من التاريخ

آسية بنت مزاحم


الشيخ عبد الحسين الشبستري ..
هي آسية، وقيل: أسنات بنت مزاحم بن عبير، وقيل: عسد بن الريان بن الوليد من بني إسرائيل.
زوجة مصعب الريان فرعون مصر أيام ولادة نبي الله موسى بن عمران.
كانت من بنات الأنبياء، وإحدى النساء الموحدات الفاضلات المؤمنات بالله وبشريعة موسى عليه السلام.
عرفت بالصلاح والتقوى والترحم على ضعفاء المؤمنين، وكانت تقضي أكثر أوقاتها بالتلهج بذكر الله وتسبيحه وتقديسه.
كانت تخفي إيمانها بالله وبشريعة موسى عليه السلام؛ خوفًا من زوجها الذي تجبر وعتا وكفر بالله وادعى الألوهية، وأتى بقبائح الأمور.
بعد أن أوحى الله إلى أم موسى بن عمران عليه السلام بأن تضع وليدها  موسى عليه السلام- في صندوق محكم، وترميه في نهر النيل، لتقيه شر فرعون وزبانيته أخرج من الماء وأدخل بلاط فرعون، فلما شاهدته آسية قذف الله حبه في قلبها، وشغفت به، وأمرت بتربيته وتنشئته كما يربى أبناء الملوك، وأبقته عندها؛ ليكون قرة عين لها ولفرعون، حيث لم يكن لهما أولاد...
في أحد الأيام دخل عليها فرعون وأخبرها بقتل امرأة حزقيل المؤمنة الصالحة وأولادها، وكانت ماشطة آسية، فقالت آسية لفرعون: الويل لك يا فرعون ! ما أجرأك على الله جل وعلا، فقال لها: لعلك اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبك موسى عليه السلام، فقالت: ما اعتراني جنون، بل آمنت بالله ربي وربك ورب العالمين.
أخذ يهددها بالتعذيب والقتل، فلما أصرت على التمسك بعقيدتها وإيمانها بالله أمر بمدها بين أربعة أوتاد، ووضع صخرة عظيمه عليها، فما زالت تحت التعذيب حتى فارقت الحياة.
في أثناء تعذيبها مر عليها موسى عليه السلام، فشكت إليه بإصبعها، فدعا موسى عليه السلام أن يخفف الله عنها العذاب، فصارت لا تجد للعذاب ألما.
كانت تدعو الله سبحانه وتعالى وهى تحت التعذيب، قائلة: رب ابن لى عندك بيتا في الجنة، فأوحى الله إليها: ارفعي رأسك وانظري، فرفعت رأسها، فرأت البيت المخصص لها في الجنة مصنوعًا من الدر، فتبسمت، وفارقت الحياة.
كان جلاوزة فرعون يعذبونها تحت حرارة الشمس، وإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة وأروها بيتها بالجنة.
قال رسوا الله (ص) : اختار الله من النساء أربعًا: مريم بنت عمران عليها السلام، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد عليها السلام، وفاطمة الزهراء عليها السلام فهي سيدة نساء العالمين، من الأولين والآخرين.
وقال (ص) : أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد(ص)، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، زوجة فرعون.
قال الإمام الحسن المجتبى عليه السلام: آسية امرأة فرعون كلما أراد فرعون أن يمسها تمثلت له شيطانة يقاربها.


القرآن المجيد وآسية بنت مزاحم
(وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) القصص 9
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) التحريم 11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة