المترجم: أبو طه / عدنان أحمد الحاجي
لقد كنا جميعًا هناك: في انتظار انتهاء اجتماع ممل أو وصول حافلة، ويبدو أن الوقت قد بدأ ببطئ أكثر من المعتاد. ومع ذلك، يبدو أن لحظاتنا الأكثر امتاعًا تجري بسرعة البرق. يبدو من الواضح أن الأحداث المملة بشكل أكثر تستغرق وقتًا أطول من الأحداث التي تثيرنا. لكن هناك سبب آخر أحيانًا نشعر بالأوقات بشكل مختلف.
إذا فهمنا ما الذي يسبب حدثًا أو ما إذا نحن تسببنا فيه، فإن الوقت بين السبب والتأثير (العلة والمعلول) يبدو أقصر من حدث لا نتحكم فيه. يمكن لهذه الظاهرة، المعروفة باسم الترابط الزماني (تعريف من خارج النص :temporal binding - تجاذب إدراكي بين الفعل والنتيجة -العلة والمعلول- يؤدي إلى ضغط غير موضوعي للوقت)، أن تساعدنا في الكشف عن بعض الحقائق المهمة حول العلاقة بين السبب والنتيجة وما إذا كنا مسؤولين حقًّا عن أفعال مختلفة أم لا.
الترابط الزماني يعمل بطريقة غريبة. يبدو أن سبب حدث ما يتحول في وقت لاحق نحو تأثيره، والذي بدوره يتحول إلى الوراء في الزمن نحو السبب. من وجهة نظرنا، الحدثان يُسحبان تجاه بعضهما البعض، مرتبطان بالضرورة ببعضهما البعض في الزمن.
كان باتريك هاغارد وزملاؤه من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس أول من صادف هذه الظاهرة. وطلبوا من المتطوعين الضغط على زر يحدث صوتًا بعد فترة قصيرة من التأخير. وجد المتطوعون أن فعل الضغط على الزر ونتيجة الصوت يحدثا معًا أكثر تقارباً في الوقت مما كانوا فيه غير مسؤولين عن ضغط الزر.
الترابط المتعمّد
التأثير نفسه لم يحدث عندما جاءت النغمة بعد رعشة العضلات اللاإرادية (بسبب تحفيز الدماغ)، أو بعد نغمة أخرى جاءت بعد نفس التأخير. لذا أشار الباحثون إلى هذه الظاهرة على أنها "ترابط متعمد" حيث أنهم يعتقدون أنها تدخل إرادي من الشخص (وبالتالي نيتهم كانت الفعل) وكالتي رُبطت بين الفعل والنتيجة معًا في الزمن. وبسبب ذلك، سرعان ما نُظر إلى هذه الظاهرة باعتبارها طريقة جديدة لتقييم مدى شعور الناس بالسيطرة في بعض المواقف دون الحاجة إلى سؤالهم عنها فعليًّا.
في الآونة الأخيرة، قام الباحثون حتى بتطبيق الترابط الزماني على تجربة صدمة ميلغرام Milgram الكهربائية الشهيرة لمعرفة ما إذا كان الناس يشعرون بالمسؤولية عن الأفعال التي أُرغموا على القيام بها. اشتملت تجربة ميلغرام الأصلية على الطلب من المشاركين القيام بتوجيه صدمات كهربائية لبعضهم البعض لمعرفة ما إذا كان الناس سينفذون أمرًا يسبب ضررًا للغير.
استخدم هاغارد تجربة مشابهة ولكنه طلب أيضًا من المشاركين تقدير الوقت بين ضغطهم على الزر والوقت حين كانت فيه الصدمة الكهربائية توجه. ووجد الباحثون أنه عندما أُرغم المشاركون على توجيه صدمة كهربائية إلى غيرهم، فقد شعروا أن الوقت بين فعلهم والنتيجة كان أطول من الوقت الذي اختاروا أن يقوموا بالفعل بأنفسهم طواعية.
وبناءً على هذا، خلص الباحثون إلى أنه عندما أُرغم شخص ما على فعل شيء فأنه يشعر بأقل سيطرة أو بأقل مسؤولية عن أفعاله مما كان عليه الحال عندما يقوم بأفعال طوعًا. وهذا له لوازم رائعة لحالات مثل محاكمات جرائم الحرب، حيث كثيرًا ما يزعم المدعى عليهم أنهم كانوا ببساطة يقومون بما يقومون به إطاعة للأوامر وهكذا ليسوا مسؤولين عن أفعالهم.
كما تم استخدام الترابط الزماني لدراسة الحالات الطبية وأظهرت بعض النتائج المثيرة للاهتمام هناك أيضًا. وقد وجد الباحثون أن الأشخاص المصابين بالفصام يشعرون بترابط زماني أكبر من أولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة. وهذا يشير إلى الذين يعانون من هذه الحالة يشعرون بشعور سيطرة مبالغ فيه على نتائج أفعالهم، الأمر الذي قد يساعد في تفسير لماذا يعتقدون بنحو وهمي أن لديهم سيطرة على أشياء كالتي لا يمكن أن بكونوا مسؤولين عنها بشكل معقول.
السبب لا السيطرة
على الرغم من أن الترابط الزماني قد تم تبنيه بسرعة كطريقة لقياس مشاعر السيطرة والمسؤولية، إلا أن مارك بيوهنر Marc Buehne من جامعة كارديف أظهر أن هذا التأثير سيكون على الأرجح عن العلاقات السببية. ووجد بيوهنر أننا نشعر بالترابط عندما نلاحظ ببساطة أن شيئًا واحدًا يسبب الآخر، حتى عندما لا نكون مسؤولين بشكل مباشر عن ذلك. على سبيل المثال، عندما يضغط ذراع ميكانيكي على زر ومن ثم يخرج عنه صوت.
هذا يدل بشكل أساسي على أن شعورنا بالزمن يمكن أن يتأثر ويتشكل بمعتقداتنا عن السبب والتأثير (العلة والمعلول). مستوى الترابط لا يزال أكبر عندما يكون هناك دخل لفعل بشري، ولكن هذا على الأرجح بسبب كون الفعل والنتيجة البشرية ببساطة نوعًا خاصًّا من السبب والتأثير (العلة والمعلول).
اقتراح مثير للاهتمام هو أن الترابط يحدث كوسيلة لنا لمعرفة المزيد عما حولنا. كيف ترتبط الأشياء ببعضها وكيف تؤثر أفعالنا على العالم من حولنا. لاختبار هذه النظرية، يدرس الباحثون في جامعة كوينز وجامعتي بلفاست وكارديف كيف يشعر الأطفال بالترابط الزماني. ربما يشعر الأطفال بترابط زماني أعظم كطريقة للتعلم بكفاءة عما حولهم من العالم الذي لا يملكون عنه إلا فهمًا أقل مما يملكه الكبار.
من ناحية أخرى، قد يشعر الأطفال بالترابط إلى حد أقل مما يشعر به البالغون لأنهم قد يكونون ببساطة أقل قدرة على اختيار واستخدام المعلومات من بيئتهم. بدلًا من ذلك، قد يكون الترابط ثابتًا طوال حياتنا ويعكس طريقة فطرية غير متغيرة عن الشعور والتعلم عن العالم. ومهما كانت النتائج، يمكن لهذا البحث أن يزودنا بمعلومات لا تقدر بثمن عن كيف نتعلم عن العالم.
المصدر:
https://theconversation.com/ever-noticed-time-seems-to-move-faster-when-youre-in-control-of-things-science-can-explain-why-61940
السيد عبد الأعلى السبزواري
السيد عباس نور الدين
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ علي رضا بناهيان
الفيض الكاشاني
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد جواد مغنية
عدنان الحاجي
الشيخ مرتضى الباشا
إيمان شمس الدين
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
أسرار الحبّ للشّومري في برّ سنابس
الميثاق الأخلاقي للأسرة، محاضرة لآل إبراهيم في مجلس الزّهراء الثّقافيّ
الشيخ عبد الكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (9)
البسملة
لماذا لا يقبل الله الأعمال إلا بالولاية؟
أشدّ النّاس خسرانًا
كن أنت!
زكي السالم: كيف تصبح من ملاقيف الفعاليات في دقيقتين؟
قوم يحبهم الله ويحبونه
السبب في اشتمال القرآن على المتشابه