تعود فكرة واسم البيغ بانغ إلى ألفرد هويل البريطاني الفلكي. والنظريّة هي نموذج للكون، وضعها العلماء لوصف النشأة والتوسّع للكون. بدأت منذ العام 1922 وحتّى العام 1927، مع العالم البلجيكي جورج لومتير، وقبله فريدمان الذي وصف الخطوط الأساسيّة لتوسّع الكون، ثمّ تأكّد التوسع في العام 1929 مع العالم الأميركي أدوين هابل، ثمّ عرفت النظرية في العام 1950 مع الفيزيائي البريطاني فريد هويل بأنّ الكون المعروف بشكله الحاضر هو نتيجة انفجار حصل في اللّحظة صفر من عمر الكون؛ لتتولد معه المادّة والزمان والمكان في فترات امتدّت طيلة 13.7 مليار سنة، وكانت الطاقة في البداية، دخل معها الفضاء في توسّع، ثمّ في عمليات التحوّل تشكّلت الذرّات، ثمّ النجوم، ثمّ المجرّات، ثمّ الشمس، ثمّ الأرض.
وفي تأكيد حديث على الانفجار العظيم، فقد أعلن العالمان جون كوفاك وكليمان بريك في 17 آذار من العام 2014 من القطب الجنوبي للأرض، وبواسطة تلسكوبات متطوّرة، العثور ولأول مرة على موجات جاذبيّة أصيلة وفريدة، أصدرها كوننا في الّلحظ من الثانية بعد الانفجار العظيم أثناء مرحلة التضخم، بعد الانفجار العظيم (Big Bang)؛ حيث كانت مرحلة التوسّع في الكون تصل إلى سرعات هائلة ومخيفة. والأصل في نشأة هذه الموجات إنّما نتيجة تسارع لكتل كونيّة هائلة بكثافة عالية، وعلى سرعات عظيمة. وهذا الاكتشاف إنما أتى ليرفع من مستوى اليقين بنظريّة تولد الكون بالانفجار العظيم، وبالاعتبار القائم على نظريةّ توسع الكون في اتجاه واحد.
والأمر الملفت هنا أنّ اكتشاف موجات الجاذبيّة الدقيقة قد تزامن مع تأكيد فرضية توسّع الكون في جزء من مليار المليار من الثانية الأولى؛ حيث انتقل من كون بحجم الذرّة إلى كون بحجم المجرّة، وتشكّلت خلال هذه المرحلة كميّات هائلة من «السخام» التي ظهرت بتغيّر الكثافات وتموضع كتل كبرى من المادة. ولعلّ هذه اللحظة من عمر الكون هي التي سبّبت ظهور الشعاع الأحفوري، والذي من خلاله تأكّدت نظرية الانفجار العظيم للكون في العام 1965.
كان لهذا الاكتشاف الأمر الصاعق في عالم البحث العلمي الكوني، فقد استلزم الوصول إليه سنتين من الرصد والمراقبة، ورسم خارطة حراريّة لأعماق الكون، سمحت له بملاحظة وبدقّة متناهية التقلّبات الحراريّة لجزء من المليون للدرجة، لأوّل ضوء من الكون؛ أي بعد مضيّ 380 ألف عام من لحظة البيغ بانغ (الانفجار العظيم). وقد تأكّد وجود هذه الموجات الجاذبية في عمليات رصد في العام 2013 من خلال أبحاث القمر الاصطناعي بلانك.
وتقول خارطة الكون، والتي أنتجها القمر الاصطناعي بلانك في العام 2013، إنّ الكون بثلثيه مؤلفٌ من طاقة غامضة لا يعلم العلماء عنها شيئًا، باستثناء أنّها هي التي تعاكس قوّة الجذب الكونيّة بين الكتل، وتنتج توسّعًا متسارعًا للكون منذ 7 مليارات سنة من عمره وللحظة، أمّا البقية فهي مادة (27٪ من الكون) سوداء قابعة في الثقوب السوداء في الكون، وتشكّل المادة التي نعرفها 5٪ فقط من مادة الكون الإجماليّة.
وبالعودة إلى الوراء قليلًا، فقد تمكّن أنيشتاين من خلال نظرية النسبية العامة في العام 1915 من التنبّؤ بوجود الموجات الجاذبيّة الناتجة عن حركة الكتل الكبيرة المتسارعة، وفق سرعات عالية جدًّا. ومثال على ذلك، فقد يكون مصدر هذه الموجات ناتجًا عن حركة الثقوب السوداء في الكون، أو أيضًا حركة النجوم النيوترونية (المؤلّفة من نيوترونات فقط)، كما رصدها بطريقة غير مباشرة كلّ من العالمين هالس وتايلور في العام 1974. لكنّ هذه الموجات الواردة سابقًا في نظريّة آينشتاين في العام 1918 تختلف كليًّا عن الموجات المكتشفة حديثًا والمنبعثة من جزء يسير جدًّا من اللحظة الأولى لنشوء الكون.
ـــــــــــــ
الله والكون برواية الفيزياء الحديثة
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد جواد البلاغي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد عبد الأعلى السبزواري
محمود حيدر
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
الشيخ علي رضا بناهيان
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الحب في اللّه
العرفان الإسلامي
جمعية العطاء تختتم مشروعها (إشارة وتواصل) بعد 9 أسابيع
الرؤية القرآنية عن الحرب في ضوء النظام التكويني (2)
قول الإماميّة بعدم النّقيصة في القرآن
معنى كون اللَّه سميعًا بصيرًا
الصابئة، بحث تاريخي عقائدي
الاستقامة والارتقاء الروحي
إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
ماهية الميتايزيقا البَعدية وهويتها*