صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي النمر
عن الكاتب :
شاعر أحسائي من مدينة الدمام

رِدّة الجرح

 

عابر ..
ينثر في عرض المسافات هدايا وبذورا
 ويحيل القاع ألوانًا وبستانا نضيرا

 عابر ..
يحمل أوطانا على قدر التمني
 بعد أن كانت لأحلام المساكين ترابا وحصيرا

بين كفيه إذا يغرف
 شلال أمانٍ وحنانٍ
 وعلى زنديه -يا لله- أنهار
 تروّي صاديَ العطف بما تجري سرورا

ذلك الشي السماويّ
 الذي لايرتقي شيء إليه
 كان أعلى رؤية للأرض مذ كانت .. ونورا..

سابح في عمق «سبحانَ»
فلا يُدرك عمقا
 شاخص يعرج في «جلّ» فتدنيه كثيرا

حائك
 من صور الإنسان والإقدام شالا قرمزيا
 كي يدفّي كل أطراف الموازين وثيرا

تنتهي جوعا إليهِ الأرض في شكل لجوء
 وهو مضيافٌ ..
فما مرّ عليه الكون يوما دون أن يُقرى قريرا

فهو مذ سلّل ضوء الشمس من بين جناحيه .. كبيرٌ
 وعلى مشرق عينيه بما يحمل قد كان كبيرا

يُسلِم البذر إلى الأرض بحبٍّ
 وله تفتح درج القلب إيمانا وتهياما .. حبورا

وتداريه لينمو
 وليزداد اتساعا
 وليستعمر كل الوجد والحب أميرا

حينما حاصرهم بالحبّ في سبعين روح
 مشفقا من أوبة الذل على الملح
 إذا ما صدّه البحر - خسورا

حينها سرّح أسراه فجاسوا
 ينفثون الوهن في عمق المضامين ضمورا

لم يزل يتخذ الورد لسانا
 لم يبدّل عادة الإحسان مادام قديرا

هو من فرط سماويّتِهِ انساب سماءً بينهم ..
كي يربط الآمال والآجال والأجيال
 بالغيب حضورا

فارشا مائدة العتق بياضا من نوايا
 مودما فيها سلاما
 ليوافوا فيه ولدانا وحورا

وهو في يومئذ من تعب الإشفاق ظامٍ
 باذلا من باقة العطف حياة وشعورا

فاستباحوه .. -ألا ياغيرة الله-
غداة البذل أشلاء وتاهوا
 بين ذلين أحالوه قطيعا وكسيرا

هكذا يُستدرج (الجرح) هوانا
 قاب نابين تواصوا فيه خذلانا وزورا

كيفما شِيء بتشكيل المآسي ..
كان ذاك الجرح يعطي
 وعلى قارعة المبدأ قد قدّ السطورا

صور لو عايشتها الروح في بعض تفاصيل الحكايا
 حقّ أن تزهق دون الشجو
 من وأد الوفا .. وأدا مثيرا

هل إذا قلنا بأن الجرح مفتون وتوّاق انتماءٍ
 كان ضربا
 من جنون الفهم أم كان جديرا؟

والجراح انفتلتْ واتسعتْ واكتسحتْ
 كيفا وألوانا وكمًّا
 كرنفال الجرح في لحظة عاشوراء قد كان مريرا

لم يقاوم شغفا فيه من الحبِّ
 وبعض الحب ذبّاحٌ
 أما لو فتّش الجرحُ مداهُ
 ربما ارتد عن الفكرة والفتك حسيرا !!

كان بالغيرة مسكونًا
 ومرصادَ ضرارٍ..
فعلى أول سهمٍ صال فوق السهم بالطف نفيرا

أيها الجرح .. عجيب!!
كيف من شاهقه تلتقف المأساةَ
 من كفِّ الحتوفيّ لتهدي غرة الجنةِ إكليلا من الشوكِ غزيرا

أوما كنتَ أمينا وضنينا ..
كيف خلّفت الأماني بعد أن كنت خفيرا

سلَّةُ الحزنِ التي قد عبّأتها الطفُّ
 قد أنهكها فيض المآسي
 بعدما حمّلتها فوق المسافات من النزف الكثيرا

وتفرّعتَ على هالةِ نورٍ كوكبيٍّ فاخرٍ ..
تُشحبه .. تملؤه منك صدورا

خنته .. فارقتَ سمت الوصلِ لم ترْعَ ذِمارًا
 وتحللت .. وآخيتَ الشرورا

أَمَا لو تبت ولو رصصت بنيان اعتذارٍ
 لمْ تكنْ من رِدّة الدمّ سوى جانٍ..
أيا جرحا .. غدا سيفا أَجيرا

مواقيت الصلاة