منَ الطّفِّ ظَعنٌ
عادَ يَستَقبِلُ الـمَسرَى
يَلِفُّ بَقايا الـمَوتِ مِنْ عِترةِ الزّهرا
ويَطوي امتِدادَ البيدِ
خَوفًا ولَوعةً
يُكابدُ منْ أعدائِهِ الذُّلَّ والقَهرا
كأنّ سِياطَ القَومِ
لا تَعرِفُ الوَنَى
وما بَرِحتْ كالبَرقِ قَد مُلِئتْ ذُعْرا
تَنوءُ بـِها الأجسادُ
في لاهِبِ السّرَى
على رَغمِ حَرِّ الشّمسِ تُلهبُها حَرّا
نِساءٌ وأيتامٌ
ومَن هَدَّهُ الضَنا
وكَعبةُ أحزانٍ علَى ناقةٍ.. حَسرَى
وطِفلٌ
رأتْ عَيناهُ أهوالَ كَربلا
وقد عاشَ يَومَ الطّفِّ فاجعةً كُبرَى
وفَرّ معَ الأيتامِ
والنّارُ تَصطلي
كأنّ الرِّمالَ/ البِيدَ قد مُلِئتْ جَمرا
هُوَ "الباقِرُ" الـمَسكونُ
بالطَّفِّ والشّجَى
تَلُوحُ على عَينيهِ أطيافُهُ الـحَمرا
بهِ بَشّرَ الهادي
على رُوحِ "جابرٍ"
فكانَ دَؤُوبًا أن يُحيطَ بهِ خُبْرا
سُلالةُ وَحيٍ
منْ "عليٍّ وفاطِمٍ"
(تبارَكَ ربٌّ فيهِما جَمعَ الخَيرا)
بِطيبةَ
لم يَبرَحْ مَنارًا وقِبلةً
تَحجُّ لها الأرواحُ مُشرقةً نَوْرا
يَشُقُّ عُبابَ العِلمِ فِكرًا
ويَغتدي
لِطُلّابِهِ الأبرارِ.. يَنثُرُهُ نَثْرا
وحفّتْ بهِ الألبابُ ظَمْآى..
فلم يَزلْ
يُفيضُ عليها من ندَى رُوحِهِ طُهرا
ويا رُبَّ بيتٍ
من بُيوتاتِ هاشِمٍ
تَهامتْ علَى الأرواحِ أيّامُهُ الخَضرا
فِداهُ الوَرَى
لم يَرحمِ القومُ ضَعفَهُ
وقد أفجعوا في قتلِهِ أمّهُ الزّهرا
فَغالُوهُ في سَرجٍ
منَ السُّمِّ ناقعٍ
فكانَ علَى أحشاهُ ملتَهٍبًا جَمرا
فلستَ ترَى
إلّا بُكاءً ونُدبةً
وكيفَ يلومُ الناسُ من فقدَ الصّبرا
لهُ اللهُ من يَومٍ
دَهى عِترةَ الهدَى
وجدّدَ حُزنَ الطّفِّ والوقعةَ الكُبرَى
بلَى
إنّ يومَ الطّفِّ ما زالَ سُلوَةً
يطوفُ على الأرواحِ يُلهِمُها الصَبرا
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان