قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ مرتضى الباشا
عن الكاتب :
الشيخ مرتضى الباشا، من مواليد سيهات في 1395 هـ، التحق بالحوزة العلميّة ودرس على مجموعة من علمائها، له كثير من النّشاطات والمشاركات عبر مواقع الإنترنت، وله العديد من المؤلفات منها: الحبوة في مناسك الحج، أسرار الحج في كلمات العلماء، ذبائح أهل الكتاب (دراسة مقارنة)، فيه آيات بينات، ومذاكرات في التقريب والوحدة (المنهج التقريبي السليم).

حذف الياء من بعض الكلمات في القرآن الكريم

قال الله تعالى {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} (الفجر: 4).

 

السؤال:

 

لماذا حذف الياء من الفعل (يسري) مع عدم وجود حرف جازم للفعل؟

 

الجواب:

 

النقطة الأولى:

 

هذا السؤال له نظائر كثيرة في السورة نفسها، وفي سور أخرى من القرآن الكريم، مع اختلاف نوع الياء، ونوع الكلمة.

 

وإليك بعض تلك الآيات الكريمة، فلاحظ نوع الكلمة، ونوع الياء:

 

1- (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ) بحذف الياء من (الوادي).

 

2- (فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) بحذف الياء من (أكرمني).

 

3- (فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) بحذف الياء من (أهانني).

 

4- (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) بحذف الياء من (المتعالي).

 

5- (قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ) بحذف الياء من (نبغي).

 

6- (وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ) بحذف الياء من (التنادي).

 

النقطة الثانية:

 

في بعض الآيات المنظورة قراءات متعددة:

 

قال الشيخ الطبرسي: (وقرأ أهل المدينة وأبو عمرو وقتيبة عن الكسائي: (والليل إذا يسري) بإثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف.

 

وقرأ ابن كثير ويعقوب بإثبات الياء في الوصل والوقف.

 

والباقون بالحذف فيهما [حذف الياء في الوصل والوقف].

 

وقرأ القواس والبزي ويعقوب: (بالوادي) بإثبات الياء في الوصل والوقف.

 

وورش بإثباتها في الوصل، وحذفها في الوقف.

 

والباقون بحذفها في الوصل والوقف.

 

وقرأ أهل المدينة: (أكرمني)، و(أهانني) بإثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف.

 

والقواس والبزي ويعقوب بإثبات الياء في الوصل والوقف.

 

وأبو عمرو لا يبالي كيف قرأ بالياء وغير الياء.

 

وروى العياشي عنه بحذف الياء من غير تخيير.

 

والباقون بحذف الياء في الحرفين في الوصل والوقف (تفسير مجمع البيان 10: 342).

 

النقطة الثالثة:

 

مختصرًا، قالوا في اللغة العربية:

 

1- (الفواصل) و(القوافي) تعدّ من مواضع (الوقف).

 

2- (الوقف) موضع تغيّر للكلمات.

 

النتيجة:

 

حيث إنّ (الوقف) تغيّر فيه الحروف الصحيحة بالتضعيف والإسكان وروم الحركة، لذا غيّرت فيه هذه الحروف المشابهة للزيادة بالحذف.

 

وكذلك إذا كانت الكلمة في نهاية الجملة، ولم تكن في نهاية الآية، ربما يحذف منها حرف، لأنّ نهاية الجملة تشبه الفاصلة (أي نهاية الآية)، ومنه قوله تعالى (قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ  فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا).

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد