
السيد محمد حسين الطباطبائي
ما تمسّ الحاجة إليه ابتداءً (ليس الـمَلِك والحاكم، بل) هو «الاجتماع» من حيث تألّفُه من أجزاء كثيرة، مختلفة المقاصد، متباينة الإرادات، دون الفرد من حيث إنّه فرد، فإنّ الأفراد المجتمعين -لِتبايُن إراداتِهم واختلافِ مقاصدِهم- لا يلبثون أن يقع الإختلافُ بينهم، فيقع الهرجُ والمرج، ويصير الإجتماع الذي اتّخذوه وسيلةً إلى سعادة الحياة، ذريعةً إلى الشقاء والهلاك.
ولا سبيل إلى رفع هذا المشكل المستجدّ، إلّا بجعْل قوّةٍ قاهرةٍ على سائر القوى، مسيطرةً على جميع أفراد «الاجتماع»، حتّى تُعيد القِوى الطاغيةَ المُسْتَعْلِيَة إلى مركز الوَسطيّة، وترفع مَن هُضمت حقوقُهم، وتَدَنَّتْ مرتبتُهم، ولحقَ بهم الظّلم، إلى مركز الوسطيّة أيضاً.
ولمّا لم تكن الإنسانيّة في حينٍ من الأحيان خاليةَ الذِّهن عن فكر الاستخدام (والاستلحاق، والاستعمار)، لم تكن «الاجتماعات» في الأعصار السالفة خاليةً من رجالٍ متغلّبين على المُلك، مُستَعْلِين على سائر الأفراد المجتمعين، (يصلون إلى ذلك عادة) ببَسْط الرِّقّيّة، والتملّك على النفوس والأموال.
وعلى وجود هذا الصّنف من المتغلِّبين المُستعْلين، المتظاهرين باسم الـمُلك، كانت تترتّب -إجمالاً- بعضُ فوائد الـمُلك كما تقدّم، أي: وجود من يمنع عن طغيان بعض الأفراد على بعضٍ. وإنْ كان أفراد هذا الصِّنف هم أنفسُهم، وأعضادُهم، وجلاوزتُهم، قوىً طاغية من غير حقٍّ مرْضيّ، والسبب في ترتّب تلك الفوائد الإجماليّة، هو أنّهم مضطرّون إلى حفظِ الأفراد الذين يقعُ عليهم الاضطهاد من غير مَن وصلوا إلى «المُلك»، حتّى لا يتقوّى مَن يثب على حقوق بعض الأفراد، فيَثب يوماً عليهم أنفسهم، كما وَثبوا هم أنفسُهم على ما في أيدي غيرهم.
نعم، ربّما فقد الناس بعض هؤلاء المتَسمِّين بالملوك والرؤساء، بهلاكٍ، أو قتْلٍ، أو نحو ذلك، وأحسّوا بالفتنة والفساد، وهدّدهم اختلالُ النَّظم ووقوعُ الهرج، فبادروا إلى تقديم بعض أولي الطَّوْل والقوّة منهم، وألقَوا إليه زمام الـمُلك، فصار ملِكاً يملك أزمّة الأمور، ثمّ يعود الأمر إلى ما كان عليه من التعدّي والإكراه.
ولم تزل «التجتماعات» على هذه الحال برهةً بعد برهة، حتّى تضجّرت -التجتماعات- من سوء سيَر هؤلاء المتسمِّين بالملوك في مظالِمهم، باستبدادهم في الرأي، وإطلاقهم في ما يشاؤون، فوُضعت قوانينُ تعيِّن وظائف الحكومة الجارية بين الأمم، وأُجبر الملوك على اتَّباعها، وصار الـمُلك مُلكاً مشروطاً، بعدما كان مُطلَقاً، واتّحد النّاس على التّحفّظ على ذلك، وظلّ المُلك موروثاً.
ثم أحسّت بعضُ التجتماعات ببَغي ملوكهم وسوء سيَرهم، وأنّه لا سبيل إليهم -بعد ركوب أريكة الملك وتثبيتهم، كوْن الملك موهبة موروثة غير متغيَّرة- فبدّلوا المُلك برئاسة الجمهور، فانقلب المُلك المؤبّد المشروط إلى مُلك مؤجَّل (له أجل) مشروط.
وربّما وُجد في الأقوام والأمم المختلفة أنواع من الـمُلك، دعاهم إلى وضعِها (واعتبارها) الفرارُ من المظالم التي شاهدوها ممّن بيده زمامُ أمرهم. وربّما حدث في مستقبل الأيّام ما لم تبْلُغْه أفهامُنا إليه حتّى الآن.
وللنبوّة في هذا الإصلاح السّهمُ الأوفى. فمن البديهيّ أنّ النُّبوّة منذ أقدم عهود ظهورها تدعو الناس إلى العدل، وتمنعُهم من الظّلم، وتُبرهن لهم على عبادة الله والتسليم له، وتنهاهم عن اتِّباع الفراعنة الطاغين، والنّماردة المستكبرين المتغلِّبين، ولم تزل هذه الدّعوة بين الأُمم منذ قرون، متراكمةً جيلاً بعد جيل، ومن المحال أن يلبث مثل هذا العامل القويّ بين التجتماعات الإنسانيّة قروناً متمادية، وهو منعزلٌ عن الأثر، خالٍ عن الفعل.
شكل القرآن الكريم (3)
الدكتور محمد حسين علي الصغير
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (6)
محمود حيدر
الاعتراف بالذنوب يقرّبنا إلى الله
الشيخ محمد مصباح يزدي
طرق الوقاية والعلاج من حبّ الدنيا
الشيخ مجتبى الطهراني
الهداية والإضلال
الشيخ شفيق جرادي
كيف ننمّي الذكاء الاجتماعي في أولادنا؟
السيد عباس نور الدين
الذنوب التي تهتك العصم
السيد عبد الأعلى السبزواري
كلام في الإيمان
السيد محمد حسين الطبطبائي
الإسلام أوّلاً
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
لا تجعل في قلبك غلّاً (2)
السيد عبد الحسين دستغيب
السيدة الزهراء: حزن بامتداد النّبوّات
حسين حسن آل جامع
اطمئنان
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
شكل القرآن الكريم (3)
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (6)
السيدة الزهراء: حزن بامتداد النّبوّات
الزهراء عليها السّلام إشراقات مباركة
(سنابل يوسف) جديد الكاتب عبدالعزيز آل زايد
واحد وثلاثون عملاً للحبارة في تحدّي (إنكتوبر 2025)
الاعتراف بالذنوب يقرّبنا إلى الله
طرق الوقاية والعلاج من حبّ الدنيا
أظافر قدميك تكشف إذا كنت تعرضت لسبب غير مرئي لسرطان الرئة
شكل القرآن الكريم (2)