مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ جعفر السبحاني
عن الكاتب :
من مراجع الشيعة في ايران، مؤسس مؤسسة الإمام الصادق والمشرف عليها

خديجة في أحاديث الرسول (صـلى الله علـيه وآله)


الشيخ جعفر السبحاني ..
لقد اكتسَبَت خديجة بفضل إيمانها العميق بالرسالة المحمدية وتفانيها في سبيل الإسلام، وبسبب حرصها العجيب على حياة صاحب الرسالة وسلامته وعملها المخلص على إنجاح مهمته، ومشاركتها الفعّالة في دفع عجلة الدعوة إلى الأمام، ومشاطرتها للنبي في أكثر ما تحمله من محن وأذى بصبر واستقامة وحب ورغبة.
لقد اكتسبت خديجة بفضل كل هذا وغيره مكانة سامية في الإسلام، حتّى أن النبيّ ذكرها في أحاديث كثيرة وأشاد بفضلها ومكانتها وشرفها على غيرها من النساء المسلمات المؤمنات، وذلك ولا شك ينطوي على أكثر من هدف.
فمن جملة الأهداف التي ربما توخاها النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) من الإشادة بخديجة (عليها ‌السلام) إلفات نظر المرأة المسلمة إلى القدوة الّتي ينبغي أن تقتدي بها في حياتها وسلوكها في جميع المجالات والأبعاد والظروف والحالات.
هذا مضافاً إلى ما يمكن أن تقدمه المرأة وهي نصف المجتمع ( إن لم تكن أكثره أحياناً ) من دعم جدّي للرسالة مادياً كان أو معنوياً.
وفيما يلي نأتي ببعض الأحاديث الشريفة الّتي تعكس مكانة خديجة ومقامها ومدى إسهامها في نصرة الإسلام ودعم دعوته وإرساء قواعده.
1 ـ عن أبي زرعة عن أبي هريرة يقول قال رسول اللّه صلى الله عليه [وآله] : أتاني جبرئيل (عليه‌ السلام) فقال يا رسول اللّه هذه خديجة قد أتتك ومعها آنية فيها إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ (عليها ‌السلام) من ربّها ومنّي وبَشِّرها ببيت في الجنة من قصب لا صخَبَ فيه ولا نصَبِ .
2 ـ عن عائشة قالت : ما غِرتُ على امرأة ما غِرتُ على خديجة ولقد هَلَكتْ قبل أن يتزوجني بثلاث سنين لما كنتُ أسمعه يذكرها ولقد أمره ربُه عزّ وجلّ ان يبشرها ببيت من قصب في الجنة وإن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها ( أي خليلاتها وصديقاتها ) .
3 ـ وعن عائشة أيضاً قالت ما غِرت على نساء النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) إلا على خديجة وإني لم أدركها ( قالت ) : وكان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) إذا ذبح الشاة فيقول : أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة قالت : أي عائشة فأغضبتُه يوماً فقلت : خديجة!! فقال رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : إني قد رزقت حبّها .
4 ـ ومن هذا القبيل ما كان يقوم به رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) مع صاحبات خديجة من الاحترام لهن والاحتفاء بهنّ : فقد وقف (صـلى الله علـيه وآله) على عجوز فجعل يسألها ويتحفاها وقال : إن حسن العهد من الإيمان أنها كانت تأتينا أيام خديجة .
5 ـ وروي عن أنس قال كان النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) إذا أتي بهدية قال : اذهبوا بها إلى بيت فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة إنها كانت تحب خديجة .
6 ـ روى مجاهد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت : كان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) لا يكاد يخرج من البيت حتّى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت : هل كانت إلا عجوزاً فقد أبدلك اللّه خيراً منها فغضب حتّى أهتز مقدَمُ شعره من الغضب ثم قال : لا واللّه ما أبْدلَني اللّه خيراً منها آمنَتْ بي إذْ كَفَر الناسُ وصدَّقتني وكذَّبني الناسُ وواستني في مالها إذ حرمني الناسُ ورزقني اللّه منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء قالت عائشة فقلت في نفسي : لا أذكرها بسيئة ابداً .
7 ـ عن يعلى بن المغيرة عن ابن أبي رواد قال : دخل رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) على خديجة في مرضها الّذي ماتت فيه فقال لها : يا خديجة أتكرهين ما أرى منك وقد يجعل اللّه في الكُره خيراً كثيراً أما علمت أن اللّه تعالى زوَّجني معك في الجنة مريم بنتَ عمران وكلثمَ أخت موسى وآسية امرأة فرعون ... .
8 ـ عن عكرمة عن ابن عباس قال خطَّ رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) أربع خطط في الأَرض وقال : أتدرون ما هذا؟ قلنا : اللّه ورسولُه أعلم فقال رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : أفضل نساء الجنة أربع : خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمَّد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون .
9 ـ عن أنس جاء جبرئيل إلى النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) وعنده خديجة فقال : إن اللّه يقرئ خديجة السلام فقالت : إن اللّه هو السلام وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته .
10 ـ عن أبي الحسن الأول ( الكاظم ) (عليه‌ السلام) قال قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) : إنّ اللّه اختار من النساء أربعاً : مريم وآسية وخديجة وفاطمة .
11 ـ عن أبي اليقظان عمران بن عبد اللّه عن ربيعة السعدي قال أتيت حذيفة بن اليمان وهو في مسجد رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فسمعتُه يقول : قال رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) يقول :  خديجةُ بنتُ خويلد سابقةُ نساء العالمين إلى الإيمان باللّه وبمحمد (صـلى الله علـيه وآله).
12 ـ عن عروة قال قالت عائشة لفاطمة رضي اللّه عنها بنت رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : ألا أبشرك أني سمعت رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) يقول : سيدات نساء أهل الجنة أربع : مريم بنت عمران وفاطمة بنت رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وخديجة بنت خويلد وآسية .
13 ـ عن أبي عبد اللّه ( الصادق ) (عليه‌ السلام) قال : دخل رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) منزله فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول : واللّه يا بنت خديجة ما ترين إلا أن لأمِكِ علينا فضلًا وأي فضل كانَ لها علينا؟! ما هي إلاّ كبعضنا فسمع (صـلى الله علـيه وآله) مقالتها لفاطمة فلما رأت فاطمة رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بكت فقال : ما يبكيك يا بنت محمَّد؟! قالت : ذكرتْ اُمّي فتنقّصتْها فبكيتُ فغضب رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله). ثم قال : مَهْ يا حميراء فإن اللّه تبارك وتعالى بارك في الوَدُود الولود وأَن خديجة رحمها اللّه ولدَتْ مِنّي طاهِراً وهو عَبْدُ الله وهو المطهّر وَوَلدَتْ منّي القاسم وفاطمة ورقية وأم كلثوم وزينب، وأنت ممن أعقم اللّهُ رحمه فلم تلدي شيئاً .


أجل هذه هي خديجة بنت خويلد شرفٌ وعقلٌ وحبٌ عميق لرسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ووفاء وإخلاص وتضحية بالغالي والرخيص في سبيل الإسلام الحنيف.
هذه هي خديجة أول من آمنت باللّه ورسوله وصدّقت محمَّداً فيما جاء به عن ربه من النساء وآزره فكان (صـلى الله علـيه وآله) لا يسمع من المشركين شيئاً يكرهه من ردّ عليه وتكذيب له إلاّ فرّجَ اللّه عنه بخديجة الّتي كانت تخفف عنه وتهوّن عليه ما يلقى من قومه بما تمنحه من لطفها وعطفها وعنايتها به (صـلى الله علـيه وآله) في غاية الإخلاص والودّ والتفاني.
ولهذا كان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) يحبُّها حباً شديداً ويجلّها ويقدرها حق قدرها ولم يفتأ يذكرها ولم يتزوج عليها غيرَها حتّى رحلت وفاء لها واحتراماً لشخصها ومشاعرها، وكان يغضب إذا ذكرها أحدٌ بسوء كيف وهي الّتي آمنت به إذ كفر به الناسُ وصدّقته إذ كذّبه الناسُ وواسته في مالها إذ حرمهُ الناسُ.
ولهذا أيضاً كانت وفاتها مصيبة عظيمة أحزنت رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ودفعته إلى أن يسمّي ذلك العام الّذي توفي فيه ناصراه وحامياه ورفيقا آلامه ( زوجته هذه : خديجة بنت خويلد وعمه المؤمن الصامد الصابر أبو طالب (عليهما‌ السلام) ) بعام الحداد أوعام الحزن وأن يلزم بيته ويقلّ الخروج وأن ينزل (صـلى الله علـيه وآله) عند دفنها في حفرتها ويدخلها القبر بيده في الحجون .
عن ابن عباس في حديث طويل في زواج فاطمة الزهراء (عليها ‌السلام) بعلي (عليه‌ السلام) اجتمعت نساء رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وكان يومئذ في بيت عائشة ليسألنّه أن يُدخلَ الزهراء على ( عليّ ) (عليه‌ السلام) فأحدقْن به وقلت : فَديناك بآبائنا وأُمهاتنا يا رسول اللّه قد اجتمعنا لأمر لو أنّ خديجة في الأحياء لتقرّتْ بذلك عينُها.
قالت أمُ سلمة : فلما ذكرنا خديجة بكى رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ثم قال : خديجة وأين مثل خديجة صدَّقْتني حين كذَّبني الناس ووازرتني على دين اللّه وأعانتني عليه بمالها، إنّ اللّه عزّ وجلّ أمرَني أنْ أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب ( الزمرّد ) لا صخَبَ فيهِ ولا نصَب .
لقد كانت خديجة من خيرة نساء قريش شرفاً وأكثرهنّ مالًا وأحسنهن جمالا وأقواهنُّ عقلًا وفهماً، وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة لشدَة عفافها وصيانتها ويقال لها : سيدة قريش وكان لها من المكانة والمنزلة بحيث كان كل قومها وسراة أبناء جلدتها حريصين على الاقتران بها وقد خطبها ـ كما يحدثنا التاريخ ـ عظماء قريش وبذلوا لها الأموال وممن خطبها عقبة بن أبي معيط والصلت بن أبي يهاب وأبو جهل وأبو سفيان فرفضتهم جميعاً وأختارت رسول اللّه ـ وهي في سن الأربعين وهو (صـلى الله علـيه وآله) في الخامسة والعشرين ـ وهي تمتلك تلكم الثروة الطائلة وهو (صـلى الله علـيه وآله) لا يمتلك من حطام الدنيا إلاّ الشيء اليسير اليسير رغبة في الاقتران به ولما عرفت فيه من كرم الأخلاق وشرف النفس والسجايا الكريمة والصفات العالية، وهي ما كانت تبحث عنه في حياتها وتتعشقه وإذا بتلك المرأة الغنية الثرية العائشة في أفضل عيش تصبح في بيت زوجها الرسول (صـلى الله علـيه وآله) تلك الزوجة المطيعة الخاضعة الوفية المخلصة وتسارع إلى قبول دعوته واعتناق دينه بوعي وبصيرة وإرادة منها واختيار وهي تعلم ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر ومتاعب وتجعل كل ثروتها في خدمة العقيدة والمبدأ وتشاطر زوجها آلامه ومتاعبه وترضى بأن تذوق مرارة الحصار في شعب أبي طالب ثلاث سنوات وفي سنّ الرابعة أو الخامسة والستين. وهي مع ذلك تواجه كل ذلك بصبر وثبات ودون أن يذكر عنها تبرُّم أو توجع.

هذا مضافاً إلى أنها كانت تعامل رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بأدب تامّ، يليق بمقام الرسالة والنبوة، على العكس من غيرها من بعض نساء النبيّ اللائي كنّ ربما يثرن سخطه وغضبه ويؤذينه في نفسه وأهله.
وإليك فيما يأتي بعض ما قاله عنها كبار الشخصيات والمؤرخين ممّا يكشف عن عظيم مكانتها عند المسلمين أيضاً قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه‌ السلام) : كنتُ أولَ من أسلَم فمكَثْنا بِذلِكَ ثلاث حجَج وما عَلى الأَرض خَلْقٌ يُصلّي ويشهَد لرسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بما أتاهُ غيْري وغير ابنة خويلد رحمها اللّه وقد فعل .
وقال محمَّد بن اسحاق : كانت خديجة أولَ من آمن باللّه ورسوله وصدّقت بما جاء من اللّه ووازرته على أمره فخفف اللّه بذلك عن رسول اللّه وكان لا يسمع شيئاً يكرهه من ردّ عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج اللّه ذلك عن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بها إذا رجع إليها تثبِّتُه وتخفّف عنه وتهوّن عليه أمر الناس حتّى ماتت رحمها اللّه.
وعنه أيضاً : أن خديجة بنت خويلد وأبا طالب ماتا في عام واحد، فتتابع على رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) هلاك خديجة وأبي طالب، وكانت خديجة وزيرة صدق على الإسلام وكان رسول اللّه يسكن إليها .
وقال أبو أمامة ابن النقاش : إن سبق خديجة وتأثيرها في أول الإسلام، ومؤازرتها ونصرتها وقيامها للّه بمالها ونفسها، لم يشركها فيهُ أحدٌ لا عائشة ولا غيرها من أمهات المؤمنين .
وقد جاء في المنتقى : أن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) عند ما أمِرَ بأن يصدع بالرسالة، صعد على الصفا وأخبر الناس بما أمره اللّه به فرماه أبو جهل قبحه اللّه بحجر فشجّ بين عينيه وتبعه المشركون بالحجارة فهرب حتّى أتى الجبل فسمع عليّ وخديجة بذلك فراحا يلتمسانه (صـلى الله علـيه وآله) وهو جائع عطشان مرهق ومضت خديجة تبحث عنه في كل مكان في الوادي وهي تناديه بحرقة وألم وتبكي وتنحب فنظر جبرئيل إلى خديجة تجول في الوادي فقال : يا رسول اللّه ألا ترى إلى خديجة فقد أبكت لبكائها ملائكة السماء؟ اُدعُها إليك فأقرأها مني السلام وقل لها : إن اللّه يقرئك السلامَ ويبشّرها أن لها في الجنةِ بيتاً من قصب لا نصَبَ فيه ولا صخَب فدعاها النبي (صـلى الله علـيه وآله) والدماء تسيلُ من وجههِ على الأرض وهو يمسحها ويردّها وبقي رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وعلي وخديجة هناك حتّى جَنَّ الليلُ فانْصرفوا جميعاً ودخلت به خديجةُ منزلها فأقعدَتْه على الموضع الّذي فيه الصخرة وأظلّته بصخرة من فوق رأسه، وقامت في وجهِه تستره ببُردها، وأقبلَ المشركون يرمونه بالحجارة، فإذا جاءتْ من فوق رأسه صخرة وقته الصخرة، وإذا رمَوْهُ مِن تحته وقتْهُ الجدرانُ الحُيّط، وإذا رُميَ من بين يديه وقتْهُ خديجة رضي اللّه عنها بنفسها، وجعَلتْ تنادي يا معشر قريش ترمى الحُرّةُ في منزلها؟ فلَمّا سمِعوا ذلك انصرفُوا عنه وأصبَحَ رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وغدا إلى المسجد يُصلّي .
ولقد بَلَغ من خضوعها لرسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وحبّها له أنها بعد أن تمَ عقدُ زواجها برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) قالت له (صـلى الله علـيه وآله) : إلى بيتك فبيتي بيتك وأنا جاريتك .
وجاء في السيرة الدحلانية بهامش السيرة الحلبية : ولسبقها إلى الإسلام وحسن المعروف جزاها اللّه سبحانه فبعث جبرئيل إلى النبي (صـلى الله علـيه وآله) وهو بغار حراء وقال له : اقرأ (عليها ‌السلام) من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ؛ فقالت : هو السلام ومنه السلام وعلى جبرئيل السلام وعليك يا رسول اللّه السلام ورحمة اللّه وبركاته وهذا من وفور فقهها رضي اللّه عنها حيث جعلت مكان ردّ السلام على اللّه الثناء عليه ثم غايرت بين ما يليق به وما يليق بغيره، قال ابن هشام والقصب هنا الؤلؤ المجوف وأبدى السهيلي لنفي النصب لطيفة هي أنه (صـلى الله علـيه وآله) لما دعاها إلى الإيمان أجابت طوعاً ولم تحوجه لرفع صوت ولا منازعة ولا نصب، بل أزالت عنه كل تعب وآنسته من كل وحشة وهوّنت عليه كل عسير، فناسب أن تكون منزلتها الّتي بشرها بها ربُها بالصفة المقابلة لفعلها وصورة حالها رضي اللّه عنها، وإقراء السلام من ربها خصوصية لم تكن لسواها وتميزت أيضاً بأنها لم تسؤه (صـلى الله علـيه وآله) ولم تغاضبه قط، وقد جازاها فلم يتزوج عليها مدة حياتها وبلغت منه ما لم تبلغه امرأة قط من زوجاته .

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد