قرآنيات

الحلّ بالقرآن


الإمام الخامنئي

الفراغ والجريمة
.... اعلموا يا أعزائي! بأن العالم اليوم بحاجة إلی القرآن؛ سواء قَبِل واعترف بذلك أم لم يعترف. فالعالم اليوم يعيش فراغاً في هويته، فراغاً فكرياً، فراغاً إيمانياً، الإنسان من دون الإيمان كالفاكهة الخاوية الفارغة في داخلها. ما تشاهدونه من ازدياد القتل والجريمة في البلدان الغربية يوماً بعد آخر، يعود أحد أسبابه إلى ذلك. ما ترونه من تصاعد حالات الانتحار، يعود أحد أسبابه إلى ذلك.
البشرية لم يعد عندها بضاعة تعرضها لإقناع أذهان الناس وقلوبهم وأرواحهم. فإنهم يقولون وينسجون الأقاويل، ولكن لا تنفذ أقوالهم إلی القلوب. علی خلاف القرآن، إن انتشرت رشحة من رشحات القرآن - لا القرآن كله بل رشحة منه – بالبيان الذي يتناسب ولغة العصر، فستنجذب القلوب إليه، وهذا ما نجرّبه ونراه ونلمسه بأنفسنا؛ البشرية اليوم محتاجة إلی القرآن.
يمكن للقرآن في العالم المعاصر أن يكون "فعالاً لما يشاء"! يمكنه أن يحقق الإنجازات وأن يمضي قُدماً إلی الأمام....  المهم أن نقوّي الأسس الإيمانية والقرآنية في أنفسنا يوماً بعد يوم، وأن نتعلّم لغة نشر القرآن، وأن نعلن وننشر مفاهيم القرآن، كالدواء المقوّي الذي تضع قطرة منه في كوب، ليتناوله المريض ويشفى به، ولكن إن وضعت فيه خمس قطرات، قد تلحق به الضرر، ولا يستطيع هضمه.
فلا بد من البحث وإيجاد اللغة المناسبة، ولكن ينبغي لنا أولاً إشباع أنفسنا وقلوبنا وأرواحنا وملؤها بالمعارف القرآنية، فنحن أيضاً بأمسّ الحاجة إليها.

بركاتٌ لا حصر لها
... ففي القرآن وبالقرآن توجد العزة، والقوة، والتقدم، والرفاه المادي، والتعالي المعنوي، ونشر الفكر والعقيدة، والفرح وسكينة الروح، ﴿فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلىٰ رَسولِهِ وَعَلَى الـمُؤمِنينَ وَأَلزَمَهُم كَلِمَةَ التَّقوىٰ وَكانوا أَحَقَّ بِها وَأَهلَه﴾.  وحين تحلّ الطمأنينة والهدوء والسكينة الدينية، تزداد التقوی: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ﴾. فإن السكينة تؤدي إلی ازدياد الإيمان يوماً بعد آخر، ولكن الإيمان بماذا؟ إنه الإيمان بالله، والإيمان بالقدرة الإلهية، ثم يقول بعد ذلك: ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، كل شيء بيد الله، كل شيء جند لله. ويقول في مكان آخر: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾. هذا هو القرآن؛ قدرة فائقة لا متناهية، والواجب علينا أن نستفيد منها بمقدار طاقتنا ووسعنا إن شاء الله.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد