متابعات

الشيخ العبيدان يتحدث عن "مخرجات الحوزات ومواكبة التحديات" بحوزة دار الهدى

 

أقامت حوزة دار الهدى مساء الثلاثاء ٢٨ فبراير ندوة علمية بمقرها في القطيف حملت عنوان "الحوزات العلمية ومواكبة التحديات" بمشاركة الشيخ محمد العبيدان، وبحضور عدد كبير من العلماء والمهتمين بالعلوم الدينية.
عرف الشيخ بداية الشخصية الإيمانية من خلال دعاء مكارم الأخلاق، حيث ذكر أن مقومات الشخصية الإيمانية ثلاثة، وهي: الوعي والانفتاح الفكري، الحركية والعمل ووجود الهدف، وأن يكون الإنسان عنصراً فاعلًا في المجتمع.
وأوضح أن العلم مانع للإنسان من المخاطر والمشاكل، وهو عنصر أساس في تكوين الشخصية الإيمانية؛ لأن العلم باعث للإنسان ليكون واعيًا.
ولفت إلى أن الشخصية الإنسانية تحتاج إلى بعدها المادي والمعنوي، وأن الإيمان الملازم للعلم أهم ما في الإنسان ليرتقي في مدارج الكمال.
وتحدث الشيخ العبيدان عن المسؤولية الاجتماعية عند سؤاله حول صحة تقسيم طلاب العلم الى متصدٍّ وغير متصدٍّ،  فأجاب إن فريضة المر بالمعروف والنهي عن المنكر، مسؤولية الجميع ولا تختص بفئة معينة، ولا صحة لهذا التقسيم من جهة التصدي للإشكالات والمسائل، وكل يعمل بحسب ما لديه من علم، وليس لزاماً دائماً على طالب العلم النزول إلى الشارع، وتبيان الأمور الفلسفية العقدية، كما حثّ على إشاعة ثقافة تقبل النصح، ممن لديه قدر من العلم في المجتمع.
وطالب الشيخ العبيدان بالمقارنة بين المجتمع الإسلامي في المنطقة والمجتمعات الأخرى، لإيجاد  الدور الذي يقوم به طالب العالم.
وأوضح الشيخ العبيدان أن العنصر الأول في تحلي طالب العالم بالأخلاق؛ ملاحظة الرقيب الأصل بعد الله وهو الإمام المنتظر عجل الله فرجه، وملاحظة الهدف، وشعور الإنسان بأن يكون جنديًّا من جنود الإمام، ولفت إلى أن العلم عبارة عن نور يقذفه الله في نفس الإنسان إذا كان قريبًا من الله، وليس عبارة عن مصطلحات ومفاهيم، وذكر أن طالب العلم عليه أن يتسلح بالأخلاق لتكون لديه الشخصية القيادية.
وباعتقاده أن لا حاجة في الحوزة الدينية إلى وجود دروس أخلاقية؛ لأن التواجد في الحوزة كاف للتحلي بالأخلاق.
وتمنى العبيدان أن تضع الحوزات العلمية شروطاً للانتماء إليها،  كذلك وضع الاختبارات لقبول الطالب، معتبرًا أن الحوزات الدينية ليست بأقل من الجامعات، لافتًا إلى ضرورة البحث عن الطالب الجدير بالدراسة في الحوزة.
وأكّد أن الدراسة الأكاديمية ترفع من قدرات طالب العلم الفكرية وتزيد من وعيه.
وتحدث حول السمات الأساسية لنجاح العملية التعليمية،  مشيرًا إلى أن دور الحوزة ليس فقط صناعة مبلغين أو خطباء، بل صناعة مجتهدين في العلوم الدينية.
ونقل الشيخ العبيدان صورة المعلم الحوزوي التي تجلت في شخصية السيد الخوئي، التي كانت شخصية أبوية احتوائية عندما يكون هناك طالب متميزٌ، وأشار إلى أن الأستاذ الحوزوي يجب أن يكون مسؤولاً عن العلم الذي ينقله إلى طلاب العلم.
وأوضح أن المناهج في الحوزة ما هي إلا وسائل، وتحتاج إلى تطوير.
ورأى الشيخ العبيدان انه لا يوجد تحدّ لطالب العالم الذي غايته بلوغ مرتبة الاجتهاد سوى تحدي الوقت، وأكّد على أهمية أن يكون لدى طالب العلم نهم للعلم، وأن يخصص له ٦ ساعات يوميًّا للقراءة.  ورأى أن المسؤولية الاجتماعية التي تقع على طالب العالم، هي رفع المستوى الفكري والأخلاقي للمجتمع، والصعود به إلى مراتب الكامل، وهذه هي العملية البنائية وهي التحدي الأساس.
وأوضح أن الغرض يتحقق بحال كانت البنية العلمية لطالب العلم قوية، فهناك منحيان للشبهات، المنحى العقلي والمنحىالمنطقي اللذان يعتمد عليهما الملحدون في طرح الإشكالات، فإذا كان بناء الطالب قويًّا رصينًا، كان قادرًا على حلّ الشبهات، ولفت إلى أن علم الأصول قادر على حل الشبه والإشكالات العلمية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة