وعلى ضوء هذه النظريّة في تعدّد نزول القرآن، يمكننا أنْ نفهم الآيات الكريمة الدالّة على نزول القرآن بجملته في شهر رمضان، أو إنزاله في ليلة القدر بصورة خاصّة، نحو قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ... ). وقوله: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ). وقوله: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ).
ليس التقدير ممّا يختلف وإنّما يختلف العلم به، فالّذي يعلم تقدير الأمور ومجاريها أزلاً وفي اللوح المحفوظ هو اللّه وحده لا شريك له، وأمّا الذي يتنزّل به ويُطلع أولياءه عليه فهو في ليلةٍ مباركةٍ هي ليلة القدر من شهر رمضان من كلّ عام. يتنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلّ أمر، يتنزّلون بتقادير الأمور على الحجّة القائم مِن أوليائه؛ ليُطلعه على مجاري الأُمور عامّة ذلك
الضمير في أنزلناه للقرآن لحضوره في الأذهان، وليلة القدر هي إحدى ليالي شهر رمضان المبارك للأحاديث المتضافرة، ولقوله تعالى: «شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ» - (185 البقرة). فإذا عطفنا هذه الآية على قوله تعالى: «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» كانت النتيجة أن ليلة القدر هي إحدى ليالي شهر رمضان. وتعددت الأقوال في تعيين هذه الليلة من الشهر المذكور تبعًا لتعدد الأحاديث
وأهل بدر الذين شهدوا إنما كانوا ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً، ولم يريدوا القتال إنما ظنوا أنها العير التي فيها أبو سفيان، فلما أتى أبو سفيان الوادي نزل في بطنه عن ميسرة الطريق، فقال: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى. قلت له: ما العُدوة الدنيا؟ قال: مما يلي الشام، والعدوة القصوى: مما يلي مكة. قلت: فالعدوتان بين ضفتي الوادي؟ فقال: نعم. قال أبو عبد الله (عليه السلام): ونادى الشيطان على جبل مكة: إن هذا محمد في طلب العير، فخرجوا على كل صعب وذلول
فقوله تعالى: ﴿وَآَخَرُ مِنْ شَكْلِهِ﴾ معناه ولهم شرابٌ أو عذابٌ آخر مِن شكل الحميم أو مِن شكل ما ذُكر، والشكل بفتح الشين يعني الجنس والمثل والشبيه في الهيئة والصورة، فشكلُ الشيء ما يشابهه في الصورة، فقوله: ﴿مِنْ شَكْلِهِ﴾ يعني من مثله في الصورة ومن نحوه وجنسه، والضميرُ يرجع إلى الحميم أو إلى ما ذكر من العذاب.
لذلك، فالمبالغة في تطبيق الآيات القرآنية على العلوم أو على الفلسفة أو على الأدب أو على الفقه، خروج عن الغاية الأصلية من القرآن الكريم. وبالنسبة إلى القصص لا يعني القرآن الكريم من القصة كما يظهر من المقارنة بين القرآن الكريم وغيرها، لا يقصد القصة للتسلية وإنما يقصد من القصة التربية.
فالآية من سورة المرسلات تُقسم – بناءً على هذا القول بالرياح، ومعنى قوله:{عُرْفًا} هو أنَّها متتابعة، يقال جاء القوم عرفاً أي متتابعين يتبع بعضهم بعضاً تشبيهاً لهم بعُرف الفرس وهو الشعر الذي يكون على عنقه. وبناءً على ذلك يكون: {عُرْفًا} منصوباً على الحال، فمفاد الآية هو القسم بالرياح حال كونها متتابعة الهبوب.
والقرآن الكريم يشير إلى هذه النقطة بأن الرسول الأكرم (ص) كان عارفًا بالمجموعة القرآنية حيث أُنزل على قلبه في ليلة القدر، وعندما بلغ درجة النبوة فانفتح عليه ملكوت السماء، عرف القرآن بصورة إجمالية وبوجه مجمل. وإن كان يحتاج إلى تفاصيل في معرفته، وكان مكلفًا بألّا يقول ما يعرف إلّا عندما يؤمر من الله سبحانه وتعالى.
وأصل الكلمة "مذتكر" فاجتمعت الذال المعجمة بالتاء، والذال المعجمة من الحروف المجهورة وهي أصليَّة في الكلمة من الذكر، والتاء من الحروف المهموسة وهي زائدة في الكلمة، لذلك أُبدلت التاء بحرف مجهور وهو الدال فهو من نفس مخرج الذال فصارت الكلمة "مذدكر" ثم أُدغمت الذال في الدال فصارت{ مُدَّكِرٍ}.
ومن حيث الأساس أيضًا وضع الله عزّ وجلّ في كل خلقه سُنّة الخيار، وهي أعظم سُنّة يريد الله عزّ وجلّ أن يربّي الناس من خلالها؛ أي إن الإنسان لا يقدر أن يدّعي أن الإيمان والخوف من الله والتقوى هي خياره، وعندما تُعرض عليه الدنيا يركض نحوها، وعندما تتعارض مصلحته مع هذه المبادئ يتخلى عنها.
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ محمد هادي معرفة
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد عباس نور الدين
الشيخ باقر القرشي
الشيخ محمد مصباح يزدي
عدنان الحاجي
السيد محمد حسين الطهراني
حسين حسن آل جامع
الشيخ علي الجشي
الشيخ عبد الحميد المرهون
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
ياسر آل غريب
دور الإمام علي (ع) في إرساء الحضارة الإسلامية (1)
نزول القرآن الكريم على النبي (ص) مرّتين
بدء نزول القرآن
أسئلة حول ليلة القدر (2)
بحث حول ليلة القدر
الدور الحاسم للإمام عليّ (ع) في صناعة الثبات والشجاعة
خطبة للإمام الحسن (ع) في تأبين أمير المؤمنين (ع)
شهيد الـمحراب والصّلاة (2)
ليلة الرجاء
وصايا الإمام علي (ع) الخالدة