
مقا - نضد: أصل صحيح يدلّ على ضمّ شيء إلى شيء في اتّساق وجمع، منتصبًا أو عريضًا. ونضدت الشيء بعضه إلى بعض متّسقًا أو من فوق.
والنضد: المنضود من الثياب. والنضد: السرير ينضد عليه المتاع. وأنضاد الجبال: جنادل بعضها فوق بعض. وأنضاد القوم: جماعاتهم وعددهم. ونضد الرجل: أعمامه وأخواله الّذين يتجمّعون لنصرته. والنضد: الشرف. ونضائد الديباج: جمع نضيدة، وهي الوسادة وما حشى من المتاع. ابن دريد: وما نضد بعضه على بعض فهو نضيد.
مصبا - نضدته نضدًا من باب ضرب: جعلت بعضه على بعض. والنضد: المنضود. والنضيد فعيل بمعنى مفعول.
أسا - نضدت المتاع ونضّدته: وهو ضمّ بعضه إلى بعض متّسقًا أو مركومًا، تقول: رأيت نضدًا من الثياب والفرش، ووضعتها على النضد، وهو السرير الّذي تنضد عليه. ورأي منضّد: مرصَّف. وتنضّدت الأسنان. وما أحسن تنضّدها. ومن المجاز: في السماء نضد من السحاب وأنضاد. وهم أعضاده وأنضاده: لعديده وأنصاره. وانتضدوا بمكان كذا: اجتمعوا وأقاموا.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة: هو التحاق وتضمّم في أجزاء شيء أو فيما بين الأشياء بحيث تصير مرتبطة كأنّها شيء واحد.
ومن مصاديقه: انضمام الجنادل حتّى يتشكّل منها الجبل. والتحاق أفراد وتجمّعهم منتسبين فيما بينهم حتّى يقال إنّهم جماعة متشكّلة. وتجمّع فيما بين ذوى النسب من الأعمام والأخوال. واتّصاف بصفات الشرف والفضيلة متجمّعة في شخص. وتجمّع موادّ في وسادة وغيرها. وتجمّع أشياء من وسادة وفرش وبساط ولحاف في سرير.
فهذه الأشياء إذا لوحظت فيها قيود الأصل تكون حقيقة.
{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة : 27 - 30] السدر: هو التحيّر والهيمان. والخضد: هو اللينة والانعطاف. والطلح: هو الهزال والخفّة واللطف من دون وجود ثقل.
فيراد تحقّق لطف وتخفّف في وجودهم وتنزّههم من أوزار الظلمات وأثقال الحجب، مع كونهم متجمّعة فيهم أنواع الشرف والفضائل والصفات العالية الروحانيّة وملحقة بهم الألطاف الإلهيّة.
وأمّا تفسير هذه الآيات الكريمة بالأشجار المختلفة وظلالها: فبعيدة عن الحقّ غاية البعد، إذ لا ربط لها بمقامات أصحاب اليمين الّذين هم في روح وريحان وسلام ومنازل رفيعة ومقامات عالية، ولا يشغلهم شيء من الالتذاذات الجسمانيّة.
مضافًا الى أنّ هذه الأمور من خصائص عالم المادّة.
{فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} [ق : 9، 10] الطلع: ما يعلو ويظهر على شيء، وفي النخل ما يظهر في أعلاها حين بلوغ بدوّ ثمرها. والنضيد: المتجمّع المتراكم المنضمّ بعضه إلى بعض. يراد ظهور القنوان، والقنو هو العذق.
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ} [هود : 82] السِجّيل: يدلّ على ما يجتمع أجزاؤه ويشتدّ للرمي، كالطين اللزق الصلب المطبوخ. ويوصف بالمنضود: وهو ما تضمّمت أجزاؤه وصارت مرتبطة كالشيء الواحد. فالوصل للتأكيد، لقرب المفهوم في الكلمتين.
وأمّا التعبير في الآية الأولى والثالثة بصيغة اسم المفعول، وفي الثانية بالصفة المشبهة: فإنّ ظهور الطلع وبدوّه أمر طبيعيّ في جريان رشد النخل، وإن كان أصل النموّ في النخل من اللّه تعالى- فأنبتنا.
وهذا بخلاف الآيتين في مورد - الطلح والسجلّ: فإنّ الموردين خارجان عن الجريان الطبيعيّ، وإنّما يتحقّقان بإرادة ربّ قادر حكيم قاهر عزيز متعال، وهو الّذي يجعل عبده مورد لطف ورحمة وفيض، أو يجعله مورد قهر وغضب ونقمة وعذاب.
_________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، 6 مجلدات ، طبع مصر . 139 هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، 1960 م .
أقسام العلّة
الشيخ محمد جواد مغنية
البحث التاريخي
السيد جعفر مرتضى
معنى (نضد) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
الكلمات في القرآن الكريم
الشيخ جعفر السبحاني
الصورة والفاعلية التواصلية
أثير السادة
لمحات من عالم البرزخ
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
حياتنـا كما يرسمها الدين
السيد علي عباس الموسوي
اتجاهات التفسير في المكي والمدني
الشيخ محمد علي التسخيري
الألفاظ الدالة على الأصوات في القرآن الكريم
الدكتور محمد حسين علي الصغير
كيف تنمو دوافع الخير والكمال في أبنائنا؟
السيد عباس نور الدين
السيّدة المعصومة: ملتقى الجمال والجلال
حسين حسن آل جامع
على غالق
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر