عزَّة «النفس» في كلام الإمام الحسين (عليه السلام)
على الرغم من قلَّة المأثور عن الإمام الحسين (عليه السلام)، إلّا أنّه لم يُنقَل عن أيّ إمام بكثرة ما نُقِل عنه (عليه السلام) في موضوع «كرامة النفس» وعزّتها، ومن ذلك قوله: «مَوْتٌ فِي عِزٍّ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي ذُلٍّ»، وله (عليه السلام) جملةٌ مدوّية، وهي شعار: «هَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّة».
كذلك له جملة معروفة، وهي عجيبة حقّاً، وستظلّ من العبارات الخالدة الّتي تشعّ نوراً وتفيض حرارةً إلى يوم القيامة، يقول (عليه السلام): «ألَا وإنّ الدَعِيَّ ابنَ الدَعِيِّ قدْ رَكَزَ بينَ اثنَتَينِ: بينَ السِّلَّةِ والذِّلَّةِ، وهيهاتَ منّا الذِّلَّةُ! يأبَى اللهُ لَنَا ذلكَ، ورَسُولُهُ والمؤمِنونَ، وحُجورٌ طابَتْ وطَهُرتْ، وأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ، ونُفُوسٌ أبِيَّةٌ، مِنْ أنْ نؤْثِرَ طاعَةَ اللِّئامِ على مصارِعِ الكِرَامِ».
كان (عليه السلام) في يوم عاشوراء يمتطي جواده، ويخطب في جموعِ أعدائه رافعاً صوته، بقوله: «لا وَاللهِ، لَا أُعْطِيكُمْ بِيَدِي إعْطَاءَ الذَّلِيلِ؛ وَلَا أُقِرُّ لَكُمْ إقْرَارَ الْعَبِيدِ».
ومن كلماتهم (عليهم السلام) في هذا المجال -وهي كثيرة- يُعلَم الربط الوثيق بين «العزّة» و«الأخلاق الكريمة»، وبين «الذِّلَّة» و«الأخلاق الرذيلة». يقول أبو عبد الله (عليه السلام): «الصِّدق عزٌّ والكذب عجز»؛ بمعنى أنّ الكذوب يجد الدناءة في نفسه، والعجز عن مواجهة الحقيقة وتحمُّل تبعاتها، أمّا الشريف ذو العزَّة فلا يكذب أبداً. ويقول الإمام عليّ (عليه السلام): «الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجِز»؛ لأنّ المغتاب الطاعن يجبن عن مواجهة المغتاب المطعون، فيلجأ إلى طعنه في ظهره؛ أمّا صاحب المروءة والقدرة، فهو أنبل من ذلك.
عزّة النفس في كلام أمير المؤمنين والإمام الصادق (عليهما السلام)
في «وسائل الشيعة» عن الإمام عليّ (عليه السلام): «لِيَجْتَمِعْ فِي قَلْبِكَ الِافْتِقَارُ إِلَى النَّاسِ وَالِاسْتِغْنَاءُ عَنْهُمْ؛ فَيَكُونَ افْتِقَارُكَ إِلَيْهِمْ فِي لِينِ كَلَامِكَ وَحُسْنِ بِشْرِكَ، وَيَكُونَ اسْتِغْنَاؤُكَ عَنْهُمْ فِي نَزَاهَةِ عِرْضِكَ وَبَقَاءِ عِزِّكَ»؛ أي ليكن لديك إحساسان متضادّان: إحساسٌ بالافتقار إلى الخَلق، وإحساس بالاستغناء. كُنْ هشّاً بشّاً، متودّداً لخلق الله وكأنّك تطلب عوناً وتروم حاجةً. وفي الوقت ذاته، كُنْ عزيز النفس غير باذل ماء وجهك، مترفّعاً عمّا في أيدي الناس، مستغنياً حتّى عن الأفلاك برمّتها.
يقول (عليه السلام) في نهجه: «مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الْأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللَّهِ! وَأَحْسَنُ مِنْهُ تِيهُ الْفُقَرَاءِ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ اتِّكَالاً عَلَى اللَّهِ». وفي هذا الاتّجاه، نقرأ في دعاء أبي حمزة الثماليّ: «الْحَمْدُ للهِ الَّذي وَكَلَني إِلَيْهِ فَأَكْرَمَني، وَلَمْ يَكِلْني إِلَى النَّاسِ فَيُهينُوني».
وفي وصيّته (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام): «لَا تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ، وَقَدْ جَعَلَكَ اللَّهُ حُرّاً». هذه الجملة الذهبيّة، جرت على لسانه قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام، وهي ذاتها الّتي افتُتِحَت بها الوثيقة العالَميّة لحقوق الإنسان الّتي أُعلِنَت عقيب الثورة الفرنسيّة، فقد جاء فيها: «إنَّ اللهَ خَلَقَ النَّاسَ أَحْرَاراً».
وفي «تحف العقول»، عن الإمام الصادق (عليه السلام): «وَلَا تَكُنْ فَظّاً غَلِيظاً يَكْرَهِ النَّاسُ قُرْبَكَ، وَلَا تَكُنْ وَاهِناً يُحَقِّرْكَ مَنْ عَرَفَكَ»؛ أي كُنْ دمث الأخلاق، ليِّن الجانب، طلق الوجه، لا متكبّراً مصعّراً خدّك للناس؛ لئلّا يزهد الناس في قربك، وكُنْ في الوقت ذاته عزيز النفس مرهوب الجانب، ولا تلبس ثوب الذلّ والمسكنة، فيحتقرك الآخرون؛ لأنَّ العزَّة لله ورسوله والمؤمنين.
ثنائيّة النفس
عرفت في ما سلف من البحوث، أنّ التوصيات الإسلاميّة تطالب -من ناحية- بمبارزة «النفس» وإماتتها، وفي المأثور: «مُوتُوا قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا»، لكنّها تطالب -من ناحية أخرى- بتكريمها وإعزازها وتحريرها. ولكن ما معنى ذلك؟ هل معناه أنَّ للإنسان «نفسَين واقعيّتَين» ومستقلّتَين، أم ماذا؟
الجواب: إنّ معنى ذلك هو أنّ هاتَين النفسَين ليستا في عَرْضٍ واحد، بل إحداهما دخيلة، وإلّا ففي الحقيقة، ليس للإنسان سوى «نفس» واحدة واقعيّة، وهي «ذاته». وله «نفس» «أخرى»، وهي واقعاً ليست «نفساً» له، ولكنَّه يتصوَّر خطأً أنّها «نفسُه». فحينما يُقال: يجب مبارزة «النفس»، فالمراد به «النفس المتوَهَّمة» للإنسانيّة، فلستَ «أنتَ» ما تتصوَّره أنّه «أنتَ»، فهذه «النفس اللانفس» يجب إبادتها حتّى تظهر «النفس الواقعيّة الأصيلة» من خلف الحُجب والأستار. وهذه «الثنائيّة للنفس» هي ما توصَّل إليه البشر بعد جهود علميّة وفلسفيّة قاموا بها في حقل «النفس»، لكنّهم ما عرفوا تفسيراً لذلك.
هذه المسألة لم تُطرح إلَّا حديثاً، في حين بيَّنها أئمَّة الدين قبل 1400 عام، وقد طُرِحَت على يد «هيغِل» (George Hegel)، والظاهر أنّه أوّل مَن طرحها تحت عنوان «الانفصال عن النفس»، وهو تعبير آخر عن «نسيان النفس» الّذي طرحه القرآن الكريم قبل 1400 سنة. والقرآن الكريم يؤكّد في طرحه، وجوب إماتة «نفسٍ» وإحياء أخرى، على إكرام «نفسٍ» وإذلال أخرى؛ لأنّ إحداهما مظهر الرذائل والأخرى مظهر الخير والفضائل، وبإحياء «النفس الواقعيّة»، تُحيَى الأخلاق المرضيّة والصفات الكريمة، وتموت أضدادُها في مهدها. وهذه النفس الشريفة هي المانعة من انزلاق صاحبها؛ لأنّها لا تجيز له ترك الصدق -مثلاً- وممارسة الكذب، أو ترك الأمانة وارتكاب الخيانة، أو التفريط في العزّة والرضى بالذلّة، أو التفريط بالعفَّة وممارسة الغيبة، وأمثال ذلك. ولهذا، يقول الإمام الهادي (عليه السلام): «مَنْ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ، فَلَا تَأْمَنْ شَرَّهُ». ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) ما معناه: إذا استشعر المرء كرامة نفسه وشرفها، نفر من اتّباع الهوى، وسهُل عليه تنكُّب طريق الشهوات.
بناءً على ما تقدَّم، تكون هذه المسألة -ثنائيّة النفس- محلولةً ومفسَّرةً بنظر الإسلام؛ ذلك أنّ الإنسان وإن كان حيواناً، إلّا أنّ فيه في الوقت ذاته -كما يعبّر القرآن الكريم عنه- نفخةً من الروح الإلهيّة، والنور الملكوتيّ، وهو يُشرق في وجود كلّ إنسان. و«الأنا» الواقعيّة للإنسان، هي «الأنا الملكوتيّة» هذه، وأمّا «الأنا الحيوانيّة» في الإنسان، فهي طفيليّة ولا أصالةَ لها.
يقول الفلاسفة المسلمون في باب «المادَّة والصورة»: إنَّ «الفعليّة» الأخيرة لكلّ موجود، هي حقيقة ذلك الوجود. ولا شيء غير «الفعليّة» يُعَدّ جزءاً من حقيقته، كما لا تأثير له في «فعليّته». وعلى هذا، فما يوجد في الحيوان من ميول، إنّما تخلقه «الأنا الواقعيّة» لذلك الحيوان، وهذه «الأنا» تصبح «أناً طفيليّة» في الإنسان؛ فأنا آكلُ وأشرب وأنام وأمشي، ذلك كلّه مرتبط بي، ولكنّ ذلك في المرتبة النازلة لـ«الأنا»، وهي ذاتها الّتي تقول: أنا أُفكّر، أنا أعرف الله، أنا أحبُّ أن أُؤثِرُ الآخرين عَلَيَّ، فذلك كلّه مرتبط بـ«أنا» واحدة؛ لكن لهذه الأنا درجات، فـ«الأنا» الّتي تتكلّم كلاماً رفيعاً راقياً هي «الأنا الإنسانيّة العالية»، «والأنا» الّتي تتكلّم كلاماً حيوانيّاً هابطاً هي «الأنا الإنسانيّة السافلة».
صراعٌ داخليّ
إنَّ من خصوصيّات الإنسان، وجود جدال ونزاع وأمر ونهي بين نفسَيْه؛ أي بين كلتا «الأنا»؛ ويُعبَّر عنه بالجدال بين «العقل» و«النفس»، أو بين «الإرادة الأخلاقيّة» و«هوى النفس». وهذه التجربة كثيراً ما تحصل للإنسان، فتراه يعزم على فعل شيءٍ يضادّ ميله الطبيعيّ، حيث يكون «ميله» في جهةٍ، وما عزم عليه في جهةٍ أخرى مضادَّة. ومثال ذلك: أن يضع الطبيب نظاماً غذائيّاً خاصّاً لمريضٍ ما، فيمنعه -مثلاً- من تناوُل بعض الفواكه، أو يسمح له بتناول كمٍّ مُحدّد، فهذا المريض يعزم بكلّ جدّ على اتّباع توصيات الطبيب، ولكنّ «الميل» ما يزال موجوداً عنده. لذلك، تبدأ «فعليّة» ذلك «الميل» بمجرّد أن يجلس إلى المائدة، فيدعو الإنسانَ إلى أكل الممنوع من الطعام وتناوله، لكنّ «الإرادة والعزم» يقفان بالمرصاد مقابل هذا «الميل والهوى»، فيكون «عقله» غالباً و«نفسه» مغلوبة، وتارة يعمل ضدّ «عقله» فتكون «نفسه» متفوّقة على «عقله».
وقد يُصمّم إنسانٌ ما على أن يكون من أهل الأسحار، فإذا استيقظ سَحَراً وأراد النهوض، أتى إليه «الميل» ليقول له في أذنَيه: ابقَ في هذا الفراش الدافئ ولا تبرحه، أمّا الإرادة الأخلاقيّة، فتقول له: هيّا انهض ولا تتوانَ. ففي هذا الموقف، قد ينصاع الإنسان للإرادة ويعمل ما يضادّ «ميله» وطبيعته، وقد ينصاع لـ«ميله» ويجاري طبيعته، فيبقى في مرقده مرتاحاً. وهذا النزاع والاختلاف لا وجودَ له في الحيوانات، بل هي تسير وفق طبائعها وميولها المغروسة فيها بيد بارئها تعالى.
إذاً، وكما يقول علماء النفس، هذا الجدال الداخليّ للإنسان هو بين نفسَيه. وبعبارة أخرى، في باطن الإنسان قوّتان متصارعتان، وهما في صراع دائم؛ فواحدة تقول: قُمْ بهذا الفعل، والأخرى تخالف ذلك وتعلن معارضتها. فإذا ما انتصرت «الميول الطبيعيّة الحيوانيّة» على «الإرادة الأخلاقيّة»، أُصيبَ الإنسان بالخجل والانكسار والتقهقر، وهو في هذه الحال كالفارس الشجاع المرسل إلى ساحة الوغى لمبارزة فارس آخر ومقارعته، فيُصاب بالهزيمة، فيشعر وقتها بالانكسار وتعلو وجهه حمرة الخجل.
خلاف ذلك، إذا ما انتصرت «الإرادة الأخلاقيّة» على «الميول الطبيعيّة»، فيقوم ذلك المريض من المائدة وقد نفّذ توصيات الطبيب، أو يقوم ذلك الإنسان سَحَراً ويغادر فراشه الدافئ، على الرغم من أمر طبيعته إيّاه بملازمته، فيعصي أمرها ليشرع في برنامجه العباديّ، فتراه وقد غمره إحساسٌ بالنصر والمسرّة. وهذا الصراع قائمٌ عند كلّ فرد، ولا أظنّ أنَّ أحداً لم يمارس هذه التجربة في نفسه.
«الإرادة الأخلاقيّة» للإنسان هي تعبيرٌ آخر عن «نفسِه الواقعيّة الأصيلة»، كما أنَّ الإحساس بالانكسار والضعف من مفرزات «نفسه المتوَهَّمة المزيّفة»، وهي «النفس» الّتي يجب عليه مقارعتها ولجمها، وعدم تركها مطلقة العنان تجول في الميدان وتصول. والواقع أنّ هذه الحرب الخفيّة الداخليّة في الإنسان تدور رحاها بين «النفس» و«اللانفس»؛ فإن تغلَّب «الهوى والميول» الحيوانيّة، وصارت بيدها الحكومة المطلقة، اختفت «الإرادة» و«الفطرة الإنسانيّة» وانزوى «العقل»، فالشهوة والفضيلة فارسَا ميدان النفس، وبطلا حلبتها.
إنَّ الإنسان الّذي لا تحكمه سوى المشتهيات الحيوانيّة، لا يخسر في الحقيقة سوى «نفسه الواقعيّة»: ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾.
ترى فكرَه محكوماً بالمال والمأكولات والملبوسات، ويحسب ما ليست «نفساً» أنّها «نفسٌ»، وهو لا يعلم أنّه نسي «نفسَه»، ومع ذلك إذ يتحدّث، يتحدثّ دائماً عن «النفس»، يقول القرآن الكريم: لقد نسيت نفسَك! وهذه النفس الّتي تتعامل معها هي «النفس الطفيليّة»، ليس غير: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾.
القرآن يطرح «النفس المذمومة»، والّتي يجب نسيانها قِبال «النفس اليقينيّة» الواقعيّة، وهذه «النفس» لا تنفكّ معرفتها عن معرفة الله تعالى، فهما متلازمتان في نظر القرآن الكريم، ولا ينفصلان. فمعرفة الله تعني معرفة «النفس»، وحقيقة «العبادة» هي العثور على تلك «النفس» الحقيقيّة الملكوتيّة، والوصول إليها. يقول الإمام عليّ (عليه السلام) في مقولة عظيمة له: «عَجِبْتُ لِمَنْ يَنْشُدُ ضَالَّتَهُ وَقَدْ أَضَلَّ نَفْسَهُ، فَلَا يَطْلُبُهَا».
ولا ننسى هنا «مولوي» إذ يقول:
أنت، يا مَن قتَلَ نفسَه في المعركة
إذ لم تُميّز «نفسك» من الآخرين
أنت، كلَّما وقفت قِبال المرآة، قلت:
هذا أنا! أنت لست ما في المرآة
قد يقف المرء أمام المرآة، ويتصوّر أنّه يرى نفسه وينظر إليها، والحال أنّ تلك الصورة المرئيّة ليست «هو». أمّا «مولوي»، فهو يُقدّم هنا اقتراحاً، ويقول: إذا أردت أن تعرف هل أضعت نفسك أوّلاً؟ فبإمكانك معرفة هذا السرّ عن طريق الخلوة والوحدة؛ بمعنى أنّك إذا انزويتَ أيّاماً عدّة ولم ترَ فيها أناساً آخرين، فسوف تحيط بك الوحشة وتعتريك السآمة؛ لماذا؟ لأنّك قد ضعتَ فيهم، فأنت تبحث عن «ذاتك» فيهم. اللهمَّ، إلّا إذا عثرتَ على «ذاتك» والتقيتها؛ فحينئذٍ، لن تشعر بذرّة من الوحشة، أو بلحظةٍ من ضيق القلب، حتّى لو بقيت في خلوتك مئة عام.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان