مقالات

أساسيات في فهم معاني البعثة النبوية


الإمام الخامنئي "دام ظله"
* يومُ المبعث هو يوم الرجوع إلى الفطرة الإلهية التي أُودعت في سريرة البشر. وقد فَطَر الله تعالى الناس على مناصرة الحق والعدل والجهاد في سبيل المظلومين.. هذه هي الفطرة الإنسانية.
لأمير المؤمنين عليه السلام عبارة وردت في (نهج البلاغة) الشريف حول الغاية من بعثة الأنبياء، ولا بدّ من التدبّر في هذه العبارة كثيراً، وهي قوله عليه السلام: «لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِه، ويُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِه، ويَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ، ويُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، ويُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ».
- «لِیَستَأدُوهُم میثاقَ فِطرَتِه»: أي أنّ الأنبياء يحثّون الناس على العمل بميثاق الفطرة المودَع في باطنهم، والإقرار به.. فإنّ الله سبحانه وتعالى يريد من البشر أن يكونوا أحراراً، وأن يستقيموا وفق العدل والصلاح، وأن لا يعبدوا غيره.
- «وَیُذَکِّروهُم مَنسِيَّ نِعمَتِه»: ذلك أنّنا نغفل عن نعمة الوجود، ونعمة الصحة، ونعمة العقل، ونعمة الأخلاق الحسنة التي أودعها الله في سرائرنا، ومهمّة الأنبياء هي تذكير الناس بها.
- «وَیَحتَجّوا عَلَیهِم بِالتَّبلیغ»: أي أنّهم يتمّون الحجّة على الناس، ويوصلون إلى مسامعهم كلمة الحق، ويكشفون لهم الحقائق؛ ذلك أنّ التبيين والبيان هو الواجب الأهم الملقى على عاتق الأنبياء، فأعداء الأنبياء يستغلّون حالات الجهل وكتمان الحقائق، ويتستّرون خلف ستار النفاق، والأنبياء يشقّون هذا الستار.
- «وَیُثیرُوا لَهُم دَفائِنَ العُقول»: جاء الأنبياء ليحثّوا الناس على التعقّل، والتفكّر، والتدبّر.
- «وَیُرُوهُم آیاتِ الـمَقدِرَة»: أي أنّ الأنبياء يهدون عقول البشر إلى التوحيد وإلى آيات الله، ويضعون أمام أنظارهم آيات قدرته تعالى. 
فإنّ العقل يعجز – من دون هداية الأنبياء – عن إدراك الحقيقة كما هي.. وقوّة العقل والتفكّر لا تتّسم بالأهمية إلّا إذا اقترنت بهداية الله ومَدده سبحانه.. هذه هي البعثة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد