رؤية خاصة لتحقيق نجاحات في مواجهة العنف الفكري
أصدرت الكاتبة الكويتية والباحثة الاجتماعية غنيمة حبيب كرم كتابها الجديد بعنوان "استراتيجية الوقاية في مواجهة العنف الفكري، رؤية خاصة لتحقيق نجاحات في مواجهة العنف الفكري"، قدمت من خلالها رؤية تربوية متكاملة أساسها الاعتدال والوسطية.
وتناول الحديث عن مفهومي التطرف الفكري والعنف الفكري والارتباط الوثيق بينهما، حيث يكون الأول مؤشرًا لظهور الآخر، فالتطرف هو الأساس الذي يرتكز عليه العنف الفكري، وقدمت من خلال الحديث فكرة واضحة أن وجود التطرف ليس بالضرورة أن يولد العنف، إذ من الممكن للتطرف أن يقف عند حدود الفكر ولا يتحول إلى فعل سلوكي.
وبعد التحدث عن المعنى المعجمي والاصطلاحي للكل من المفهومين قدمت نبذة تاريخية عن التطرف مبينة أسبابه ومظاهره وأشكاله وأنواعه، وأكدت بأن التطرف الذي يولد العنف ليس بالضرورة أن يكون دينيًّا، فهناك أنواع منها الجنسي والقبلي وتطرف اللون والفكري المبدأي وغيرها.
وأشارت الكاتبة بإمكانية علاج العنف الفكري في سن مبكرة لدى الأطفال، حيث يمكن رصد ملامح الشخصية القابلة للتحول نحو العنف، مذكرة بأن الإلحاد يمكن له أن يكون نوعا من أنواع التطرف، وتناولت التحدث عن العوامل المؤثرة في فكر الفرد وسلوكه.
وأكدت الكاتبة بأن الأديان السماوية كان أساسها تنظيم العلاقة بين الأفراد، وقدمت ما جاء في الديانات من مؤشرات تحث على الحب بين الناس جميعًا مهما كانت الاختلافات بينهم، وعرجت على التفريق بين مفهوم العنف والإرهاب ومفهوم المقاومة الشعبية ومشروعتها الجهادية، مؤكدة ضرورة بيان مفهوم محدد للإرهاب من أصحاب الفكر الإسلامي وليس استيراد المفهوم الغربي ذي المقاييس المزدوجة.
وأوضحت الحاجة للعمل على توفير استراتيجية واضحة لمواجهة العنف الفكري، مبينة بأن الكثير من الباحثين لم يقدموا الآليات التي يمكن تطبيقها على أرض الواقع، ثم كان الفصل الأخير من الكتاب بقدم الرؤية التربوية الخاصة بالكاتبة.
وجاءت رؤية الكاتبة بتبني مبدأ الوقاية المجتمعية المرتبطة بين المؤسسات، حيث قالت: "تعد الأجيال في سماتها الفكرية نتاجًا لعمل مشترك بين عدد من المؤسسات التربوية تعززه جماعية المؤسسات الإيجابية وتؤثر فيه سلبيتها الفردية، وهو ما يؤكد ضرورة العمل الإيجابي الجاد لكل مؤسسة منفردة والاتساق العام والتكامل بين تلك المؤسسات، فلا يعني توزيع الأدوار أن تقوم كل مؤسسة منها بعمل فردي خالص، إذ لا بد من وحدة جامعة للأطر العامة التي تنطلق منها كافة المؤسسات".
وقسمت الكاتبة الأدوار الواضحة لكل مؤسسة من المؤسسات التربوية كالأسرة والمدرسة والمجتمع ودور العبادة ومؤسسات الإعلام، مؤكدة بأن الوقاية المجتمعية لا يمكن أن تكون منفصلة عن العمل الرسمي ودور الدولة، وقدمت كل دور من هذه الأدوار بشكل تفصيلي واضح.
ولخصت الكاتبة أسباب التطرف في خاتمة الكتاب بقولها: "وعلى الرغم من قناعتي التامة وإيماني المطلق بكثير مما قدمه الباحثون، إلا أنني أرى أن معظم هذه الجهود انحصر في إطار نظري، فعمدت إلى البحث عن جذور المشكلة، وأسبابها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. إلخ، ومحاولة وضع استراتيجيات خاصة ومتكاملة للوقاية من المشكلة وتدعيم التماسك الداخلي لدى الأفراد، إيمانًا بأن الجانب الوقائي هو الأكثر أهمية في هذه المشكلة خاصة، وفي المشكلات الاجتماعية بشكل عام، مؤكدة دور العمل الجماعي وأثره على الأفراد: "إن مشكلة العنف الفكري مع أنها مرتبطة بأفراد بعينهم كأفراد متطرفين، إلا أنها مشكلة جماعة ومجتمع ساهم بشكل أو بآخر بتدعيم هذا الفكر، ودفع بالكثير من الأفراد لهذا التوجه من خلال النظرة الدونية والظلم بأنواعه المختلفة من جهة، والانشغال عنها وعدم محاولة البحث عن حلول جدية من جهة أخرى، ولعل الدليل على ذلك تلك الصحوة التي تشهدها المجتمعات والدعوة إلى رفع الظلم، والعدالة الاجتماعية، وتوسيع دائرة الحرية كعوامل لتدعيم الحس الوطني وترسيخ مبادئ الانتماء لدى الأفراد.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان