متابعات

الشيخ العمير: نحن في علاقتنا مع القرآن الكريم ليس لنا بد إلا أن نعيش لحظات التأمل فيه

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العمير مساء السبت 3 مايو عن طرق التدبر في القرآن الكريم وذلك في محاضرة "خطوات على طريق  التدبر في القرآن الكريم" في جزءها الأول والتي بين فيها مسارات العلاقة مع القرآن الكريم و وأسرار التدبر القرآني وكيفية التدبر.

وأوضح الشيخ العمير أن القرآن الكريم هو المعجزة الإلهية الخالدة لنبوة النبي الأكرم والدلالة على نبوته وكذلك تمتلك الهداية لجميع البشر وهذه المواصفات تتناسب مع خاتمية النبي الأعظم والتي من طبيعتها أن تكون بين أيدينا يمكن الاستقاء منها في كل لحظة.

وذكر أن هناك مسارين لاستظهار معاني القرآن الكريم وهما مسار التفسير الذي يستطيع المفسرون استخراج المعاني والدلالات باستخدام العلوم المنطقية ومسار التدبر والذي يمكن استخراج المعاني بمرتبة أقل من المفسرين، وأوضح ان المتدربون لا يستظهرون النص بشكل نهائي بل يحاولون أن يستوعبوا النص وأن يستشعروا الدلالات الموجودة في النص القرآني والذي حث عليه القرآن الكريم في آياته.

وأشار إلى أن القرآن الكريم نزل من المولى عز وجل لفظا ومعنى على قلب المصطفى صلى الله عليه وآله وسيكتشف من يطلع على القرآن الكريم أنه جاء مدروسا وموزونا وأن كل تركيب ومفردة وإيقاع جاءت متناسبة مع المعنى بحساب، ولفت إلى أن من يقرأ هذا الكتاب بتأمل يجد أن الذي ألفه هو الله والذي يشابه أوله آخره ووسطه ويشد بعضه بعضا.

وقال الشيخ العمير: "نحن في علاقتنا مع القرآن الكريم ليس لنا بد إلا أن نعيش لحظات التأمل فيه، لكن بدل أن تتحول إلى لحظات عفوية متى ما صفى الجو واستقرت النفس، فلماذا لنحوله إلى منهج تطبيقي يولد ملكة التدبر وهذا ما يجب أن نعمل عليه".

وطرح الشيخ العمير ثلاث خطوات من خمس خطوات للتدبر القرآني والتي يمكن للأساتذة والمعلمات في دور القرآن الكريم أن يطبقوها كمهارة عبر التدريب والتطبيق والتي ستتشمل من خلالها مهارة واعية.

وتحدث عن التهيئة العقلية والقلبية كأولى خطوات التدبر القرآني والتي يكون فيها لدى الفرد القرار في التعامل مع النص الإلهي والذي يحتوي على إشارات وأسرار وخبايا وبطون متعددة ونص لا ينضب من المعارفف والآثار ويدور مع الانسان مدار الليل والنهار، وإن معرفة ذلك يضعنا على طريق التدبر، واعتبر أن الوضوء عنصرا ثانيا لاستعداد للتدبر والذي يمكن أن يفك الأقفال القلبية ويبعث النور في القلب والاقتراب من  النص القرآني.

وذكر أن الخطوة الثانية هي رصد الملاحظات والمتغيرات في النص القرآني والتي عادة من كتب في التدبر، حيث ان من كتب في التدبر يقولون ان القرآن الكريم لأنه بلسان عربي مبين فإننا نعالجه بالطريقة البلاغية أي نص لغوي وبلاغي، ونعرف في البلاغة هناك أدوات منها التوكيد والاستثناء والتقديم والتأخير والحذف والإضافة والقصر، فعلم البيان والبديع والمعاني ثلاث علوم يمكن ان تقيم النص من حيث بلاغيته وعدمها والتي يمكن استخدمها مع النص القرآني،

وبين أن هناك طريقا أفقيا وآخر عمودي في رصد الملاحظات، وبين أن الطريقة الأفقية تركز على المتغيرات النصية من تكرار وتوكيد وحذف، فيما الطريق العمودي يكون بشكل أعمق والتي تبحث النظريات والمعنويات والعقليات.

واعتبر أن السؤال على الملاحظات التي تم استخراجها من النص القرآني خطوة ثالثة في عملية التدبر، وأشار إلى أن  الأسئلة تكون منسجمة مع الملاحظات ووضعها في جدول بالطريقتين العمودية والأفقية، ووضع قاعدة بانه كلما زاد خبرتنا في علم البيان والمعاني كلما كان رصدنا للأمور الأفقية دقيقا وأسئلتنا ذكية، وكلما زاد خبرتنا في الحياة والثقافة والنظريات كلما زاد رصدنا وأسئلتنا في الأمور العمودية
وختاما استعرض بعض الأمثلة في التدبر القرآني عن طريق الثلاث خطوات التي شرحها في الأمسية واستخرج بعض المعاني، على أن يكمل في قسمها الثاني مساء الأحد.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة