الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ..
1- فلسفة نزول الكتب السماوية:
إننا نعتقد أن الله عز وجل أنزل كتباً سماوية عديدة لهداية الجنس البشري، ومنها صحف إبراهيم ونوح والتوراة والإنجيل، والقرآن المجيد وهو الأشمل من غيره؛ ولو لم تنزل هذه الكتب لأخطأ الإنسان في مساره نحو معرفة الله وعبادته، ولابتعد عن أصول التقوى والأخلاق والتربية والقوانين الاجتماعية التي يحتاجها.
وقد نزلت هذه الكتب السماوية على القلوب رحمة، وأنبتت في الإنسان بذور التقوى والأخلاق ومعرفة الله والعلم والحكمة: (آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله) المائدة/15-16.
لكن مما يؤسف له أنه جرى تحريف للكثير من الكتب السماوية بأيدي بعض الجهلة والمغرضين، وأُدخلت فيها أفكار سقيمة، إلا أن القرآن المجيد لم تمتد له يد التحريف لأسباب سنأتي إلى ذكرها، وبقي كالشمس الساطعة يضيء القلوب في كل الأزمنة: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين*يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام) الإسراء/88.
2- القرآن أكبر معجزة للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم):
إننا نعتقد أن القرآن هو أهم معاجز النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ليس من ناحية فصاحته وبلاغته وجمال بيانه وكمال معانيه فحسب، وإنما لانطوائه على معاجز أخرى في مختلف أبعاده ورد شرحها في كتب العقائد والكلام.
ولهذا فإننا نعتقد أنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله أو بسورة من مثله، وقد تحدى القرآن في مواضع عديدة من كان ينظر إليه بشك وتردد، دون أن يستطيع أحد أن يواجه هذه التحدي: (قُل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان لبعضٍ ظهيراً) البقرة/23.
(وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) البقرة/23.
(وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين) البقرة/23.
ونعتقد أن القرآن لا يبلى بمضي الزمان، بل يتجلى إعجازه وتتضح عظمته أكثر فأكثر.
فقد ورد في حديث الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولناس دون ناس؛ فهو في كل زمان جديد وعند كل قوم غضّ إلى يوم القيامة).
3- عدم تحريف القرآن:
إننا نعتقد أن القرآن الذي يتداوله المسلمون حالياً هو نفسه الذي نزل على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، دون أن يضاف عليه أو يحذف منه شيء.
فمنذ الأيام الأولى لنزول الوحي كان كتّابه يدونونه، حين كان المسلمون مكلفين بتلاوة الآيات النازلة آناء الليل وأطراف النهار، وفي صلواتهم الخمس، ولهذا حفظها عن ظهر القلب عدد كبير من المسلمين؛ وقد حظي حفاظ القرآن وقراؤه بمكانة خاصة في المجتمعات الإسلامية؛ وهذه الأمور وغيرها أدت إلى صيانة القرآن من التحريف والتغيير، بالإضافة إلى أن الله سبحانه وتعالى ضمن حفظ القرآن إلى الأبد فلا يمكن أن تمسه يد التحريف والتغيير مطلقاً: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر/9.
وأجمع الباحثون وكبار علماء الإسلام من الشيعة والسنة على أن القرآن لم يتعرض للتحريف، ولم يقل بالتحريف إلا القلة من الفريقين بسبب اعتقادهم ببعض الروايات التي اعتبرها علماؤهم إما ((موضوعة))، رافضين هذا الرأي بصورة قاطعة، أو أنها تقصد التحريف المعنوي، أي التفسير الخاطئ لآيات القرآن، أو اعتبروا حصول خلط لدى القائلين بالتحريف بين التفسير والنص القرآني، فتدبر.
إن أصحاب القصور الفكري الذين ينسبون الاعتقاد بتحريف القرآن إلى جماعة من الشيعة أو غير الشيعة، وهو ما عارضه بصراحة كبار علماء الشيعة والسنة، يوجهون - من دون التفات - ضربة للقرآن الكريم، ويضعون علامة استفهام أمام صحة هذا الكتاب السماوي العظيم، ويقدمون خدمة كبيرة للأعداء والمتربصين بهذا الدين.
إن مطالعة المسار التاريخي لجمع القرآن منذ عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والاهتمام الشديد الذي يوليه المسلمون لكتابة القرآن وحفظه وتلاوته، ووجود كتاب الوحي منذ الأيام الأولى لنزوله، تكشف عن حقيقة مفادها أن يد التحريف لم تستطع أن تمتد إلى القرآن أبداً.
كما أن لا يوجد أي قرآن آخر عند الشيعة غير هذا المتداول بين أيدي المسلمين، وليس من الصعوبة بمكان تقصي هذا الأمر والتحقق فيه؛ لأن القرآن يملأ بيوتنا ومساجدنا ومكتباتنا، بل تحفظ متاحفنا الكثير من النسخ القرآنية المخطوطة منذ قرون، وهذا النسخ كلها متشابهة لا تجد فيها اختلافاً أبداً، وإذا كانت مهمة التحقيق هذه عسيرة في العهود الماضية، فهي سهلة يسيرة في عصرنا هذا، ويمكن لمن يتابع ويحقق في هذا الأمر أن يصل إلى الحقيقة ويكتشف كذب تلك المفتريات: (فبشر عبادِ*الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) الزمر/17-18.
وتدرس اليوم العلوم القرآنية بشكل واسع في الحوزات العلمية للمسلمين الشيعة في النجف الأشرف، وقم المقدسة، وغيرهما، وتتضمن الدراسة في مباحثها المهمة بحث عدم تحريف القرآن
4- القرآن وحاجات الإنسان المادية والمعنوية:
إننا نعتقد أن القرآن المجيد بين أسس كل حاجة بشرية تؤمن له حياته المعنوية والمادية، إذ وضع الضوابط العامة والقواعد الكلية للمسائل السياسية وإدارة الدولة وعلاقات المجتمعات ببعضها، وأصول التعايش والحرب والسلم والشؤون القضائية والاقتصادية وغير ذلك. حيث إن تطبيقها عملياً يملأ الحياة الإنسانية بالسعادة: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) النحل/89.
ولهذا فإننا نعتقد أن الإسلام لا ينفصل عن الحكم والسياسة أبدًا، ويدعو المسلمين إلى الإمساك بزمام أمورهم بأنفسهم لإحياء القيم الإسلامية السامية، وإقامة مجتمع إسلامي يسير نحو تحقيق العدالة والقسط، وتطبيقها بحق العدو والصديق: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) النساء/135.
(ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو لأقرب للتقوى) المائدة/8.
5- التلاوة والتدبر والعمل:
إننا نعتقد أن تلاوة القرآن هي من أفضل العبادات ولا ترقى إليها بقية العبادات، لأن هذه التلاوة التي تساعد على التدبر القرآني والتفكر هي مصدر كل عمل صالح.
قال تعالى مخاطباً نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم): (قم الليل إلا قليلاً*نصفه أو انقص منه قليلاً*أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً) المزمل/2-4.
ويخاطب تعالى الأمة الإسلامية جمعاء بقوله عز من قال: (فاقرؤا ما تيسر من القرآن) المزمل/20.
ولكن-كما ذكرنا-ينبغي أن تكون التلاوة وسيلة للتفكر والتدبر في المعنى المحتوى، وهذا التدبر يجب أن يصبح مقدمة للعمل بالقرآن: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها) محمد/24.
(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) القمر/17.
(وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه) الأنعام/155.
وعليه فإن من يقتصر على التلاوة والحفظ دون التدبر والعمل فقد خسر خسراناً عظيماً؛ لأنه عمل بأحد الأركان وفرط بالركنين الأهم.
6- بحوث وتقويم:
إننا نعتقد أن ثمة أيادي تحاول صرف المسلمين عن التدبر في آيات القرآن والعمل بها، ففي العصرين الأموي والعباسي جعلت تلك الأيادي الناس تخوض في نقاشات حول قدم القرآن وحدوثه، فانقسم الناس إلى طائفتين كل تؤيد إحدى المقولتين، وسفكت من جراء ذلك دماء كثيرة؛ في حين أن مثل هذا البحث لا ينطلق من مفهوم صحيح يستحق مثل هذا الصراع، فإذا كان المراد بكلام الله حروفه وورقه فهو حادث، وإن كان المقصود علم الله تعالى فهو قديم وأزلي كذاته؛ غير أن الحكام الجائرين والخلفاء الظالمين شغلوا المسلمين سنوات طويلة بهذه المسألة، واليوم أيضاً توجد هناك أيادٍ تحاول بشتى السبل صرف المسلمين عن التدبر بآيات القرآن والعمل به.
7- ضوابط تفسير القرآن:
إننا نعتقد أنه يجب حمل ألفاظ القرآن على نفس مفاهيمها العرفية واللغوية، إلا أن توجد قرينة عقلية أو نقلية في باطن الآيات أو ظاهرها تدل على معان أخرى، (ولكن يجب تجنب الاعتماد على القرائن المشكوكة وعدم تفسير آيات القرآن بالحدس والتخمين).
على سبيل المثال: إننا على يقين من أن المراد بالعمى في الآية: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى) الإسراء/72، ليس العمى الظاهري الذي يدل عليه معناه اللغوي، إذ يوجد الكثير من الصالحين مكفوفي البصر، وإنما المقصود هو العمى القلبي والباطني؛ فالقرنية العقلية هنا هي التي دفعتنا إلى مثل هذا التفسير.
كما يصف القرآن بعض أعداء الإسلام بالصم والبكم والعمى: (صم بكم عمي فهم لا يعقلون) البقرة/171، ومن الواضح أن هذه الصفات التي أطلقها القرآن على تلك الفئة هي صفات باطنية (وهذا التفسير يعتمد على القرائن المتوفرة).
وحينما يقول تعالى: (بل يداه مبسوطتان) المائدة/64، أو يقول: (واصنع الفلك بأعيننا) هود/37، فلا يُفهم من ذلك أن لله سبحانه أعضاء جسمية من قبيل اليد والعين؛ لأن أي جسم مكون من أجزاء ويحتاج إلى الزمان والمكان والاتجاه فهو فان، والله تبارك وتعالى أعظم من أن يتصف بهذه الصفات، وإنما المراد من ((يداه)) قدرته الكاملة التي يخضع لها كل العالم، والمقصود من ((الأعين)) علمه بكل شيء.
ولهذا فإننا لا نوافق أي جمود على التعابير السالفة -سواء المتعلقة بصفات الله أو غيرها - وتجاهل للقرائن العقلية والنقلية، ذلك أن الاعتماد على القرائن هو أسلوب متبع لدى جميع العقلاء، ومن ثم فإن القرآن اعتمد هذا الأسلوب أيضاً: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه)، غير أن هذه القرائن يجب أن تكون واضحة قطعية كما قلنا.
8- أخطاء التفسير بالرأي:
إننا نعتقد أن التفسير بالرأي يُعد أحد أخطر الأمور التي تتعلق بالقرآن المجيد؛ إذ اعتبرته الأحاديث من الكبائر، ويبعد صاحبه عن الله تعالى، فقد جاء في الحديث أن الله قال: ((ما آمن بي من فسر برأيه كلامي)). وهذا واضح لأن المؤمن الحق لا يفسر كلام الله حسب ما يشتهي ويهوى.
وورد الحديث الشريف التالي عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في الكثير من المصادر المعروفة ومنها الترمذي والنسائي وأبي داود: ((من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار)).
والمراد من القول بالرأي تفسير القرآن حسب الرغبات الشخصية أو الطائفية دون أن تحصل لدى المفسر أية قرينة أو شاهد؛ وهذا الشخص في الحقيقة لا يتبع القرآن، وإنما يريد أن يتبعه القرآن، وما كان ليفعل ذلك لو احتوى قلبه على إيمان كامل بالقرآن.
ولا شك في أن القرآن المجيد سيفقد قيمته تماماً لو فتح باب التفسير بالرأي؛ لأن كل شخص سيفسر حسب هواه ويطبق القرآن على أية عقيدة باطلة.
وعليه فإن التفسير بالرأي يعني تفسير القرآن خلافاً لموازين علم اللغة والأدب العربيين وفهم أهل اللغة، وتطبيقه على التصورات الباطلة الأهواء الشخصية أو الطائفية؛ الأمر الذي يؤدي إلى التحريف المعنوي للقرآن.
وللتفسير بالرأي أشكال عديدة ومتنوعة، منها التعامل الانتقائي مع الآيات القرآنية، بمعنى أن ينتقي المفسر في بحوث الشفاعة مثلاً أو التوحيد أو الإمامة أو غيرها الآيات التي لا تتعارض مع رأيه ويترك التي لا تنسجم مع أفكاره والتي يمكن أن تفسر الآيات الأخرى.
وبخلاصة: أن الجمود على ألفاظ القرآن المجيد وعدم الاهتمام بالقرائن العقلية والنقلية المعتبرة هو نوع من الانحراف، كما أن التفسير بالرأي هو نوع آخر من الانحراف، وكلاهما يؤديان إلى الابتعاد عن التعاليم القرآنية السامية وقيم هذا الكتاب السماوي، فتدبر.
9- السنة المستلهمة من كتاب الله:
إننا نعتقد أنه لا يمكن لأحد أن يقول: كفانا كتاب الله، ويتجاهل الأحاديث والسنة النبوية التي تفسر حقائق القرآن وتبين الناسخ والمنسوخ والخاص والعام وتوضح أصول الدين وفروعها؛ لأن الآيات القرآنية نفسها اعتبرت سنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرته حجة على المسلمين، وجعلتها من المصادر الأساسية في فهم الدين واستنباط الأحكام: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر/7.
(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا) الأحزاب/36.
فمن لا يبالي بالسنة النبوية إنما هو مُعرض عن القرآن؛ ومن الطبيعي أن تؤخذ السنة من الطرق المعتبرة، ولا يمكن الاعتماد على أي قول ينسب إليه (صلى الله عليه وآله وسلم).
يقول الإمام علي (عليه السلام) في إحدى خطبه: ((ولقد كذب على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حتى قام خطيباً فقال: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)).
وورد قريب من هذا المعنى في صحيح البخاري.
سنة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هي واجبة الطاعة كتلك الواردة عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ لأنه:
أولاً: صرح بهذا المعنى الحديث المتواتر المعروف الذي نقلته معظم كتب الحديث المشهورة لدى السنة والشيعة، فقد جاء في صحيح الترمذي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ((يا أيها الناس، إني قد تركت فيكم ما أن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي)).
ثانياً: نقل أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كل أحاديثهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وصرحوا بأن كل ما ينطقون به وصلهم عن آبائهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
أجل، فلقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على علم بمستقبل أمته والمشكلات التي تعترض سبيلها، ولذلك وضح أمامهم الطريق لحل هذه المشاكل بعده وجعله يكمن في إتباع القرآن وأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فهل يمكن تجاهل مثل هذا الحديث المعتبر المهم بكل بساطة والمرور عليه مرور الكرام؟.
إننا نعتقد أن هذه المسألة لو حظيت باهتمام أكبر لما واجه المسلمون بعض المشاكل التي يعانون منها حالياً في قضايا العقائد والتفسير والفقه.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان