متابعات

الشباب والبصيرة، محاضرة للشيخ محمد تقي مصباح يزدي في بيروت


ضمن أجواء ولادة يعسوب الدين وإمام المتقين الإمام علي بن أبي طالب (ع)، قدّمت جمعية مراكز الإمام الخميني الثقافية بيروت، محاضرة لآية الله الدكتور محمد تقي مصباح يزدي تحت عنوان: "الشباب والبصيرة" بحضور حشد من الطلاب والباحثين.
ومما جاء في كلمته: " ممكن تصنيف أي حركة من الحركات في الحياة على أنها واحدة من الأربع الآتية: الميكانيكية، النباتية، الحيوانية، الإنسانية الواعية. والإنسان موجود يصدر أفعالًا عن وعي كامل وإرادة واختيار، كما تصدر عنه أفعال أخرى حيوانية ونباتية وميكانيكية.
لماذا خلق الله الإنسان؟ كل ما خلقه الله من غير الإنسان يبقى كما هو منذ لحظة خلقه وحتى فنائه. حتى الملائكة المشرفة. ليس عندهم قدرة اختيار. أما الغنسان فمختار. يبدأ من الصفر ويمكن وصوله لما لا نهاية. خاصية هذا الموجود أنه يمكن التوجه نحو اللا نهاية في الاتجاهين: التكاملي والتسافلي. وهذا المخلوق هو خليفة الله وقد أعطاه الله القدرات ليستعملها للتحرك نحو الهدف الذي خلق لأجله والله يهيأ له الأسباب وفي حال العكس يهوي نزولًا.
يقول الله تعالى: " قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ "، ومقابل ذلك آية "أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ "... وهذا يدل على ما تم التحدث عنه أي الارتقاء أو التسافل.
في سورة الإسراء نجد الآية الكريمة : "كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا"، أي سنساعد الجميع في الوصول لأهدافهم، منذ خلق الله الإنسان خلق الله طريق التكامل والتسافل وقصة أبناء النبي آدم عليه السلام قابيل وهابيل دليل واضح على ذلك.
الله يسرع في العملية التي اختارها الإنسان لنفسه سواء أكانت تكاملًا أو تسافلًا، ولكنه يسرع الأولى أكثر بدليل الآية المباركة: "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ " و"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ"، ومن هنا ينبغي على المكلف الاستفادة من المواهب التي لديه فيمده الله بالعون ما يؤدي إلى زيادة النعم، من خلال هذه الفلسفة يمكن اختيار أسلوب الحياة الصحيح، والمطلوب في هذا العالم، والله معنا ولن يتركنا" ويضيف آية الله يزدي: "نستفيد من القرآن الكريم في الكثير من القصص حول المطيعين، فمن أساليب التربية القرآنية دوام ذكر القرآن الكريم  للسلوكيات الملموسة. دائمًا هناك ذكر للمؤمنين الذين غلبهم الله على عدوهم ونصرهم، مثلًا نأخذ آية: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ" حيث نصر الله المؤمنين على عدو يفوقهم بأضعاف".
ويضيف: "علينا أن نكون مطمئنين بأن السير في سبيل الله يعني نصرًا على كل القوى المادية. ونؤمن أن الإيمان سيزداد يومًا وتتعاظم قوة المؤمنين تحت لواء صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف. كل انتصارات اليوم تعطينا أملًا بذلك اليوم وتبعد عنا الضعف والعجز."إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ "، الله يقول إن الأمل يجب  أن يكون به فقط، لا بالشرق ولا بالغرب، هم ذئاب في ثوب النعاج، ولكي نكون مستحقين لذلك اليوم، يجب أن نراعي شرطين مذكورين في القرآن الكريم:
 1-التقوى والطاعة
 2-والصبر والاستقامة
أوصي الشباب الذين لم يتلوثوا كثيرًا بالذنوب أن يحافظوا على الشرطين في مختلف الدوائر الاجتماعية، ليكونوا مؤهلين لاستقبال الرحمة الإلهية.... العبادة يجب أن تكون فردية واجتماعية. شكل واحد من الشكلين لا يكفي".
ويتابع قائلًا: "منّ الله علينا بنعمة خاصة لا يعرفها الآخرون، وهي معرفتنا بأهل البيت عليهم السلام، ونحن لدينا هذه المعرفة التي تساعدنا في كل المجالات".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة