الذّكاء أمرٌ محسوسٌ وملموس، لهذا فهو لا يحتاج الى تعريف. لكن نظرًا إلى أهمّية دوره في الحياة، فإنّ الحديث عنه يصبح مهمًّا للغاية.
لا شكّ بأنّ كلّ واحدٍ منّا قد تعرّف إلى الذّكاء من خلال المقارنة. فلو فرضنا أنّ الناس متساوون بالذّكاء، لما شعرنا به أو عرفناه!
حين نشعر بأنّ الشخص الآخر أسرع وصولًا من غيره إلى شيءٍ ما، ندرك أنه يتميّز بقدرة إضافية، وهذا ما نسمّيه الذكاء.
قد يكون الآخرون أذكياء، لكن الذي يتّصف بالذّكاء من بينهم هو الأسرع وصولًا منهم في المجال الذي يلاحظونه أو يقع مورد اهتمامهم ونظرهم.
أمّا لماذا انحصر الذكاء في بعض الموارد مثل الرياضيات والعلوم، فذلك لاعتبارات اجتماعية وعرفية بحتة.
حين تتمركز حياة الإنسان في مرحلةٍ حسّاسة من عمره حول المدرسة، وحين يعطي المجتمع والمؤسسات التعليميّة الأولويّة لهذه العلوم (وذلك لاعتبارات اقتصاديّة واهية) فلن يتعرّف الطلّاب إلّا على نحوٍ واحدٍ من الذكاء، وهو الذّكاء الذي يتمحور حول الرياضيات والعلوم.
لكنّ الذكاء يرتبط بأي مورد يمكن أن يهتم به الإنسان، فهناك ذكاء في الحياة الاجتماعية، وهناك ذكاء في الصّوتيات، وهناك ذكاء في البصريات، وهناك ذكاء في اللغة والبيان. وقد يكون الإنسان ذكيًّا في معيشته الدنيويّة فقط، وهناك من يكون ذكيًّا فيما يتعلّق بالحياة الآخرة.
ففي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "يا أبا ذر لا تصيب حقيقة الإيمان حتّى ترى الناس كلّهم حمقاء في دينهم عقلاء في دنياهم".
وينشأ الذّكاء من اهتمام الإنسان بالمجال أو الحقل أو العمل الذي يشتهر بين الناس أو يتعرّف إليه بشكلٍ خاص. ويتبع هذا الاهتمام الرّغبة الشّديدة بالوصول إلى نتائج محدّدة تتمثّل بالطّموحات والأهداف.
وعلى أثر ذلك تتمركز الطّاقة الفكريّة والذهنيّة والعمليّة في هذا الاتّجاه، فيبرع هذا الإنسان ويتميّز عن غيره. فيراه الآخرون ذكيًّا في ذاك المجال.
إنّ سرّ الذّكاء هو الاهتمام وانصباب الهمّ والجهد والسعي. وليس الذّكاء موهبة خاصّة لا يمكن التعرّف إلى حقيقتها أو التّحكّم بها. فقد يخسر الإنسان ذكاءه الرياضيّ على أثر زوال الاهتمام.
وقد يكون زوال هذا الذّكاء لعوامل اجتماعية، مثل عدم اهتمام المقرّبين بالمجال الذي يهتم به هذا الطفل. فكم قد شاهدنا أطفالًا يظهرون رغبات شديدة ببعض المجالات مثل الرّسم أو الموسيقى، لكنّهم بعد عدّة سنوات يفقدون هذه المهارة التي تشكّلت فيهم في تلك الأيام.
فالمهم أن نعلم أنّ الذّكاء أمرٌ قابلٌ للتحكّم والتّطوير والتّبديل. والأهم أن نعلم أنّ لكلّ إنسان بداية طيّبة مع الذّكاء، إن تمّ التعامل معها بحكمة، يمكن أن تشكّل عاملًا مهمًّا في قناعة الإنسان بأنّه يستطيع أن يبرع في أمور أخرى، تحت عنوان الشعور بالثقة، "أنا أقدر".
وغالبًا ما يكون ناتج الذّكاء البراعة والاتقان والوصول إلى نتائج مهمّة، لهذا يُعدّ الذكاء من أهم أسباب القدرة والنجاح في الحياة.
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الشيخ محمد جواد البلاغي
حيدر حب الله
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ محمد علي التسخيري
الشيخ باقر القرشي
السيد محمد حسين الطهراني
السيد عبد الأعلى السبزواري
السيد جعفر مرتضى
الشيخ حسن المصطفوي
عبدالله طاهر المعيبد
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
حقائق حول الخسوف والكسوف
عوائق وعوامل صعود الأعمال
{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ ..}
النص القرآني: المكانة والدّور
مشاهير مفسري الشيعة في القرنين الخامس والسادس (1)
منهج أهل البيت (ع) في بناء الإنسان الكامل (1)
وصايا النبي (ص) التربوية إلى الإمام أمير المؤمنين (ع) (1)
(عصمة الرسول الأعظم في القرآن الكريم) كتاب جديد للسّيد ضياء الخباز
اختيار النبيّ (ص) لخديجة (ع)
المذاهب الأخلاقية