علمٌ وفكر

لا مستقبل للأنانيين - ذلك ما تقوله أدمغتهم


المترجم : أبو طه / عدنان أحمد الحاجي ..

ملخص: تكشف دراسة تصوير عصبي جديدة أن الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم أنانيين أنهم ليس لديهم نشاط متزايد في قشرة الفص الجبهي البطني الإنسي ventromedial prefrontal cortex عندما يفكرون في المستقبل البعيد. وعلى النقيض من ذلك، لدى  الأشخاص الإيثاريين زيادة في النشاط في هذه المنطقة عندما طُلب منهم أن يأخذوا بنظر الاعتبار تداعيات المستقبل البعيد.
بعض الناس قلقون من التداعيات المستقبلية لتغير المناخ، في حين يعتبر آخرون أنه بعيد جداً عن التأثير على مصالحهم. درس باحثون في جامعة جنيف (UNIGE) في سويسرا، كيف تنعكس هذه الاختلافات في أدمغتنا. بمساعدة التصوير العصبي neuro-imaging, وجد العلماء أن الأشخاص الذين يعتبرون "أنانيين" لا يستخدمون منطقة الدماغ التي تمكننا من التطلع إلى وتخيل المستقبل البعيد. في الأشخاص "الإيثاريين"، من ناحية أخرى، نفس منطقة الدماغ مفعمة بالحياة والنشاط.وقد تساعدنتائج الأبحاث المنشورة في مجلة Cognitive Affective & Behavioural Neuroscience على مساعدة علماء النفس في وضع تمارين تعيد هذه المنطقة المحددة من الدماغ الى النشاط. ويمكن استخدام هذه لتحسين قدرة الناس على إسقاط أنفسهم  على  المستقبل ورفع وعيهم، على سبيل المثال، بتداعيات تغير المناخ.
ركز علماء النفس على النشاط في قشرة ما قبل الجبهية البطنية الأنسية vmPFC ، وهي منطقة في الدماغ فوق العينين يتم استخدامها عند التفكير في المستقبل ومحاولة تصوره. صورة NeuroscienceNews.com هي لأغراض توضيحية فقط.

 مخاوف الناس مبنيةٌ على قيمهم، والتي تحدد ما إذا كان الأشخاص يضعون أولوية لمصالحهم الشخصية أو يضعون أنفسهم على قدم المساواة مع أقرانهم. من أجل تشجيع أكبر عدد ممكن من الناس على تبني سلوك "مستدام"، من الضروري أن يشعروا بأن تداعيات تغير المناخ لها علاقة بهم. بعض الأشخاص - الذين يتمحورون  أكثر حول ذواتهم  - لا يقلقون من التداعيات، معتقدين أن هذه الكوارث المحتملة بعيدة جدًّا.
 "نتساءل عما يمكن أن يعلمنا التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)  عن كيف يعالج الدماغ المعلومات المتعلقة بالتأثير المستقبلي لتغير المناخ، وكيف تختلف هذه الآلية تبعاً لتمحور الشخص على الذات "كما يقول توبيس بروش، الأستاذ في. قسم علم النفس في كلية علم النفس والعلوم التربوية في جامعة جينيف.


هل الأنانيون لا يقلقون فقط إلا على ما يهمهم مباشرة؟
تحول علماء النفس في جامعة جنيف UNIGE إلى التقرير الذي وضعته اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، حيث حددوا التنبؤات بشأن نتائج تغير المناخ، مثل انخفاض مصادر مياه الشرب، وزيادة النزاعات الحدودية وارتفاع حاد في الكوارث الطبيعية. ثم خصصوا سنة في المستقبل لكل تأثير من هذه التأثيرات، ذاكرين متى ستحدث.
 فريق بروش Brosch دعا فريقًا من المشاركين لإكمال استبيان موحد لقياس التسلسلات الهرمية للقيمة، ووضع علامة على الميول الأنانية أو الإيثارية لكل فرد. خضع المشاركون واحداً تلو الآخر، للتصوير  بالرنين المغناطيسي قبل عرض تداعيات الأحداث المؤرخَة؛ ثم أجابوا على سؤالين على مقياس من ١ إلى ٨: هل المسألة جادة؟ هل أنت خائف؟
"كانت النتيجة الأولى التي حصلنا عليها هي للأشخاص الذين لهم ميول أنانية، المستقبل القريب كان أكثر إثارة للقلق من المستقبل البعيد، الذي لن يحدث إلا بعد موتهم. وفي الإيثاريين،  هذا الاختلاف يختفي، لأنهم يرون أن الجدية هي نفسها"، كما يشرح بروش.


الأنانية تجعل الدماغ كسولًا
ثم ركز علماء النفس على النشاط في قشرة ما قبل الجبهية البطنية الأنسية ventromedial pre-frontal cortex، وهي منطقة في الدماغ فوق العينين يتم استخدامها عند التفكير في  ومحاولة تصور المستقبل. "وجدنا أنه مع الإيثاريين، تُنشّط هذه المنطقة الدماغية بشكل أكثر قوة عندما يواجه هذا المشارك تداعيات في المستقبل البعيد مقارنة مع المستقبل القريب. على النقيض من ذلك، في الشخص الأناني، لا توجد زيادة في النشاط بين تداعٍ في المستقبل القريب أو في المستقبل البعيد، "كما يقول بروش.
هذه المنطقة من الدماغ تُستخدم بشكل رئيسي لإسقاط الذات على المستقبل البعيد.  غياب النشاط المتصاعد في الشخص المتمحور حول الذات يشير إلى وجود إسقاط وحقيقة أن الفرد لا يشعر بالقلق بسبب ما سيحدث بعد وفاته. فلماذا إذن يجب على هؤلاء الأشخاص أن يتبنوا أشكالًا مستدامة من السلوك؟


قم باستخدام قدراتك التصورية
تظهر هذه النتائج، التي يمكن تطبيقها في مجالات غير التغير المناخي، أهمية القدرة على التفكير في المستقبل البعيد من أجل تكييف سلوك الشخص مع العقبات المستقبلية للعالم. "يمكننا أن نتخيل تدريبًا نفسيًّا يعمل على هذا المنطقة الدماغية باستخدام تمارين التصور"، كما يقول بروش. "على وجه الخصوص، يمكننا استخدام الواقع الافتراضي، والذي من شأنه أن يجعل عالم الغد مرئيًّا للجميع، مما يجعل البشر أقرب إلى تداعيات أفعالهم".

المصدر
http://neurosciencenews.com/egotism-future-8890/?utm_source=feedburner&utm_medium=feed&utm_campaign=Feed%3A+neuroscience-rss-feeds-neuroscience-news+%28Neuroscience+News+Updates%29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد