متابعات

الفنانُ الفوتوغرافيّ عبدالله القصّاب يوثّقُ الحياةَ في القطيفِ بثلاثينَ ألف صورة


أطلق الضوء ضوءهُ من محيطِ عدسةٍ أولى، ليتوزّعَ في أرجاءِ منطقةِ القطيفِ عاكسًا مثلَ المرايا صفاءَ صورِها بأهلِها وناسِها وأماكنِها، وليحفظَ كلَّ الحركاتِ ساكنةً وكلَّ الساكناتِ متحرّكةً في إطارٍ بصريٍّ جميل. هو مشروعٌ ضوئيٌّ دخلَ صاحبُهُ رحابَهُ منذُ عامٍ واحدٍ فقط، عبدالله القصّاب، المصوّرُ الفوتوغرافيُّ الذي رصدَ الوجوهَ والأمكنةَ في القطيفِ بأكثرَ من ثلاثينَ ألفٍ صورة.


وقدْ زارَ القصّابُ في سبيلِ إنجازِ مشروعِهِ الضوئيِّ هذا عدداً من المناطقِ كقلعةِ القطيفِ التاريخيةِ، وقلعةِ تاروت، والمنطقةِ القديمةِ أو ما تُعْرَفُ بالدّيرةِ في جزيرةِ تاروت، ودارين، ومُسَوَّرَةِ العواميّة، والقُديح، والدبيبية، والشوِيكة، وما حولَها، وأيضاً البْحَاري والتُّوبي.


وقامَ القصّابُ بعرضِ جزءٍ من أعمالِهِ التوثيقيّةِ تلكَ على حسابِهِ في موقعِ الانستغرام ليقولَ للجميعِ إنَّ المنطقةَ تبقى بأهلِها وتاريخِها وهي شامخةٌ لنْ تموتَ أبدًا يسندُها في طريقِ النهوضِ دومًا كلُّ الماضينَ وجهدُ الحاضرينَ وأملُ الجيلِ الذي يُعوَّلُ عليه.


أكثرُ ما جذَبَ القصّابَ للتصويرِ واقتناصِ الصورِ بلحظاتِها المناسبةِ المناطقُ الأثريةُ والتاريخيةُ، ثمّ المزارعُ والنّخيلُ في القطيفِ، وعشقُهُ لتراثِ القطيفِ بما يحمِلُ من أصالةٍ تاريخيَّةٍ خافيةٍ على معظمِ الناسِ هو السببُ في توجُّهِ عدستِهِ وقبلَهَا قلبُهُ إلى هذا الجانبِ، إضافةً إلى ذلكَ فإنَّ الفلاحَ القطيفيَّ الأصيلَ يُعتبَرُ مغناطيسَ جذبٍ لعدستِهِ، خصوصاً أنه وأرضُهُ يحملانِ ما يحملانِ من جمالِ القطيفِ وما تتميّزُ بهِ هذهِ الأرضُ، رغمَ أنَّ جمالَها في هذا العصرِ بدأَ ينحسرُ بشكلٍ مخيفٍ حتّى أصبحتِ النخلةُ مُسِنَّةً والفلاحُ كذلك.


ويسعى القصّابُ لأنْ يُعيدَ بأعمالِهِ ماضيَ القطيفِ، ورغمَ أنَّه لم يدخُلْ عالـمَ التصويرِ الضوئيِّ إلا منذُ قرابةَ العامِ، إلا أنّهُ يطمحُ بأنْ تجِدَ صُوَرُهُ القطيفيةُ طريقَها إلى المسابقاتِ المحليةِ والعالميةِ، إيماناً منهُ بأنَّ هذا الجمالَ القطيفيَّ حَرِيٌّ بهِ أنْ يدخلَ عراكَ المنافسةِ وأنْ يُثْبِتَ وجودَهُ ولو من خلالِ الصورة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد