السيد رياض الحكيم
القسم الثالث: الروايات الدالة على وقوع التحريف بتغيير أو إضافة أو حذف بعض الكلمات...
1) قال السيوطي: "أخرج وكيع وأبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي داوود وابن الأنباري كلاهما في المصاحف من طرق عن عمر بن الخطاب أنّه كان يقرأ: سراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين.." وروي نظير ذلك عن عبدالله بن الزبير وعكرمة الأسود(1). وروي نظير ذلك في تفسير القمي عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام).
وقال أيضاً: "وأخرج ابن شاهين في السنّة عن إسماعيل بن مسلم قال: في حرف أبيّ بن كعب "غير المغضوب عليهم وغير الضالين. آمين. بسم الله"(2).
2) ما حكاه البخاري وغيره عن عمر أنّه كان يقرأ آية سورة الجمعة (فامضوا إلى ذكر الله) بدلاً من (فاسعوا إلى ذكر الله) (3).
وروى البيهقي في سننه عن سالم عن أبيه قال: "ما سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرؤها إلاّ (فامضوا إلى ذكر الله... أنبأنا الشافعي، أنبأنا سفيان بن عيينة، فذكره بنحوه)(4).
3) قال السيوطي: "أخرج عبدالرزاق وعبد بن حميد وعبدالله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي داوود وابن الأنباري معاً في المصاحف، وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عمرو بن دينار قال: سمعت عبدالله بن الزبير يقرأ (في جنّات يتساءلون عن المجرمين يا فلان ما سلككم في سقر) قال عمرو: أخبرني لقيط قال سمعت ابن الزبير قال: (سمعت عمر بن الخطاب يقرؤها كذلك)(5).
4) روى ابن شبه بسنده عن الحسن: قرأ عمر رضي الله عنه (والسابقون الأولون من المهاجرين الذين اتبعوهم بإحسان) فقال أبَيْ (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان) فقال عمر رضي الله عنه: (والسابقون الأولون من المهاجرين الذين اتبعوهم بإحسان) وقال عمر رضي الله عنه: أشهد أنّ الله أنزلها هكذا، فقال أبَي رضي الله عنه: أشهد أنّ الله أنزلها هكذا ولم يؤامر فيها الخطاب ولا ابنه"(6).
5) ما رواه علي بن إبراهيم القمي بإسناده عن حريز عن أبي عبدالله (عليه السلام): "صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين".
6) ما عن العياشي عن هشام بن سالم، قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قوله تعالى: (إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران) (7). قال: "هو آل إبراهيم وآل محمد على العالمين، فوضعوا اسماً مكان اسم، أي أنهم غيّروا فجعلوا آل محمد آل عمران"(8). والجواب عن هذه الروايات وأمثالها بوجوه:
الأول: أنها ضعيفة السند، كما أشار إلى ذلك السيد الخوئي(رحمه الله).
الثاني: أنّها مخالفة للكتاب والسنّة ولإجماع المسلمين على عدم الزيادة في القرآن ولا حرفاً واحداً حتى من القائلين بالتحريف، قال السيد الخوئي(رحمه الله): "وقد ادعى الإجماع جماعة كثيرون على عدم الزيادة في القرآن وممن ادعى الإجماع الشيخ المفيد والشيخ الطوسي والشيخ البهائي وغيرهم من الأعاظم قدس الله أسرارهم"(9).
الثالث: أن سورة الفاتحة تتوقف عليها صحة الصلاة، فكيف نفترض خطأ المسلمين، في قراءتها، خصوصاً أن التحريف في الرواية المزعومة مجرّد تغيير ألفاظ لا يؤثّر على المعنى، فلا داعي له، وكيف سكت المسلمون، والأئمة عن ذلك، وجرت سيرتهم على الخطأ؟
وكذلك سورة الجمعة التي اعتاد المسلمون قراءتها يوم الجمعة كيف لم يحفظها غير عمر، والأغرب من هذا ادعاؤه نسخها، من دون أن يعرف ذلك المسلمون؟! وما أدري كيف يعالجها علماء الجمهور حيث وردت في كتبهم المعتبرة؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يراجع الدر المنثور: 1/15. وكذلك كنز العمال: 2/593 ومعالم التنزيل: 1/42 ومحاضرات الراغب: 2/199 والتسهيل وغيرها.
(2) الدر المنثور: 1 / 17.
(3) يراجع الجامع الصحيح: 3 / 308.
(4) سنن البيهقي: 3 / 227، وروى ابن شبه عن إبراهيم عن خرشة بن الحرق قال: رأى معي عمر بن الخطاب رضي الله عنه لوحاً مكتوباً فيه (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) فقال: من أملى عليك هذا؟ قلت: أبي بن كعب. فقال: إنّ أُبيّاً كان أقرأنا للمنسوخ. اقرأها (فامضوا إلى ذكر الله). تاريخ المدينة: 2/711. وحكاه السيوطي عن أبي عبيد في فضائله، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف. يراجع الدر المنثور: 6/219.
(5) الدر المنثور: 6 / 285، ويراجع كنز العمال: 2 / 594.
(6) تاريخ المدينة: 2/770. بينما حكى السيوطي عن ابن جرير وأبي الشيخ عن محمد بن كعب القرظي ما يدل على ارتداع عمر عن إصراره على قراءته وإنّ عمر قال لأبي بن كعب عندما خالفه في قراءته: "أنت أقرأت لهذا هذه الآية هكذا؟ قال: نعم. قال: وسمعتها من رسول الله؟ قال: نعم. قال: لقد كنت أرى أنّا رُفعنا رفعةً لا يبلغها أحد بعدنا! فقال أُبي: تصديق ذلك في أول سورة الجمعة (وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم) وفي سورة الحشر (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) ومن الأنفال (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم). الدر المنثور: 3/296. والغريب أن يخطأ عمر في هذه الآية الواردة في السابقين من المهاجرين والأنصار وتابعيهم.
(7) سورة آل عمران: 33.
(8) البيان: 252.
(9) البيان: 252.
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
الشيخ حسين الخشن
الشيخ محمد صنقور
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الشيخ فوزي آل سيف
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ محمد علي التسخيري
حيدر حب الله
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
جاسم الصحيح
حبيب المعاتيق
دور الإمام جعفر الصادق (ع) في تمتين العلاقات مع الآخر
العامل الأول لانطلاق مسيرة التقدّم في المجتمع
سلامة القرآن من التحريف (4)
الإمام الصادق: مشكاة علوم النّبوّة
قلق الرياضيات عند أولياء الأمور يؤثر سلبًا على إنجاز أطفالهم في هذه المادة
علم الإمام الصّادق (ع) إلهامي
الإمام الصادق (ع) أبو المذاهب بشهادة أئمتها (1)
يا إمام اليقين
التّأقلم مهارة تختصر طريقك للسعادة
التّواصل فنّ ورسالة