مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

إدارة الوقت (2) فيما بعد... عندما لا نجد أبدًا الوقت الكافي لإنجاز أعمالنا

لماذا دائمًا نجد الوقت ضيّقًا ولا يتّسع لإنجاز جميع أعمالنا؟ لقد تحوّل صراعنا مع الزّمن إلى تحدّ يوميّ لا ينتهي، باستمرار نفتّش عن متّسع كافٍ من الوقت لإنجاز أعمالنا، لكنّنا لا نجده أبدًا!

 

وقد ينتهي اليوم، وحين نراجع حساباتنا نجد أنّنا لم ننهِ أيًّا من أعمالنا! وكأنّنا لن نستطيع يومًا أن نجاري الزّمن! لكن لماذا الأمور هكذا؟ وماذا نصنع لعلاج هذه المعضلة؟

 

هكذا هو الوقت! فعليك أن تجاريه

 

الخطوة الأولى هي أن نعرف خصائص الوقت جيّدًا، ونحترمه! فالوقت ذو سلطان، وإنّ له خصالاً ذكرتها الآيات الكريمة والأحاديث الشّريفة.

 

على سبيل المثال، هكذا يصف أمير المؤمنين عليه السّلام إحدى ميزات الوقت: "من انتظر بمعالجة الفرصة مؤاجلة الاستقصاء، سلبته الأيّام فرصته، لأنّ من شأن الأيّام السّلب، وسبيل الزّمن الفوت". (تحف العقول: ص 381).

 

يعني: إذا ماطل المرء ولم يغتنم الفرصة التي سنحت له، على أمل مجيء فرصة أفضل منها، فستسرق الأيّام منه هذه الفرصة العابرة أيضًا، لأنّ من طبيعة الأيّام هي أنّها تسلب الفرص، وتمضي من دون عودة!

 

ليس هناك وقت أفضل!

 

أرأيت؟! هذا هو خُلق الأيام، فإن أنت لم تلتفت إلى هذه الحقيقة، فستعيش دائمًا في صراع مع الزّمن، ولن تنتصر عليه أبدًا، فإن سنحت لك فرصة ولو للحظة، لفعل خير أو لعمل صالح، فلا تؤجّله أبدًا، فهذه إحدى خدع إبليس اللّعين، وهي أنّه ما إن تتاح لك فرصة لفعل خير، من توبة، أو إنابة، أو عبادة، أو زيارة لأحد الأرحام، حتّى يقول لك: "لا داعي، أجّله إلى وقت آخر!".

 

أمّا إذا أتيحت لك فرصة للمعصية، فلا يقول لك: "دعها لوقت آخر". بل يسارع إلى القول: "اطرق الحديد الآن ما دام ساخنًا!". لكن حين يأتي الدّور لعمل الخير يقول: "دعه في وقت آخر!".

 

لماذا تظنّ أنّ لديك فرصة أخر غدًا؟!

 

كان إمامنا أمير المؤمنين عليه السّلام يكرّر في كلامه هذه المعاني: "ماضي يومك فائت وآتيه متّهم ووقتك مغتنم، فبادر فرصة الإمكان، وإيّاك أن تثق بالزّمان". (غرر الحكم ص 710). وكذا: "أيّها النّاس، الآن الآن، من قبل النّدم". (تنبيه الخواطر، ج 2 ص 89).

 

وكأنّه يريد أن يقول لنا: عليك بساعتك ويومك، فلا أحد يعلم كيف سيكون الغد، لا تلهث وراء أمانيك، ولا تؤجّل عمل اليوم إلى الغد، يوم أمس أيضًا ولّى ومضى، فاعتبر منه ولا تقف عنده، وفكّر في يومك كيف ستمضيه.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد