متابعات

الربيعية: ندوة تبين الفرق بين العلم والمنهج العلمي

 

شهدت بلدة الربيعية مساء الجمعة 17 سبتمبر إقامة أمسية علمية بعنوان "وجود الله بين العلم والمنهج العلمي" والتي قدمها الدكتور السيد جاسم العلوي حيث قدم قرا لكتاب يحمل نفس عنوان الأمسية للكاتب علي ديلان.

وتطرق الدكتور العلوي في القسم الأول من المحاضرة إلى المبادئ المعرفية والتي عرفها بأنها الإدراكات الأولى وهي بدايات المعرفة البشرية والتي تبتني بها المعارف العالية حيث تقهر العقل على التصديق بها، ولا يوجد انفصال بينها وبين العقل، وأشار إلى أن هذه المبادئ تتميز بأنها تفرض ادراكها على الذهن ولا يوجد انفصال بين قيمتها الذهنية وتصديق الذهن بها.

وذكر أن لهذه المبادئ خصائص من بينها أن نفيها يوجب اثباتها فيتم توظيف النفي في الاستدلال على اثباتها، وبالإضافة أن جميع المبادئ في رتبة واحدة وذلك يعود للتصميم الإدراكي للذهن.

وأوضح ان المبدأ الأول هو التحليل الذاتي حيث يقوم العقل بوظيفة الاستكشاف والتحليل المضموني لهذا المبادئ، وأشار إلى أن هناك مرحلتين لحصول المعارف الأولية: الأولى هي الشهود الباطني لهذه المعارف الأولية.
هناك مرحلة الشهود الوجداني 

أما المبدأ الثاني الوجدان وهو الفطرة والتي جملة من القضايا التي يجدها الإنسان مغروسة في فطرته.

وبين مصطلح الوعي كما عرفه الديلان بأنه يمثل جميع الحالات النفسية والفعاليات الذهنية التي تفرض نفسها على الانسان  بصورة قهرية

وأشار أنه للتمييز بين القضايا الفطرية وغيرها حيث أن عدم قدرة الذهن على تصور الموضوع ينبه على انه في فطريتها، بالإضافة لعدم إمكانية تصور النقيض في القضايا الفطرية، وكذلك وجود هذه القضايا بتمامها في النوع البشري.

أما المبدأ الثالث القناعة وهي أن الانسان إذا واجه قضية ما و اعتقد بصحتها بدرجة تصديقية عالية وباحتمال راجح فلا يمكن للإنسان يتخلى عن هذه القناعة.

وذكر السيد العلوي أن الديلان يبتكر مصطلح القناعة الموضوعية ولا ترتبط بالرأي الصائب، وقد تتشكل لدى الانسان تتوافق مع قناعاته ولكنها لا تصمد مع الزمن ، أما القناعات المبني على استدلالات.

وأفاد أن الذي يحد من فوضى القناعات هو وجود القناعة الموضوعية، وأوضح أن المنطقة المسموحة هي الآراء المتوافق عليها بشرية، وهي ان تجمع البشرية على حقيقة واحدة بحيث لا يمكن السماح بالاختلاف معها ولا في هذه المنطقة.

وقال الدكتور العلوي أن التوافق البشري يستمد قيمته الموضوعية من الأساس النفسي والاساس العلمي، لافتا أن الأساس النفسي يستحوذ القلق على نفسية الباحث تضعه تحت الضغط النفسي بسبب اعتقاداته البشرية والتي تجاهل التوافق البشري، وأن الأساس العلمي أن الأثر المترتب على مخالفة التوافقات البشرية  وتستوجب القطعية المعرفية.


وذكر العلوي  في نقطة الواقع  وهو رابع المبادئ أن الخطورة التي ينطوي عليه الواقع الاعتقاد بنسبية الاعتقاد.

وتطرق إلى النسبية من وجهة نظر الفيزياء يمكن أن تتمثل في تجربة ذات الشقين، والطبيعة الثنائية للجسم، والانتقال الاني، ومبدأ علم الاعتبار

وأكد أنه لا يمكن الإحاطة الدقيقة بهذا الواقع والذي لابد يكون الباحث مطاع على تفاصيل هذا الواقع.

ونقل العلوي عن ديلان قوله بأنه لا يوجد نظرية نهائية ولربما تتغير في زمن متقدم للنظرية،  لافتا أن النظرية يمكن ان تتبدل والتجربة تكون ميزانا لإثبات نسبية المبادئ المعرفية.


واتهم العلوي بعض علماء الطبيعة بتوظيف المصطلحات العلمية بشكل خاطئ مما ينتج نتائج كارثية ، لافتا أن القوانين الرياضية لها حاكمية على العقل وهذا دليل على أنه من مخترعات العقل البشرية وليست من مكتشفاته، مؤكدا أن بعض العلماء يقحم نفسه في مجالات خارج اختصاصهم.

ونقل ديلان في كتابه عن روجر بينروز بأن هناك ثلاث عوالم هي العالم الافلاطوني، والعالم العقلي ، والعالمي الفيزيائي، ولفت العلوي أن الرياضيات تنتمي للعالم الأفلاطوني، ويقتصر بعض العلماء على التفسير الأفلاطوني في تفسير وجود الله، إلا ان السيد الصدر يستخدم العلم المطابقي.

وتطرق الدكتور العلوي إلى المنهج العلمي حيث ذكر أنه طريقة التفكير يسلكها العقل بغية معرفة الحقيقة أو الوصول الى نتيجة مقبولة، لافتا أن البشر اعتادوا على التفكير من خلال مناهج، والمنهج ليس وسيلة أصولية إنما هي وسيلة ادراكية 


وأوضح أن هناك عددا من المناهج وهي المنهج الاستنباطي ، والاستقرائي والذي ينفسم إىا الاستنتاج اليقيني والظني، بالإضافة لنظرية الدحض والتكذيب التي توضعها كارل بوبر

وأفاد أن المنهج الاستنباطي استخدمه الغرب لفترة وبعد الثورة الصناعية استخدم المنهج الاستنباطي 

وذكر انه لضمان قدر أكبر من الموضوعية  يحتاج الباحث العلمي ان يفصل ذاته عن الحقيقية العلمية  والذي تؤثر على نتائج التجربة.

وأشار السيد العلوي إلى مبدأ أوكام الذي ينص على أن الاحتمال الابسط هو الاحتمال الأرجح.

وأوضح أنه يتم التعرف على الفرضيات التي يغلب فيه الجانب الموضوعي على الجانب الشخصاني، إذا قلنا باستجالة الفصل بينهما، وإذا لم نقل بالانفصال بين المكتسب وذات العالم والفرضية،

وأشار إلى أن الديلان أضاف أن هناك علاقة جدلية بين الفكر والواقع و فرضية التطابق فرضية التطابق تخرج الاحتمال الاستقرائي

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة