مقالات

المحبة والشوق


عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث له قال لزياد : ويحك هل الدين إلا الحب ؟ ألا ترى قول الله عز وجل : * (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) * أولا ترى قول الله عز وجل لمحمد : * (حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم) * وقال : * (يحبون من هاجر إليهم) * فالدين هو الحب والحب هو الدين.
عنه (عليه السلام) قال : إذا أردت أن تعلم إن فيك خيرًا فانظر إلى قلبك ، فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبك ، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته فليس فيك خير والله يبغضك ، والمرء مع من أحب.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إذا تحلى المؤمن من الدنيا بسيماء ووجد حلاوة حب الله عز وجل كان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط ، وإنما خالط القوم حلاوة حب الله فلم يشتغلوا بغيره.
عنه (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه : أي عرى الإيمان أوثق ؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم ، وقال بعضهم : الصلاة ، وقال بعضهم : الزكاة ، وقال بعضهم : الصيام ، وقال بعضهم : الحج والعمرة ، وقال بعضهم : الجهاد ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كلما قلتم فضل وليس به ، ولكن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ، وأن توالي أولياء الله وتتبرأ من أعداء الله.
عن الباقر (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : المتحابون في الله يوم القيامة على أرض زبرجد خضراء في ظل عرشه عن يمينه وكلتا يديه يمين ، وجوههم أشد بياضًا من الثلج وأضوأ من الشمس الطالعة ، يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب ونبي مرسل ، يقول الناس : من هؤلاء ؟ فيقال : هؤلاء المتحابون في الله.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ما التقى مؤمنان قط إلا كان أفضلهما أشدهما حبًّا لأخيه.
وعنه (عليه السلام) : من أوثق عرى الإيمان أن يحب في الله ، ويبغض في الله ، ويعطي في الله ، ويمنع في الله.
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : لما اشتد على أبي ذر الأمر قال : رب خنقني خناقك ، فوعزتك إنك تعلم أن قلبي يحبك.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار ، وحب الفجار للأبرار فضيلة للأبرار ، وبغض الفجار للأبرار زين للأبرار ، وبغض الأبرار للفجار خزي على الفجار.
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : لو أن رجلا أحب رجلًا لله لأثابه الله على حبه إياه ، وإن كان المحبوب في علم الله من أهل النار ، ولو أن رجلًا أبغض رجلًا لله لأثابه الله على بغضه إياه ، وإن كان المبغض في علم الله من أهل
الجنة.
عن أبي الحسن (عليه السلام) قال له رجل : إن الرجل من عرض الناس يلقاني فيحلف بالله أنه يحبني ، فأحلف بالله أنه صادق ؟ فقال : امتحن قلبك فإن كان يحبه فاحلف وإلا فلا.
سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يقول : أودك ، فكيف أعلم أنه يودني ؟ فقال : امتحن قلبك فإن كنت توده فإنه يودك.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من وضع حبه في غير موضعه فقد تعرض للقطيعة.
قال الباقر (عليه السلام) : إنا لنحب أن نتمتع بالأهل واللحمة والخول ، ولنا أن ندعو بما لم ينزل أمر الله ، فإذا نزل أمر الله لم يكن لنا أن نحب ما لم يحبه الله.
ومن كتاب روضة الواعظين : عن الصادق (عليه السلام) قال : إن الناس يعبدون الله على ثلاثة أوجه : فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع ، وأخرى يعبدونه فرقًا من النار فتلك عبادة العبيد وهي الرهبة ، لكني
أعبده حبًّا له عز وجل فتلك عبادة الكرام ، وهو الأمن لقوله عز وجل : * (وهم من فزع يومئذ آمنون) * ولقوله عز وجل : * (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) * فمن أحب الله أحبه الله عز وجل وكان من الآمنين.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أحبنا كان معنا يوم القيامة ، ولو أن رجلًا أحب حجرًا لحشره الله معه.
قال الصادق (عليه السلام) : من أوثق عرى الإيمان أن يحب في الله ويبغض في الله ، ويعطي في الله ، ويمنع في الله عز وجل.
قال النبي (صلى الله عليه وآله) : ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ، ومن كان يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه.
وقال (صلى الله عليه وآله) : والذي نفسي بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم.
وقال (صلى الله عليه وآله) : إذا الناس أظهروا العمل وضيعوا العمل ، وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب ، وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك ، وأصمهم وأعمى أبصارهم.
ـــــــــــ
* مشكاة الأنوار / العلامة الطبرسي.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد