حسين آل عمار
(بِالمَخَاضِ الكَوْنِيِّ ... يَتَجَلَّى)
﴿ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾(الشعراء: 87 -89).
شِئْتَهُ،
فَامْتَلَكْتَهُ،
فَمَنَحْتَهْ
أَيّ قَلْبٍ مِنَ السَمَاوَاتِ كُنْتَهْ؟
أَيّ مَسْرَىً فَتَحْتَهُ في دُجَى الغَيْبِ وَعَبَّدَتَ وَحْيَهُ وَدَخَلْتَهْ؟
كَيْفَ أَنَّقْتَ جُرْحَكَ المُسْتَحيْليَّ
بِلَوْنٍ مِنَ النُجُومِ اتَّشَحْتَهْ؟
المَرَايَا تَشَكَّلَتْكَ فَسَاخَتْ
يَا لَـضَوْءٍ على الزُجَاجِ عَكَسْتَهْ
كَرَّرَتْكَ الرؤى
وَمَازِلْتَ بِكْرَ الصُبْحِ،
شَاغَلْتَ ضَوْءَهُ وَشَغَلْتَهْ
مُنْذُ أَنْ أَسْلَمَتْكَ كَفُّ اليَتَامَى لِلْيَتَامَى،
وَكَمْ مَسَاءٍ كَفَلْتَهْ؟
قُلْتَ: أَظْمَا
وَقِيْلَ: تَرْوي
وَقُلْتَ: الحُبّ يُعْطَى وَلَا يُعَاشُ، فَصُنْتَهْ
مُنْذُ نَهْرَيْن
والفُرَاتُ يُجَاري، لا يُجَارى
فَمِن يَدَيْكَ أَسَلْتَه
مُنْذُ وَحْيَيْن
والدُعَاءُ طَلِيْقٌ، مُسْتَفِيْضٌ
وَفي (الطُفُوْفِ) اخْتَصَرْتَه
كُنْتَ يَا لَوْحَةَ اليَقِيْنِ مَلَاذًا
كَيْفَ في لَوْحَةِ السِنِيْنِ رَسَمْتَه؟
يَا ضَجِيْجَ الضَمَائِرِ البِيْضِ قُلْ لِيْ:
كَيْفَ حَشَّدْتَهُ وَخَلَّدْتَ صَمْتَه؟
هَلْ بِسِرٍّ مُعُبّأٍ بِالقِيَامَاتِ المَهِيْبَاتِ في التِلَاوَاتِ بُحْتَه؟
شَاءَكَ الخُلْدُ؟
أمْ تُرَى قُلْتَ: كَلَّا
وَاسْتَعَدْتَ المَدَى وَفي الطَفِّ شِئْتَه؟!
جِئْتَهُ عَارِفًا، غَزِيْرًا، عَمِيْقًا، مُسْتَفِيْضًا، مُنَاوِئًا، فَفَهِمْتَه
أَيّ مُسْتَوْدَعٍ إلى اللهِ يُفْضِي -بَيْنَ جَنْبَيْكَ-
يَا حُسَيْنُ وَسِعْتَه؟
أَيّ صَوْتٍ مَعَ الأَذَانِ الأَخِيْرِ النَاطِقِ الوَحْي
في الرِمَالِ أَقَمْتَه؟
حَيْرَةُ الوَقْتِ: أَنَّهُ مَاتَ دَهْرًا،
ثُمَّ عَانَقْتَهُ وَمِنْكَ بَعَثْتَه!
نَكْبَةُ المَوْتِ: أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ فِيْكَ سِوَى مَا إلى الحَيَاةِ نَذَرْتَه!
وَرْطَةُ السَيْفِ: أَنَّهُ حِيْنَ حَزَّ الكَوْنَ مِنْ رَأْسِكَ الشَرِيْفِ احْتَزَزْتَه!
ثُمَّ فَلْسَفْتَ كُلَّ مَعْنىً دَقِيْقٍ نَيْنَوِيٍّ
سَبَرْتَهُ وَشَرَحْتَه:
-مَا النِصَالُ؟
-النِصَالُ: وَهْمٌ قَدِيْمٌ
-وَالرَدَى؟
-مَا كَسَرْتَهُ وَأَسَرْتَه!
-مَا الروَاءُ؟
-الروَاءُ: أَنْ يَنْزُفَ الحُلْمُ
-وَمَاذَا؟
-وَأَنْ تَرَاكَ أَرَقْتَه!
-مَا الضِيَاءُ؟
-الضِيَاءُ: لَوْنُ الضَحَايَا
-وَالبَقَاءُ؟
-الذي تَسَنَّمْتَ بَخْتَه
-مَا الصَهِيْلُ؟ السَنَابِكُ؟ الرَمْلُ؟
مَا العَدْو؟ وَمَا النَزْفُ؟
-مَا بِصَدْرِكَ ذُقْتَه
فَاقْتَحِمْنِي كَمَوْجَةٍ إِثْرَ أُخْرَى
أَيُّهَا البَحْرُ
وَاسْتَعِدْ مَا وَهَبْتَه
لَسْتُ إِلَّا عَلَى يَدَيْكَ أُوَارِيْ رَعْشَةَ المَوْتِ
كُلَّمَا متُّ
عِشْتَه
لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ الصَدَى وَهْوَ يَدْوي في الزَوَايَا
أَعَدْتَهُ
وَنَشَرْتَه!
كُنْتُ أَمْشِي، وَكَانَتْ الرِيْحُ تَعْدو
كَاصْفِرَارٍ يَدُقُّ في الجِلْدِ نَحْتَه!
مَرَّةً أُطْفِئُ الثِقَابَ بِروحي
مَرَّةً
يَشْتَهِي انْطِفَائِيَ زَيْتَه!
مَرَّةً أَقْتَفِيْكَ حَيْثُ تَجَلَّى مَوْعِدُ العُمْرِ غَارِسًا فِيَّ وَقْتَه!
مَرَّةً أَلْتَقِي بِذَاتِي بَعِيْدًا خَارِجَ الوَقْتِ
مُدْرِكًا مَا أَفضْتَه
غَيْرَ أَنِّي مَخَافَةَ الحُلْمِ
أَهْذي مُمْسِكًا بِيْ
إِذَا العِثَار أَقَلْتَه
خَائِفًا
كُلُّ نَبْضَةٍ فِيَّ تَرْوي عن جَحِيْمٍ،
عَن امْرِئٍ خُنْتُ سَمْتَه
عن ظَلَامٍ مُدَجَّجٍ بِالنَوَايَا
عن فُؤَادٍ جَهِلْتُهُ وَعَرِفْتَه!
ثُمَّ قِيْلَ: الحُسَيْنُ
فَاشْتَدُّ عُوْدٌ مُخْمَلِيٌّ، وَفِيَّ فِيَّ غَرَسْتَه
قُلْتَ: (كُنْ)
فَاكْتَسَى الوُجُودُ وُجُودًا (أَحْمَدِيًا)
حَفِظْتَهُ وَأَعَدْتَه
سَيِّدَ الضَوْءِ
إنَّ للضَوْءِ حُلْمًا نَاصِعًا إِنْ على الزَمَانِ أَذَعْتَه
يَتْعَبُ الوَقْتُ
كُنْتَ أَبْطَلْتَ مَا في جُعْبَةِ المَوْتِ مِنْ ضَبَابٍ كَشَفْتَه
يَنْزِفُ النَجْمُ
لَمْ تَدَعْ فِيْهِ شِبْرًا لَمْ تُلَوِّنْهُ حِيْنَ غَابَ وَلُحْتَه
" حِيَلٌ لِلْخُلودِ "
لَكِنَّ فَنَّ المَوْتِ حَيًا (أَيَا حُسَيْنُ) أَجَدْتَه
محمود حيدر
السيد محمد باقر الصدر
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ د .أحمد الوائلي
الشهيد مرتضى مطهري
السيد منير الخباز القطيفي
الشيخ علي آل محسن
نحو مدينة الرضا
أصوات المنشدين تتفاعل في مديح الإمام الرضا على منصة يوتيوب
البقيع امتحان العاشقين
الشيخ موسى المياميين يحيي ذكرى استشهاد الصادق في مسجد الخضر
فرقة حماة الصلاة تقدم أنشودة "الفتى الموالي" في ذكرى شهادة الصادق
عبيدٌ لسيّد واحد: مؤرخ أمريكي يكشف أسرار العبودية في الخليج والتناقضات الإنكليزية
مَن يؤمِنُ بعد بأسطورة العلمنة؟
مرثية الجشي في الإمام الصادق
الشيخ العرادي يدعو إلى تعزيز الجماعة الصالحة في المجتمع
اليقين الرياضي والمنطق الوضعي (٣)