متابعات

آل رامس يستعرض تاريخ القطيف والبحرين في (بينات من الهدى)

 

قدم الباحث التاريخي سلمان آل رامس مساء الجمعة 2 مايو في برنامج "بينات من الهدى 2: قراءة لكتابه الذي صدر مؤخرا "بلاد البحرين والقطيف في القرن الأول الهجري"، حيث استعرض الأوضاع السياسية والجغرافية والاقتصادية في المنطقتين في تلك الفترة.

 وأوضح أن المقصود بمفهوم "بلاد البحرين" هي المنطقة التي تبدـأ من جنوب البصرة وتنتهي حتى دولة الإمارات المسمى الحالي، ويشمل هذه المنطقة القطيف والتي تقع في وسطها، واستعرض أدلة حول كون القطيف عاصمة بلاد البحرين في الساحل الشرقي، وذكر ان أفضل من عرف بلاد البحرين وهو البكري المتوفى 487هـ في "المسالك والممالك" حيث قال: "هي بلاد واسعة على بحر فارس من غربيها، وتتصل باليمامة من شرقيها والبصرة من شمالها وعمان من جنوبها"، معتبرا انه أفضل تحديد جغرافي في الكتب الجغرافية قد يوجد.

وأشار آل رامس إلى أن التعريف نقله الحميري المتوفى سنة 900هـ في كتابه "الروض المعطار في خبر الأقطار" حيث لفت الحميري إلى أن اهل البحرين من قبيلة عبد قيس وتشمل بلاد البحرين مناطق الأحساء والقطيف وبيشة والزارة والخط وانها بلاد سهلة كثيرة الأنهار والتي قصد فيها انها كثيرة العيون.

واشار إلى أنه ببتتبع كتب التاريخ والجغرافيا عن فترة القرن الأول والثاني الهجري فإن أكثر المناطق المذكورة هي القطيف وهجر والخط والزارة ودارين وأهم الأسماء التي تذكر، لافتا إلى أن الزارة كانت تعتبر عاصمة القطيف وقد فتحت في الردة في عهد الخليفة الثاني والتي تقع في بلدة العوامية.، ونوه إلى أن الخط والقطيف يدور حولهم اختلاف هل هما نفس المنطقة أو لا بين الجغرافيين والتاريخيين، وكذلك "قطر" من قرى البحرين وبالإضافة إلى كاظمة من قرى البحرين.

ونقل عن الهمداني المتوفي في القرن الرابع الهجري قوله: "فأما القطيف فموضع نخل وقرية عظيمة الشأن" حيث أوضح الرامس أن قرية في القرآن وعند العرب قد تعني مدينة وليس بالضرورة بمفهومها الحالي ولذلك ذكر الهمداني أنها عظيمة الشأن، وأضاف قول ناصر خسرو الذي تحدث عن القطيف بأنها مدينة كبيرة بها نخل كثير، حيث بين الرامس أن خسرو أراد أن يحدد واحية القطيف حيث تعتبر واحة ضخمة وليست مدينة فقط تحتوي على عدد كبير من النخيل لافتا إلى أن الهدف تبيانه لهذه المفردات لبيان كمية الأموال التي كانت تذهب إلى المدينة ليستلمها النبي الأكرم كخراج من بلاد البحرين حيث استمر تدفق الأموال بعد وفاة النبي.

وذكر أن أكثر الكتب التاريخ والنصوص المنقولة تشير إلى  أن بلاد البحرين هي هجر والقطيف، وأضاف أن هناك تساؤل حول ذكر أوال في الكتب التاريخية لكن أكثر الكتب تشير إلى هذه المنطقتين حصرا دون أوال.

ونقل عن كتاب "لتنبيه و الإشراف" للمسعودي قوله عن القطيف: "وكان أهلها في نهاية العدة والقوة وكان عليها علي بن مسمار"، وأوضح أن في زمن القرامطة في 346هـ والذين كانوا يهددون بغداد ودمشق والقاهرة من القطيف بالحرب وذكر ذلك ابن بصير والطبري، ونقل عن الحموي قوله أن القطيف  هي قصبة البحرين وأعظم مدنها، كما ذكر أبو الفداء أن القطيف أكبر من الأحساء.

وقال آل رامس: " العلاء والي بلاد البحرين على عهد الرسول صلى الله عليه و آله، الرواية تقول أن رسول الله عندما أراد أن يبعث واليا على بلاد البحرين بعث العلاء الحضرمي في القطيف"، وأضاف: "أن أبان بن سعيد بن العاص والذي يذهب البعض أن تشيع المنطقة بسببه كان على ناحية أخرى فيها الخط"، منوها أن العلاء وأبان كان فترة مختلفتين لكنها قصدا نفس المكان وفي ذلك دلالة على أن القطيف والخط هما نفس المنطقة ولكن اختلفت المسميات، ولفت إلى أن العلاء لم يرسل إلى أوال لعدم كونها الأهم ، مستنتجا من كافة النصوص التي طرحها أن القطيف هي عاصمة الساحل الشرقي وأنه لا يوجد مدينة تنازع القطيف في أهميتها من البصرة حتى تصل إلى عمان.

وتحدث آل رامس عن القيمة الاقتصادية لمنطقة القطيف في القرن الهجري الأول حيث نقل نصا عن  الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مخاطبا الأنصار بالمدينة: "أكتب لكم بالبحرين كتابا من بعدي تكون لكم خاصة دون الناس"، حيث قال: "يفهم من النص أن أموال البحرين كانت مهمة فعلا"، ونقل عن المقريزي في كتاب "إمتاع الأسماع" قوله: "أن أكبر مال جيء به إلى الرسول اصلى الله عليه وآله ثمانون ألفا من جزية مجوس البحرين، فأمر بها فصبت على حصير فما ترك ساكنا ولا حرم سائلا".

ونقل رواية تبين مواصلة أهمية إقليم البحرين الاقتصادية والتي نقلها عن أبو هريرة والذي كان موليا على الأموال في البحرين في عهد الخليفة الثاني: "في خلافة عمر بن الخطاب قدم أبو هريرة وقال لقيته في صلاة العشاء الآخرة فسلمت عليه فسألني عن النّاس، ثمّ قال لي: ماذا جئتَ به؟ قلتُ: جئتُ بخمسمائة ألف درهم، قال: هل تدري ما تقول؟ قلت: جئتُ بخمسمائة ألف درهم، قال: ماذا تقول؟ قال قلت: مائة ألف، مائة ألف، مائة ألف، مائة ألف، مائة ألف، حتّى عددت خمسًا. قال: إنّك ناعس فارجع إلى أهلك فنَمْ فإذا أصبحتَ فأتني، فقال أبو هُريرة: فغدوتُ إليه، فقال: ماذا جئت به؟ قلت: جئت بخمسمائة ألف درهم، قال عمر: أطَيّبٌ؟ قلت: نعم لا أَعلم إلا ذلك فقال للنّاس: إنّه قد قدِمَ علينا مالٌ كثير فإن شئتم أن نعدّ لكم عددًا وإن شئتم أن نكيله لكم كيلًا، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إني قد رأيتُ هؤلاء الأعاجم يدوّنون ديوانًا يُعطون النّاس عليه".

وتحدث آل رامس عن قبيلة عبد قيس ونزولهم إلى منطقة القطيف واستيلائهم على الساحل الشرقي ونقل عن الجاحظ قوله عن قبيلة عبد قيس: " شأن عبد القيس عجيب وذلك انهم بعد محاربة إياد تفرقوا فرقتين ففرقة وقعت بعمان وشق عمان وفيهم خطباء العرب وفرقة وقعت إلى البحرين وشق البحرين وهم من أشعر قبيلة في العرب ولم يكونوا كذلك حين كانوا في سرة البادية وفي معدن الفصاحة"، وأشار إلى أن شخصيات وفد بني عبد قيس الذي أتى للنبي الأكرم كانت عظيمة وكانوا يبحثون عن الإسلام ونبيه ولم يذهب النبي لمجابهتهم والحرب عليهم، ومن أهم الشخصيات في الوفد هو المنذر بن عائد الملقب بالأشج والذي أرسل أحد أقربائه إلى مكة بعد محادثة رهبان في دارين فرأى العلامات فأسلم ورجع فأخبر الأشج فأسلم هو الآخر وجمع وفدا وذهبوا لمقابلة الرسول وذكر رواية إسلام قبيلة عبد قيس.

واستعرض تاريخ القبيلة في العصر الإسلامي وما قدمت من إنجازات للإسلام ومنها فتح بلاد فارس والسند في عصر الإمام علي عليه السلام.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة