«.. عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: كُنْتُ مُزَامِلاً لِجَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، فَلَمَّا أَنْ كُنَّا بِالْمَدِينَةِ دَخَلَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ [الإمام الباقر] عليه السّلام، فَوَدَّعَه وخَرَجَ مِنْ عِنْدِه وهُوَ مَسْرُورٌ، حَتَّى وَرَدْنَا الأُخَيْرِجَةَ؛ أَوَّلَ مَنْزِلٍ نَعْدِلُ [تعدل] مِنْ فَيْدَ إِلَى الْمَدِينَةِ - يَوْمَ جُمُعَةٍ - فَصَلَّيْنَا الزَّوَالَ.
فَلَمَّا نَهَضَ بِنَا الْبَعِيرُ، إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ طُوَالٍ آدَمَ مَعَه كِتَابٌ، فَنَاوَلَه جَابِراً، فَتَنَاوَلَه فَقَبَّلَه ووَضَعَه عَلَى عَيْنَيْه، وإِذَا هُوَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ [الإمام الباقر عليه السلام] إِلَى جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، وعَلَيْه طِينٌ أَسْوَدُ رَطْبٌ، فَقَالَ لَه: مَتَى عَهْدُكَ بِسَيِّدِي؟ فَقَالَ: السَّاعَةَ، فَقَالَ لَه: قَبْلَ الصَّلَاةِ أَوْ بَعْدَ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: بَعْدَ الصَّلَاةِ. فَفَكَّ الْخَاتَمَ وأَقْبَلَ يَقْرَأُه ويَقْبِضُ وَجْهَه، حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِه، ثُمَّ أَمْسَكَ الْكِتَابَ، فَمَا رَأَيْتُه ضَاحِكاً ولَا مَسْرُوراً حَتَّى وَافَى الْكُوفَةَ.
فَلَمَّا وَافَيْنَا الْكُوفَةَ لَيْلاً بِتُّ لَيْلَتِي، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُه إِعْظَاماً لَه، فَوَجَدْتُه قَدْ خَرَجَ عَلَيَّ وفِي عُنُقِه كِعَابٌ قَدْ عَلَّقَهَا، وقَدْ رَكِبَ قَصَبَةً وهُوَ يَقُولُ: أَجِدُ مَنْصُورَ بْنَ جُمْهُورٍ أَمِيراً غَيْرَ مَأْمُورٍ، وأَبْيَاتاً مِنْ نَحْوِ هَذَا، فَنَظَرَ فِي وَجْهِي ونَظَرْتُ فِي وَجْهِه فَلَمْ يَقُلْ لِي شَيْئاً، ولَمْ أَقُلْ لَه، وأَقْبَلْتُ أَبْكِي لِمَا رَأَيْتُه، واجْتَمَعَ عَلَيَّ وعَلَيْه الصِّبْيَانُ والنَّاسُ، وجَاءَ حَتَّى دَخَلَ الرَّحَبَةَ وأَقْبَلَ يَدُورُ مَعَ الصِّبْيَانِ، والنَّاسُ يَقُولُونَ: جُنَّ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ، جُنَّ [جَابِرُ].
فَوَاللهِ مَا مَضَتِ الأَيَّامُ حَتَّى وَرَدَ كِتَابُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى وَالِيه، أَنِ انْظُرْ رَجُلاً يُقَالُ لَه جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ، فَاضْرِبْ عُنُقَه وابْعَثْ إِلَيَّ بِرَأْسِه. فَالْتَفَتَ إِلَى جُلَسَائِه فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ؟ قَالُوا: أَصْلَحَكَ الله، كَانَ رَجُلاً لَه عِلْمٌ وفَضْلٌ وحَدِيثٌ، وحَجَّ فَجُنَّ، وهُوَ ذَا فِي الرَّحَبَةِ مَعَ الصِّبْيَانِ عَلَى الْقَصَبِ يَلْعَبُ مَعَهُمْ. قَالَ: فَأَشْرَفَ عَلَيْه، فَإِذَا هُوَ مَعَ الصِّبْيَانِ يَلْعَبُ عَلَى الْقَصَبِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لله الَّذِي عَافَانِي مِنْ قَتْلِه. قَالَ: ولَمْ تَمْضِ الأَيَّامُ حَتَّى دَخَلَ مَنْصُورُ بْنُ جُمْهُورٍ الْكُوفَةَ، وصَنَعَ مَا كَانَ يَقُولُ جَابِرٌ».
(الكلينيّ، الكافي)
الشيخ محمد صنقور
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الشهيد مرتضى مطهري
الشيخ محمد العبيدان
الشيخ محمد مهدي الآصفي
وفاة الشّيخ علي الكوراني العاملي
الحبّ: رابع سمات الأسرة القويّة
الشّيخ محمّد الحرز متحدّثًا عن الحركة العلميّة في تاريخ الأحساء.
أمسية شعريّة لجمعيّة ابن المقرّب بمشاركة الحرز وبيلا
منشأ تعدّد التسمية لسوَر القرآن
النهضة العلمية أفضل وسيلة للتمهيد
كيف يتغير الدماغ عندما نتعلم القراءة
طاهرة آل سيف: لكلّ شخص هدهد أيضًا
التعدّديّة الدينيّة (3)
الذرّيّة الصالحة..حياة