مقالات

السيدة خديجة الكبرى والسيدة مريم العذراء قدوتان وأسوتان


الإمام الخميني قدس سره ..
لما بُعث النبي الأكرم (ص) بالرسالة وشرع بالدعوة: آمن به صبي في الثامنة من عمره ـ علي بن أبي طالب ـ وامرأة في الأربعين ـ السيدة خديجة ـ، ولم يكن لديه أحد غير هذين، ويعلم الجميع كم أوذي الرسول وعورض وكم وضعوا العقبات في طريقه، إلا أنه لم ييأس، ولم يشكُ من قلّة أعوانه، بل قاوم وصمَد وأوصل الرسالة ـ بالقدرة الروحية والعزم الراسخ ـ من العدم إلى ما هي عليه اليوم، حيث ينضوي تحت لوائها سبعمائة مليون مسلم.
(ولاية الفقيه: ص124)


عندما أُمر لرسول الأكرم (ص) في بداية بعثته كان الأمر متوجهاً إليه أولاً بمفرده بأن قم فأنذر، وعندما أعلن عن نبوّته آمن به امرأة وصبي، بيد أنّ الاستقامة ـ وهي من مستلزمات قيادة الأنبياء الكرام ـ كانت تتجلى تماماً في الرسول الأكرم {فاستقم كما أُمرت}.
(من حديث حول التأثير الفاعل للاعتقاد بالله: 19/11/1978)


نحن نعلم أنّ الغلاء اليوم لا يطاق، ويعاني منه البعض، إلا أنه ليس شيئاً مقابل تلك المعاناة التي عانى منها شخص الرسول (ص) زوجته العزيزة العظيمة السيدة خديجة في السنوات المعدودة تلك، إذ كانوا [كما نُقل] يضعون القربة في الماء ثم يمضغونها عسى أن يحصلوا على السمن المتبقي فيها، فإذا تحمّل هؤلاء كلّ هذا وقاوموا الأعداء من أجل الإسلام، فأنتم أيضاً أمّة هذا العظيم، وينبغي لكم أن لا تعبأوا إن قلّ التموين أو فُقد الشيء الفلاني، التموين غير قليل، ولكن بعضهم يتطلع إلى الأمور الكمالية التي لن يعود لها وجود بعد الآن إنشاء الله، وينبغي أن تزول من حياتنا.
(من حديث مع رئيس وأعضاء مجلس الشورى: 4/6/1983)


العذراء مريم (ع) أسوة النساء
تشير آيات القرآن الكريم الى أنّ أشخاصاً غير الأنبياء رأوا الملائكة ـ بل جبرائيل ـ وتحدثوا معه، نذكر هنا بعضها:
سورة آل عمران / الآية 37: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين}، وفي الآيات التالية يذكر القرآن حكاية مريم، وتنقل الملائكة الكثير من حالات عيسى المسيح ومعجزاته إلى مريم وتخبرها عن الغيب.
سورة مريم/ الآية 71: {فأرسلنا إليها روحنا فتمثّل لها بشراً سويّا}.


إنّ موضوع تردد الملائكة وجبرائيل على مريم مذكور في كثير من آيات القرآن، وينقل الله سبحانه أخبار الغيب التي نقلتها إليها الملائكة.
(كشف الأسرار للإمام الخميني قده، ص126)


صلوات الله العظيم وسلامه على النبي عيسى بن مريم روح الله والرسول العظيم الذي أحيا الموتى، صلوات الله العظيم وسلامه على أمّه العظيمة مريم العذراء الصدّيقة الحوراء التي وهبت من خلال النفخة الإلهية مثل هذا الابن العظيم إلى المتعطشين للرحمة الإلهية.
(من بيان إلى مسيحيي العالم: 23/12/1978)


اتخذ النبي عيسى ـ الذي يعتقد أتباعه أنه كان يهتم بالجانب الروحي فقط ـ اتخذ موقفاً معارضاً منذ البداية، فمنذ أن وطأت قدماه هذه الدنيا أعلن: آتاني الكتاب [كما يصوّر لنا القرآن الكريم ذلك]، ففيما كانت أمّه تتألم للتهم [التي نُسبت إليها] أخبرها السيد المسيح بعد ولادته مباشرةً بأنه إذا أراد أن يحدّثك أحد فقولي له: إني نذرتُ للرحمن صوماً [ومن المحتمل أنها كانت صائمة]، فاذهبوا واسألوا المولود، فجاء القوم وكلّموا مريم بكلام لا يليق، فأشارت لهم أن كلّموا مَن في المهد، فقالوا: كيف نكلّم طفلاً؟ فأجابهم عيسى: آتاني الكتاب.
(من حديث في حضور رؤساء القوى الثلاث: 10/11/1987)

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة