متابعات

الشيخ الحبيل يسلط الضوء على طرق التخلص من الفتن في "بينات من الهدى"


تحدث سماحة الشيخ عبد الكريم الحبيل في أولى ليالي برنامج "بينات من الهدى" مساء الأربعاء 30 مايو عن الفتن وكيفية التخلص منها والتعامل معها، وذلك في ظلّ الظروف التي تمر بها الأمة الإسلامية من محن وفتن.
وشبه الشيخ الحبيل ما تمر به الأمة الإسلامية حاليًّا، بما جرى من أحداث بعد خلافة الإمام علي عليه السلام، وبعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وخوضه غمار الحروب في معركة الجمل وحرب صفين ومقاتلة الخوارج في النهروان،  ونشوب الاقتتال بين المسلمين أنفسهم بعد وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، والذي كان بين صحابته  بعد خوض الحروب ضد الكفار والمشركين، واعتبر أن المسلمين اليوم يعيشون فتنة كبرى في اقتتالهم ضد بعضهم، وتغير بوصلتهم من القتال ضد الكيان الصهيوني، إلى القتال ضد أنفسهم.
وعرف الشيخ الحبيل الفتنة من منطلق الآية القرانية: ( أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)؛ بأنها الابتلاء والامتحان والاختبار، والتي أشار إليها القرآن بأنها عملية غربلة وتصفية للمجتمع الذي يكون خليطًا من المؤمنين الصالحين والمنافقين المندسين، وأشار إلى أنها سنة إلهية قد تكون لصقل الأمة واختبار صبرها وثباتها، لتتحمل المسؤولية، وأوضح أن الفتنة تطلق على النتيجة السيئة للامتحان الذي يتعرض له المرء، والذي يخرجه من الحسنة إلى السيئة.
وذكر أن معنين ذكرهم القرآن، أولاهما الاشتباه بين الحق والباطل، الذي أشارت إليه الآية (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، أما المعنى الثاني للفتنة؛ هو اختلاف الناس، وذلك بسبب وجود مجموعة منافقة في المجتمع الصالح، تبث في وسط الجماعة الصالحة الشقاق والاختلاف، مستشهدًا بحادثة رفع المصاحف التي وقعت في حرب صفين.


وعدد الشيخ الحبيل أسباب وقوع الفتنة، وهي حب الدنيا واستحواذها على قلب الانسان، واتباع الهوى ما يزين للإنسان أفعاله فيصدر أحكامًا مبتدعة تخالف كتاب الله والصحيح من سنة رسول الله، وعد الغفلة كأحد أسباب الفتنة، حيث من المفترض أن يكون المرء متنبها لمجريات الأحداث وما يتبرص به العدو، وأيضًا من الأسباب في الوقوع في الفتنة هو سبات العقل الذي يكون أسيرًا للهوى والعمل وفق الهوى والرغبات، بالإضافة إلى أن الجهل أحد أسباب الوقوع في الفتنة، ويستغل هذا الجانب أصحاب البدع والضلال حيث تتشكل البيئة الحاضنة للفتن.
 ولفت إلى أن ترك حجج الله سبب من أسباب الوقوع في الفتن الأمر الذي يؤدي إلى الوقوع في التيه، بالإضافة إلى اتباع الشهوات، وذكر أن الحب والبغض للأشخاص سبب من أسباب الوقوع في الفتنة لكونهما يسببان العمى في البصيرة.
وأوضح الشيخ الحبيل صفات الفتنة من مقولة للإمام علي عليه السلام: "الفتنة إذا أقبلت شبهت، وإذا أدبرت نبهت ينكرن مقبلات ويعرفن مدبرات يحمن حوم الرياح يصبن بلدا ويخطئن بلدا".ولفت إلى أن من صفات الفتنة أيضًا أنها تبدأ خفية وتنتهي بفظائع.
وذكر أنواع الفتن والتي منها الافتتان بعلماء السوء، وفتن الشبهات التي تشبه في ظاهرها الحق، واتباع دعوات الضلال، ومن أنواع الفتن التي تكون من أهل النفاق، بالإضافة إلى حب الدنيا، والفقر والغنى.  
وبين سماحته أن طرق الخلاص من الفتن تكون عبر التمسك بالقيادة الإلهية والتعرف عليها، فهي العالمة بالدين والموجودة لتوجه الناس وترشدهم ، وأكد على ضرورة اللجوء إلى الركن الوثيق ونور العلم.
يذكر أن برنامج "بينات من الهدى" يقام للسنة الثانية على التوالي ويشمل يقدم محاضرات ثقافية ويستمر حتى ال13 من شهر رمضان المبارك

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة