مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد عباس نور الدين
عن الكاتب :
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران: الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه.

ما زالت الفرصة سانحة

في ليلة القدر نطلب من الله عز وجل أن يجعلنا قادرين على استقبال ذلك الفيض الروحي الذي يحصل في تلك الليلة المباركة.

 

إن استقبال هذا الفيض يحتاج إلى قوة نفسية خاصة. وحتى نحصل على تلك القوة ينبغي أول شيء أن نخرج من قياس العطاء الإلهي بأي مقياس خاص بنا، فلا نستحضر قصورنا الذاتي بل نستحضر كم أنّ الله تعالى قادر على العطاء.

 

فالأساس في العلاقة مع الله عز وجل هو هذا الرجاء والذي منه يتولد حسن الظن "ما عُبد الله بأفضل من حسن الظن به".

 

والرجاء يولّد العمل "أكثركم رجاء أكثركم عملًا"، العمل الذي يمكن أن يُسمى بالعمل الجبار، العمل الذي لا يُحسب ولا يُقاس أيضًا بالقدرات الذاتية أو العضلات أو أي إمكانية من الإمكانات العُرفية الاجتماعية.

 

وأهم عمل لتقوية النفس هو بتزكيتها وجعلها متحققة بكتاب الله، لأنّه لا يوجد قوّة ولا غنى للإنسان أعظم من القرآن. "القرآن غنى لا فقر بعده أو دونه" أي إذا حصلت عليه لن يكون هناك أي فقر أو احتياج أو ضعف؛ حيث يُقال لقارئ القرآن يوم القيامة "اقرأ وارق" ولا يكون في الجنة من الدرجات إلا بعدد آيات القرآن الكريم.

 

لذا فإنّ أهم ما يمكن أن يطلبه الإنسان المؤمن هو أن يكون له توفيق إدراك القرآن الكريم والاتصال به.

 

وفيما لو لم يوفق لذلك في ليلة القدر، فإنّه يعلم طالما أن الله أبقاه حيًّا فما زال المجال مفتوحًا أمامه لكي يعوض، فتأتي ليلة العيد التي بحسب ما ورد في بعض الروايات لا تقل فضلًا عن ليلة القدر، "كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (ع) يُحْيِي لَيْلَةَ عِيدِ الْفِطْرِ بِالصَلَاةٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَيَبِيتُ لَيْلَةَ الْفِطْرِ فِي الْمَسْجِدِ وَيَقُولُ: يَا بُنَيَّ مَا هِيَ بِدُونِ لَيْلَةٍ، يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ".

 

ولن يحيي هذه الليلة إلا من امتلأ قلبه بهذا الرجاء والثقة برحمة الله.

 

فشهر رمضان كما وُصف في الدعاء "من كل أمر سلام"، يعني يُسلِّم الإنسان من كل الأمور. فإذا كان لهذا الشهر هذه القيمة أو هذه الميزة، فنسأل الله تعالى أن نُوفّق بانسلاخ هذا الشهر، للانسلاخ من خطايانا ولأن نصبح مستعدين تمامًا للإقبال على العطايا الإلهية والكرامات الربانية في الأيام المقبلة.

 

بهذه الروحية وبهذا التوجه والتوفيق إن شاء الله تعالى تكون قد حصلت لدينا تلك الطهارة وذلك الاستعداد لتلقي المعارف القرآنية.

 

فنسأل الله سبحانه وتعالى في إحياء ليلة الأول من شوال أو ليلة العيد، أن يجعلها تعويضًا عن الخسائر أو النقصان أو التقصير أو الحرمان الذي ابتُلينا به في الأيام السابقة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد