السيد عبد الله شبر ..
يجب الإيمان بالجنة والنار الجسمانيتين على نحو ما تكاثرت به الآيات المتضافرة والأخبار المتواترة، وذلك من ضروريات الدين لم يخالف فيه أحد من المسلمين، ومن أنكر وجودهما مطلقًا كالملاحدة، أو أولهما ... كالفلاسفة فلا ريب في كفره، والفلاسفة في هذا الباب على فرقتين:
الأولى :
الإشراقيون القائلون بعالم المثال والظاهر، إنهم يقولون إن الجنة والنار وسائر ما ورد به الشرع من التفاصيل ليست من قبيل الأجسام والجسمانيات ولا من عالم المجردات، بل هو عالم آخر متوسط بينهما كعالم الرؤيا في المنام، والصورة في المرآة، والثواب والعقاب كالرؤيا الحسنة والرؤيا القبيحة، وهذا مع استلزامه وإنكار الحشر والنشر الجسمانيين تلاعب بالدين ومخالف لصريح القرآن المبين، ورد لقول الأنبياء والمرسلين، لا يقال إن أكثر المسلمين قد قالوا بالعالم المثالي في عالم البرزخ ...، لأنّا نقول بين القولين فرق من وجهين :
الأول:
إن قول أكثر المسلمين لا يستلزم إنكار المعاد الجسماني، ولا رد الآيات المتكاثرة والأخبار المتواترة بخلاف هؤلاء.
الثاني:
إن عالم المثال الذي قال به المسلمون غير هذا المثال الذي قال به الفلاسفة، فإن المسلمين قالوا إن تلك الأبدان المثالية في العالم البرزخي أجسام لطيفة شفافة كأجسام الملائكة والجن لها وجود خارجي وتتعلق الروح بذلك الجسم، ولم يؤوّلوا ذلك بعالم المنام والرؤيا كما فعل هؤلاء الفرقة.
الثانية:
المشّاءون وهم الأكثرون، فجعلوا الجنة والنار والثواب والعقاب من قبيل اللذات والآلام العقلية، وذلك أن النفوس البشرية سواء جعلت أزلية كما هو رأي أفلاطون، أو لا كما هو رأي أرسطو، فهي أبدية عندهم لا تفنى بخراب البدن بل تبقى ملتذة بكمالاتها مبتهجة بإدراكاتها، وذلك سعادتها وثوابها وجنانها على اختلاف المراتب وبتفاوت الأحوال، ومتألمة بفقد الكمالات وفساد الاعتقادات وكذلك شقاوتها وعقابها ونيرانها على ما لها من اختلاف التفاصيل، وإنما لم تتنبه لذلك في هذا العالم لاستغراقها في تدبير البدن وانغماسها في كدورات عالم الطبيعة، وبالجملة لما بها من العلائق والعوائق الزائلة بمفارقة البدن. فما ورد في لسان الشرع من تفاصيل الثواب والعقاب وما يتعلق بذلك من السمعيات فهي مجازات وعبارات عن تفاصيل أحوالها في السعادة والشقاوة، واختلاف أحوالها في اللذات والآلام، والتدرج مما لها من دركات الشقاوة إلى درجات السعادة.
فإن الشقاوة السرمدية إنما هي بالجهل المركب الراسخ والشرارة المضادة للملكة الفاضلة ، لا الجهل البسيط والأخلاق الخالية عن غايتي الفضل والشرارة، فإن شقاوتها منقطعة بل ربما لا تقتضي الشقاوة أصلا.هذا ملخص كلامهم.
قال العلامة المجلسي رحمه اللّه ونعم ما قال: لا يخفى على من راجع كلامهم وتتبع أصولهم أن جلها لا يطابق ما ورد في شرائع الأنبياء، وإنما يمضغون ببعض أصول الشرائع وضروريات الملل على ألسنتهم في كل زمان حذرًا من القتل والتكفير من مؤمني أهل زمانهم، فهم يؤمنون بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم كافرون.
ولعمري إن من قال بأن الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد، وكل حادث مسبوق بمادة، وما ثبت قدمه امتنع عدمه، وبأن العقول والأفلاك وهيولا العناصر قديمة، وإن الأنواع المتوالدة كلها قديمة، وإنه لا يجوز إعادة المعدوم، وإن الأفلاك متطابقة ولا تكون العنصريات فوق الأفلاك وأمثال ذلك، كيف يؤمن بما أتت به الشرائع ونطقت به الآيات وتواترت به الروايات من اختيار الواجب، وإنه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وحدوث العالم، وحدوث آدم، والحشر الجسماني، وكون الجنة في السماء مشتملة على الحور والقصور والأبنية والمساكن والأشجار والأنهار، وأن السماوات تنشق وتطوى، والكواكب تنتثر وتتساقط بل تفنى، وأن الملائكة أجسام ملئت منهم السموات ينزلون ويعرجون، وأن النبي قد عرج إلى السماء ، وكذا عيسى عليه السّلام وإدريس عليه السّلام، وكذا كثير من معجزات الأنبياء والأوصياء، من شق القمر وإحياء الأموات وردّ الشمس وطلوعها من مغربها، وكسوف الشمس في غير زمانه، وخسوف القمر في غير أوانه وأمثال ذلك.
ومن أنصف ورجع إلى كلامهم علم أنهم لا يعاملون أصحاب الشرائع إلا كمعاملة المستهز أبهم، أو من جعل الأنبياء كأرباب الحيل والمعميات الذين لا يأتون بشيء يفهمه الناس، بل يلبسون عليهم في مدة بعثتهم ويرمونهم بالضلال المركب، ويلبسون لهم الباطل في صورة الحق، ويحيلون هداية الخلق على هذه الفرقة الضالة الشاذة، أعاذنا اللّه وسائر المؤمنين من تسويلاتهم و شبههم. انتهى كلامه رفع مقامه.
إيمان شمس الدين
عدنان الحاجي
الشيخ مرتضى الباشا
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد محمد حسين الطهراني
الفيض الكاشاني
الشيخ محمد هادي معرفة
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
الشيخ علي الجشي
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
السّيادة والتّسيّد وإشكاليّات التّغيير، الزهراء عليها السلام نموذجًا (1)
نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته
الأسرة الدافئة (1)
جنة عدن
القرآن كتاب كامل ودائم ومستقلّ في دلالته
الولادة الميمونة لفاطمة (عليها السلام)
السيّدة الزّهراء: تحفة سماويّة الملامح
تطوّر اللّغة واضطراباتها، جديد المترجم عدنان الحاجي
القرآن وخلق العالم
مفهوم العبادة وحدّها