صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسين حسن آل جامع
عن الكاتب :
شاعرٌ من مواليدِ القطيفِ 1384 هـ

أمُّ البَنين: لِواءٌ من واقعةِ الطّفّ

متَى زُرتَ مَرقدَها الأطهرا

فَقِفْ خاشِعَ الطّرفِ مُستعبِرا

 

وصَلِّ وسَلِّمْ علَى حُرّةٍ

مُعظَّمةٍ في نِساءِ الوَرَى

 

تَلُفُّ الفُحولةُ أنسابَها

وأَحسابُها مِن رفيعِ الذّرَى

 

وَأجْرِ دمُوعَكَ في بُقعةٍ

تَخَيّرَها اللهُ دُونَ الثَرَى

 

وطُفْ بِنشيجِكَ حولَ الضريحِ

وإن كانَ أبكاكَ ما قد تَرَى

 

وزُرْ كعبةَ المَجدِ "أُمَّ البَنينِ"

ومَن أصبحَتْ لِلشّجَى مَشعَرا

 

ثَوتْ في بَقيعٍ.. كأنَّ السّماءَ

رأتْ فيهِ مِنْ كربلا مَظهَرا

 

هُنا أودعَ المجدُ أُمَّ الفِداءِ

ورُوحَ الوَلاءِ وبابَ القِرَى

 

هُنا الطّفُّ والنهرُ والمَرقدانِ

وقَبرٌ غَدا لِلرِّثا مِنبرا

 

وَمَهوَى المَلائِكِ حيثُ السّماءُ

تُعانِقُ مَرقدَها الأزهرا

 

وتَحملُ آمالَ زُوّارِها

وحاشا لِمن زارَ أن يَخَسرَا

 

وقد أصبحَتْ عِصمةَ المُستجيرِ

يَمُدُّ إليها وَثِيقَ العُرَى

 

هُنا عرشُ سَيّدةِ الواهِبينَ

وقد رَسَمتْ من أَسًى أَقبُرا

 

هُنا أُمُّ مَن فَقدتْ فِتيةً

على ظَمأٍ، من لُيُوثِ الشّرَى

 

تَلاقَوا على تَلَعاتِ الطّفوفِ

وقد وَهَبوا العُمرَ والمَنحَرا

 

عزيزةُ "فاطمةٍ" في النّساءِ

وناهِيكَ بين المَلا مَفخَرا

 

بكَفَّيْ "أبي الفَضلِ" تُبدي الشّكاةَ

إذا عقدَ الحاكمُ المَحشَرا

 

لها اللهُ مُذ جاءَ "بِشْرُ" الحِمَى

لِيُخبِرَ عَن كربلا ما جَرَى

 

نَعَى لِلمدينةِ قَتلَ "الحُسينِ"

ويا لَيتَهُ لم يَكنْ مُخبِرا

 

فجاءتهُ تَعثُرُ في حُزنِها

وتُهرقُ مَدْمعَها الأحمرا

 

فَخرَّتْ وقد هَدَّ فَقدُ "الحُسينِ"

قِواها.. وقد عَزَّ أن تَصبُرا

 

 وعاشتْ وفي قَلبِها كَربلا

لَهيبٌ فكانَ الحَشا مِجمَرا

 

تُؤَبِّنُ أشبالَها في البقيعِ

وقد عقدتْ حَولَهم مِنبَرا

 

بُكاءً إلَى أن تَدانَى الرّحيلُ

وقد آنَ لِلروحِ أن تُزهرا

 

قضتْ وهُي تَلهَجُ باسمِ الحُسينِ

فقد كانَ مأتَمَها الأكبرا

 

وقَرَّتْ بِقربِ بني فاطِمٍ

كما شاءَها المجدُ أن تُقبَرا

 

وقد أصبحَتْ قِبلةُ الآملينَ

مَلاذًا يُشَدُّ إلَيهِ السُرَى

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد