صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
فريد عبد الله النمر
عن الكاتب :
من مواليد العوامية في الثالث من اكتوبر عام ١٩٦٥

تلبسنا الحرب لامتها من جديد

كخدعة عجفاء لغيمة الليل الساخنة ..

 

‏تحدّثنا الشوارع المترنحة عن الموت الأبيض والموت الأسود في الحطام

 

‏كنزعة فارقة المسافة

 

‏تواشكنا الخلسة بالحزن والظمأ..

 

‏وكضفة خاسرة تغابشنا اللحن ..

 

‏نشعر أن الجرح نهر عظيم تحفه السنوات بسبع سنابل مدعاة للعروج الطويل

 

‏في الرماد تلبسنا الحرب لامتها لتلقي عزلتها على المسارح الكثيرة كجسم ممزق يراقص الأرواح الواقفة.. والهياكل تجاوز أشياءها العالقة في الرمال

 

‏في أتون الوقت منمنة حمراء شاهقة المثاني تعبث الريح بأشلائها المتخلية الذكر ..

 

‏حين تطفو الكلمات بآخر المدد الذي تقترضه خفة الأسئلة للمكوث

 

‏هكذا تركض العناصر المختلطة الظلّ والضوء لفوضي الأعذار الملتهبة حين الذعر..!

 

‏وهكذا يركض الخوف نحو اغترابه المتجلبب بالهباء للنكوص السحيق

 

‏وحين ترسو الأسماء النقيعة في جرف الموت تستل الوحشة الجائعة بيادر الأرض بأقواسها الباردة

 

‏ومن عينين ثاقبتين تسبح في الهواء آخر الألوية النافذة بالثقوب كنار توغل بخشعة الهشيم

 

‏وكيف ما يوقظ الضوء الخفيف الأجساد الممردة بالظلّ والأغطية

 

‏يفترش الجرح غبار دماه الخاثرة فوق الطين كعلامة غامضة تفتح مصرعيها بذراعين مشتعلين لدرفات الحقول الصاخبة

 

‏هكذا ترشّ الحقيقة أوقاتها المنهكة كمنبه يومي يدق جرس المرافئ النائمة فوق عمر المدار … ولا مجدَ يطلّ بينهما

 

‏إلا الموت في أغنية الصبح الساخن لنكهة الافتراش

 

‏هناك في نغمة الأمنيات الأخيرة تسقط الكلمات العارية أعمق من الأقواس الماتحة الصيت متدحرجة دون أن تصدر صوتاً غير رجفة القصيدة فوق الصمت المعتم ساعة الارتطام

 

‏في هوة الليل يقفز الرماد خفيفًا لتستأنف الكائنات رقصة الزرقة والوميض بقبة المكان المعتمل بدم الهباء ودم والكواكب مشرعًا للتراب

 

‏وكلما ذوَت الريح الباهتة العتمة رشّت مفاتنها انحاءةُ جمرة الوهج المقمر بغمر المرايا شيئًا فشيئًا لتستقيم به دورة الموت وسقيا الخلود الشاسعة .!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد