من التاريخ

أصحاب الجنة


قال تعالى: ﴿إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ * فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ﴾. (القلم:17-25)
في هذه الآيات الكريمات يستعرض لنا القرآن الكريم قصة أصحاب الجنة كنموذج لذوي المال الذين غرقوا في حبهم لذواتهم، فأصابهم الغرور، وتخلّوا عن القيم الإنسانية الخيّرة، وأعماهم حب المال عن كثير من الفضائل فالآيات الكريمة تذكر لنا قصة مجموعة من الأغنياء كانت لهم جنة (بستان مثمر) إلا أنهم فقدوها فجأة، وذلك لعتوهم وغرورهم وكبرهم على فقراء زمانهم.


وموضوع القصة هو:
أن شيخاً مؤمناً طاعناً في السن كان له بستان عامر، يأخذ من ثمره كفايته ويوزع ما بقي من ثمره للفقراء والمعوزين، وقد ورثه أولاده بعد وفاته، وقالوا: نحن وعيالنا وأولادنا أحقّ بحصاد ثمار هذا البستان، ولا طاقة لنا باتباع نفس الأسلوب الذي كان أبونا عليه... ولهذا فقد صمموا على أن يستأثروا بثمار البستان جميعاً، ويحرموا المحتاجين من أي عطاء منها، فكانت عاقبتهم كما تحدثت الآيات الكريمة عنه، حيث سلط الله سبحانه عليها ناراً حارقة، وصاعقة مهلكة، بحيث أن جنتهم وبستانهم "فأصبحت كالصريم" ولم يبق منها شيء سوى الرماد.
وهكذا تكون عاقبة البخل والبخلاء الذين يمنعون الفقراء من العطاء.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد