خلال مشاركته في الأمسية الشّعريّة التي نظّمتها (تمائم أدبيّة) بعنوان: (قصائد ورديّة) ألقى الشّاعر حبيب المعاتيق قصيدة بعنوان: (اطمئنان) مخاطبًا فيها كلّ من يقف في وجه مرض السّرطان بثبات، ومن يجعل من الألم طريقًا للأمل، ولا يعرف الاستسلام، فقال: الواضح أنّي العاجز، أن أتبوّأ في هذه البقعة دور النّاصح، والواضح أنّ الواثق أنت، وأنّي ما بين تلألؤ عينيك وبسمة ثغرك، ذاك المرتبك الواضح

على غالق عشت تسكن الظّلّ، في لفحات النّهار، وكالضّوء تعبر من غالق لاصطياد الأثر، تسافر في رحلة الضّوء والظّلّ، تحمل نافذة للوجود، كأنّك تحمل بين يديك السّفر

ما كوثر الغيب إلّا في حقيقته، نهت لذاتك لا معنى نؤوّلهُ، وما السّنا منك إلّا وقدُ بارقة، للشّمس لم تبرح تجلّله، وما الحمامة إلّا دور غيرتنا، عليك في الغار يا طه تمثّله، والعنكبوت وما خاطت وما غزلت، كانت تخيط ونحن الحبّ نغزله

أن أطرق بابك عند الفجر ثلاثين صباحًا، أبكر من عصفور الدّار إِذا أصبح، أن أنسى وجهي عند الباب، أراقب صوت المزلاجrnكمن يترقّب إطلاق سراح، منذ ولادته للآن فلا يفتح

تحت عنوان: (للأواني الفارغة) نشر الشّاعر حبيب المعاتيق عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ قصيدة تفيض ألـمًا وحزنًا، يصّور فيها مأساة أهل غزّة الذين يرزحون تحت وطأة الجوع والحصار، عبر وصفه رجلاً طاعنًا في الجوع، وهو ينتظر الحصول على ما يبلّ الرّمق فلا يجد إليه سبيلاً.

ما زال لي من حنان الأمّ متّسعُ، ‎حتّى ترنّحني الدّنيا ولا أقعُ، ‎ما زال لي بعدها ظلّ ألوذ به، ‎كما يلوذ إلى ضمّاده الوجعُ، ‎ما زال لي رئة أخرى تساعدني، ‎على التّنفّس أنّى كاد ينقطع

هو ذا يَضيقُ عليهِ جِلبابُ الأسى شيئًا، ويَكبرُ في الحقيقةِ ظِلُّهُ، هو ذاكَ أكثَرُ مِن دُموعِ العالمينَ أَقَلُّهُ، هو ذلكَ المعنى الكبيرُ على التأمُّلِ، بَعضُهُ في الحُبِّ أن يُبكى عليهِ وكُلُّهُ… اللهُ أَعلَمُ كيفَ يُحسبُ كُلُّهُ...

يأتي الحنين وليس يعرف حجمه، حتّى يفيض على جوارحي اسمه، ولهان يطفئني المدى ويضيء بي، من بعد ألف جوًى تولّه نجمه، صادٍ أصابني الحنين بمقتل، في الرّوح لم يخطئ فؤادي سهمهrn

دعينا نستريح الآن لو يغفو بنا الألم، أشيئًا غير هذا البيت فوق رؤوسنا هدموا، إذا غابت لنا أمّ يقوم مقامها علم، فنامي ملأ هذا الظّلم حتى تنجلي الظّلَمrn

ما زال يبزغ في الضّمائر كلّما، استعدى لإخفاء السّنا ظلّامهْ، قد أسلموه إلى السّيوف موزّعًا، قطعًا وعزّ على الضّبا استلامه

كاضطراب الرّاقد المنتبه، يشبه المشي على غير دليل، وعلى غير هدى الصّبح الّذي تفتح عينيك، ولا أمّ به، يشبه التّجديف في بحر أضعت الشّمس، حتّى لم تعد تعرف شرق العمر من مغربه

وفي القصيدة يبدو الوجد جليًّا واضحًا صريحًا، ونار الذّكريات تُشعل قلبه، بكلّ ما للرّاحيلن من آثار باقية مرسومة بحروف من عشق وولَه، فلا يكاد يطفِئ عن وقع الخطى الدُّور، حتّى تشتعل الحكايا واللّحظات، والممرّات والمساحات، وما في الزّوايا من أسئلة.