السيد محمد حسين الطباطبائي
كيفَ يعرفُ الإمام أنّه إمام؟ (أي أنّ الإمامة قد انتقلت إليه)
الجواب: عن الرضا عليه السلام: "عند دركِ نفسه أنّه أقلّ الأقلين، والنبوة كذلك إلّا أنّ للأنبياء عليهم السلام طريقاً آخر لتشخيص النبوّة وهو الوحي".
هل إدراك الإمام أنّه "أقلّ الأقلين" هو مطابق للواقع؟ أم هو صرف الإدراك؟
الجواب: هو مطابق للواقع لأنّ كمال الإنسان في الفقر واللاملكية (وهو ما يُعبّر عنه بالعبودية)، والإنسان الكامل هو الشخص الذي يُدرك أنّه من نفسِه لا يملكُ شيئاً، لا كمال ولا استقلال ولا روح ولا أيّ شيء آخر إلّا أنْ يعلم أنّها من الله تعالى.
الإنسان كلّما أدرك فقره وفاقته أكثر كان أكمل، يعني أنْ يُدرك أنّ نفسَه وروحه وجميع كمالاته الوجودية وأفعاله كلّها لله، وأكمل الناس هو الشخص الذي يعتبر نفسه أفقر الناس، لا أنّ غيره لديهم وهو ليس لديه، بل أن يُدرك لاملكيته وهم لا يُدركون.
بناءً عليه في الواقع لا أحد يملكُ شيئاً من نفسه، غير أنّ الآخرين يتصورون أنّ كمالهم من أنفسهم ومُلكهم، ولكنّ الإمام عليه السلام يفهم أنّه ليس من نفسه وملكه، ويُدرك فقره ولاملكيته (مع كلّ ما يملك).
على هذا الأساس، فالإمام عليه السلام هو إنسانٌ لا يرى لنفسه أيّ كمال مُستقل، فيكون معنى الرواية السابقة أنّ الإمام عليه السلام عندما يُدرك عدم مُلكه وفقره الذاتي -مع كل الكمالات التي لديه- يفهمُ أنّه وصل إلى مقام الإمامة.
كيف يكون دركُ الفقر واللاملكية كمال الإنسان؟
الجواب: الكمال هو هذا، وكلّ شخص ناقص أو كامل يرى لنفسه نوعاً من الكمال أو النقص، أمّا الإمام عليه السلام فهو يُدرك فقره المحض، أنّ كلّ ما يملكه هو لله، إذاً الإمام عليه السلام على عكس الآخرين الذين يعتبرون أنّ كلّ شيء لهم وينسبونه لأنفسهم، ويعتبرون أنفسهم بالنسبة إليه مالكين وعالمين، هو يعتبر نفسه فقيراً ويُدرك ذلك.
السيد محمد باقر الصدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد الريشهري
السيد محمد حسين الطهراني
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ باقر القرشي
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان