مارلبورو Marlboro College: “الطريقة التي يستخدم بها العلماء كلمة نظرية تختلف قليلًا عن استخدامها الشائع بين العامة. أغلب الناس يستخدمون كلمة نظرية للإشارة إلى الفكرة أو الأحاسيس التي يمتلكها شخص ما. أما في العلم، فكلمة نظرية تشير إلى الطريقة التي نفسّر بها الحقائق”.


خطوات التحول إلى نظرية علمية
تبدأ كل النظريات العلمية كفرضيات Hypothesis. الفرضية هي حل مقترح لحادثة غير مفسّرة ولا يتناسب مع النظريات العلمية المقبولة في الوقت الراهن. بتعبير آخر، ووفقًا لمعجم ميريام-وبستر Merriam-Webster Dictionary، فإن الفرضية هي فكرة غير مثبتة بعد. عند تراكم أدلة كافية لدعم فرضية ما، فإنها تنتقل إلى المرحلة القادمة من المنهج العلمي – والمعروفة بـ”النظرية”- ويتم قبولها كتفسير صالح لظاهرة ما.
كما يوضح تارنر بأن النظرية العلمية هي إطار العمل للملاحظات والحقائق. فالنظريات قد تتغير، أو قد تتغير طرق تفسيرها، ولكن الحقائق نفسها لا تتغير. يشبّه تانر النظرية بالسلة التي يضع فيها العلماء الحقائق والملاحظات التي يصلون إليها. قد يتغير شكل تلك السلة بعد أن يعرف العلماء أمورًا أكثر وبعد أن يضيفوا المزيد من الحقائق. يقول تانر لموقع لايف ساينس Live Science: “ على سبيل المثال، لدينا الكثير من الأدلة على تغير الصفات في المخلوقات الحية لتصبح أكثر أو أقل شيوعًا عبر الزمن (التطور Evolution)، ولهذا فإن التطور حقيقة. أما النظريات المتعلقة بالتطور، أي الطريقة التي نتصور بها كيفية ترابط هذه الحقائق، قد تتغير عندما تظهر ملاحظات جديدة حول التطور”.


أساسات النظرية
تعرّف جامعة كاليفورنيا The University of California النظرية بأنها “تفسير واسع وطبيعي لنطاق كبير من الظواهر. النظريات تكون موجزة ومتسقة ومنهجية وقادرة على التنبؤ وقابلة للتطبيق على نطاق واسع. وغالبًا ما تقوم بدمج وتعميم عدد من الفرضيات.”
كل النظريات العلمية يجب أن تستند على فحص دقيق وعقلاني للحقائق. الحقائق والنظريات هما أمران مختلفان. في المنهج العلمي، هنالك تفريق واضح بين الحقائق، والتي يمكن ملاحظتها و/أو قياسها، وبين النظريات، والتي هي شروحات وتفسيرات العلماء لتلك الحقائق.
أحد الأجزاء المهمة في النظرية العلمية هو الصياغات التي لها نتائج يمكن رصدها. فالنظرية الجيدة، مثل نظرية الجاذبية لنيوتن، تتصف بالتماسك، أي أنها مؤلفة من عدد محدود من إستراتيجيات حل المشاكل والتي يمكن تطبيقها على نطاق واسع من النتائج العلمية. إحدى الخواص الأخرى للنظرية العلمية الجيدة هي أنها تتكون من عدد من الفرضيات التي يمكن اختبارها بشكل مستقل.


تطور النظرية العلمية
النظرية العلمية ليست النتيجة النهائية للمنهج العلمي، فهي يمكن أن تُثبت أو أن تُرفض، تمامًا مثل الفرضية. يمكن إضافة التحسينات والتعديلات إلى النظرية العلمية عند جمع المزيد من المعلومات، ولذلك تزداد دقة النظرية في التنبؤ بمرور الوقت. النظريات هي أساسات للمزيد من المعرفة العلمية وللاستفادة العملية من المعلومات المجموعة. يستخدم العلماء النظرياتِ لتطوير المخترعات أو لإيجاد علاج لمرض ما.

يعتقد البعض أن النظريات تتحول إلى قوانين، ولكن كلًّا من النظرية والقانون يملك أدورًا مختلفة في المنهج العلمي. القانون هو وصف للظاهرة المرصودة في الطبيعة، والذي يظل صحيحًا في كل مرة يتم اختباره فيها؛ القانون لا يفسّر لماذا يكون الأمر صحيحًا، هو فقط ينصّ على أنه صحيح. أما النظرية فهي تشرح الملاحظات المرصودة خلال العملية العلمية Scientific Process.  بناء على ذلك، فإن القانون والنظرية العلمية وإن كانا جزءًا من العملية العلمية، إلا أنهما مفهومان مختلفان جدًا، وفقًا للرابطة الوطنية لمعلمي العلوم National Science Teachers Association. أحد الأمثلة الجيدة على الفرق بين النظرية والقانون هو مسألة جريجور مندل Gregor Mendel. اكتشف مندل من خلال بحثه بأن الصفتين الوراثيتين المنفصلتين قد تظهران بشكل مستقل عن بعضهما في سلالات مختلفة. يقول بيتر كوبنجر Peter Coppinger، البروفيسور المساعد في الأحياء والهندسة الطبية الحيوية في معهد روز-هولمان للتكنولوجيا Rose-Hulman Institute of Technology: “إلا أن مندل لم يكن يعرف شيئًا عن الحمض النووي DNA ولا عن الكروموسومات. إذ لم يتم اكتشاف الحمض النوووي والكروموسمات إلا بعد قرن من الزمن – وهي التفسيرات الكيميائية الحيوية لقوانين مندل. في ذلك الوقت فقط تمكن العلماء، مثل T.H. Morgan بأعماله على ذباب الفاكهة، من تفسير قانون مندل للتوزيع الحر Independent Assortment بالاستعانة بنظرية الوراثة الكروموسومية Theory of Chromosomal Inheritance. وحتى هذا اليوم، يظل هذا التفسير هو التفسير المقبول (النظرية المقبولة) عالميًّا لقوانين مندل.”


مقال لـ Alina Bradford  
المصدر: https://www.livescience.com/21491-what-is-a-scientific-theory-definition-of-theory.html

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة