فالقسم الأول هو الذي تولت بيانه الآيات من أواخر سورة آل عمران (من 190 إلى 194)، أما القسم الثاني فهو ما جاء في الآية محل البحث؛ إذ ليس المراد من الآية أن المنافقين يقولون: (آمنّا) في مناجاتهم مع الله عز وجل، بل إن تفسير ذلك - حسب الآية 14 من نفس السورة - هو أنهم يقولون: (آمنّا) عند لقائهم بالمؤمنين
والشاهد على أن العقوبة على تمرد بني إسرائيل التي ذكرت بعد تلك الآية هي ذات التيه في الصحراء: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ} [المائدة: 26] في حين أن العقاب المترتب على عصيان هو نزول (الرجز) من السماء وفناء الفئة الظالمة الفاسقة من بني إسرائيل: {فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}
فالقرآن الكريم ليس بالكتاب الذي يتسنى للمرء جعله من عنده ونسبته إلى الله؛ ذلك لأن القرآن لا نظير له، وما لا يكون له نظير فإنه لا يكون قابلاً للافتراء. فالقرآن كتاب وكلام إله لا مثيل له: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11]، ولما كان المتكلم الذي لا مثيل له يظهر في كلامه بنفس تلك الصفة، فإن كلامه يكون أيضاً بلا مثيل.
والسرّ في هذه الازدواجية في التعبير هو أن الإنسان ليس موجوداً أحادي البعد، كي يمضي عمره غارقًا في الشهوة والغضب فقط كالحيوان، أو في التّسبيح والتقديس فحسب كالملائكة، بل إنه في الوقت الذي يمتلك فيه قوى طبيعية وحيوانية، فإن له قوى روحانية وإلهية كذلك، حيث يقال للأولى (النفس) وللثانية (العقل)، وإن هناك في داخله صراعاً مستمراً بين حزبي العقل والنفس.
وأما تبعية الروايات للقرآن الكريم في تأييد المضمون والمحتوى فلأجل أن المعصومين (عليهم السلام) أنفسهم وفي أحاديث كثيرة أمروا بعرض كلامهم على الميزان الإلهي وهو القرآن الكريم، وبأن تقيم به أحاديثهم وفي حالة عدم المخالفة مع القرآن يتم قبولها، وهذه الأحاديث تعرف بــ (أخبار العرض على الكتاب) وهي على طائفتين
والحاصل أن القرآن في أصل الصدور قطعي، وكذلك بلحاظ جهة الصدور قطعي أيضًا. وأما من ناحية الدلالة فعلى رغم أن آيات القرآن تظهر كالروايات لكن حيث إنها - من جهة - محفوظة ومصونة من احتمال الدس والتحريف ومن احتمال السهو والنسيان والخطأ في الفهم والعصيان في الإبلاغ والإملاء من جهة أخرى
لكنه إذا لم يتبع تعاليم الأنبياء واختار - بسوء استغلال ما حبي به من الحرية وحق الاختيار - طريق التمرد والطغيان، فسيكون في أول الطريق في مستوى الحيوان لكنه سيهبط في وسطه إلى ما دون مستوى الحيوان حتى يصل في أواخر الطريق إلى مستوى الحجارة والجمادات لينتهي به الأمر إلى ما هو أقسى وأصلب من الحجارة أيضاً.
والرسالة التي تحملها هذه الآية، هي أنه إذا كان مبدأ جميع الموجودات ومنتهاها بيد الله، فلا بد من عبادته. في الآية المذكورة جاء الأمر بالتوكل أيضاً؛ فالإنسان الذي يدرك أنه عاجز عن إنجاز أعماله، ولا مفر له من اتخاذ وكيل من أجل تلبية حاجاته، لا بد أن يتخذ الوكيل الذي يكون بمقدوره الوفاء بكل مقتضيات الوكالة أفضل من غيره.
لا شكّ في أنّ الإمام المعصوم عليه السلام واسطة الفيض الإلهيّ على الخلق، فيكون حضوره المشهود فيضاً مضاعفاً. وإنّ فيض حكومة عباد الله الصالحين في الأرض، وإن كان من جهة المبدأ الفيّاض قابلاً للتحقّق من دون مقدّمات أو موانع، إلّا أنّ القوابل تفتقد إلى الاستعداد الكامل اللازم لتلقّي فيض جمعيّ دفعيّ، فلا يمكن تحقّق هذا الفيض إلّا حينما تتوفّر جملة من الشروط
الشباب شريحة مهمة في المجتمع، وتحظى بمكانة وأهمية خاصة عند أصدقاء وأعداء كل أمة؛ لأنّ على يد هذه الشريحة - سيّما النخب والمتخصصين فيها - تتحقق التحولات الكبرى الثقافية والسياسية والاقتصادية في كل بلد؛ الأمر الذي يفسر تركيز الأعداء أولاً وقبل كل شيء على هذه الفئة لتعطيل تطـور الأمم، وذلك عبر خلق بعض الملهيات والتسالي الخداعة
السّعادة والشّقاء ذاتيّان أم اكتسابيّان؟
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الثقة بوابة النجاح
عبدالعزيز آل زايد
ما بعد فلسفة الدين…ميتافيزيقا بَعدية (5)
محمود حيدر
الصبر وحسن البلاء
الشيخ شفيق جرادي
معنى (وعى) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ﴾ الضمير في: ﴿عَلَى حُبِّهِ﴾!
الشيخ محمد صنقور
أعظم امتحانات الحياة
السيد عباس نور الدين
بين الإنسان والملائكة
السيد محمد حسين الطبطبائي
لماذا لا يستطيع مرضى الزهايمر التعرف إلى أفراد أسرهم وأصدقائهم؟
عدنان الحاجي
تعقّل الدّنيا قبل تعقّل الدّين
الشيخ علي رضا بناهيان
السيدة الزهراء: حزن بامتداد النّبوّات
حسين حسن آل جامع
اطمئنان
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
السّعادة والشّقاء ذاتيّان أم اكتسابيّان؟
علاج جديد قد يشفي من مرض السكري من النوع الأول الحاد
الثقة بوابة النجاح
محاضرة بعنوان: (العودة للقراءة) للأستاذ يوسف الحسن
ما بعد فلسفة الدين…ميتافيزيقا بَعدية (5)
الصبر وحسن البلاء
عبارة (بعدما مُلئت ظلماً وجَوراً) غير موجودة في الروايات!
(ظلال ومطر) أمسية شعريّة للمعيبد والدّريس في الأحساء
معنى (وعى) في القرآن الكريم
﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ﴾ الضمير في: ﴿عَلَى حُبِّهِ﴾!