لقد تعرّض يومُ مبعث رسول الإسلام صلّى اللّه عليه وآله للاختلاف من حيث التعيين والتحديد فهو مثل يوم ولادته ويوم وفاته صلّى اللّه عليه وآله غير مقطوع به، من وجهة نظر المؤرخين وكُتّاب السيرة النبويّة.
فلقد اتفق علماء الشيعة على القول بأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بُعِث بالرسالة في السابع والعشرين من شهر رجب، وأن نزول الوحي عليه قد بدأ من ذلك اليوم نفسِه. بينما اشتهر عند علماء السُنّة أن رسول الإسلام قد أوتي هذا المقام العظيم في شهر رمضان المبارك. ففي ذلك الشهر الفضيل كُلِّف "محمّد" صلّى اللّه عليه وآله من جانب اللّه تعالى بهداية الناس، وبُعث بالرسالة.
ولما كانت الشيعة تشايع عترة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وأهل بيته الصادقين، وتعتقد بصحة ما يرونه ويقولون به اتباعاً لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فيهم، في حديث الثقلين: "إنهما لن يفترقا" فإنهم اتبعوا - في تحديد يوم المبعث النبوي الشريف القول المأثور بنقل صحيح عن عترة النبي المطهرين في هذا المجال.
فقد روي عن أبناء الرسول وعترته الطاهرة أن عظيم هذا البيت وسيّدَه (أي النبيّ) قد بُعِث في السابع والعشرين من شهر رجب، وهم في ذلك حجة. ولهذا لا يمكن الشك والتردد في صحة هذا القول وثبوته1.
نعم غاية ما يمكن الاستدلال به على القول الآخر هو تصريح القرآن الكريم نفسِه بأنّ آيات القرآن نزلت في شهر رمضان، وحيث أن يوم بعثة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله كان هو بنفسه يوم بدء نزول الوحي، والقرآن عليه، لهذا يجب القول بأن يوم البعثة الشريفة إنما كان في نفس الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم: أي شهر رمضان المبارك.
وإليك فيما يأتي الآيات التي تدل على أن القرآن الكريم نزل في شهر رمضان
1- " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ"2.
2- ﴿حم *وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾3 وتلك الليلة هي ليلة القدر التي قال عنها سبحانه :﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾4.
ما أجاب به علماء الشيعة
ولقد أجاب مُحدِّثو الشيعة ومفسروهم عن هذا الاستدلال بطرق مختلفة نذكر طائفة منها هنا
الجوابُ الأوّل
إن الآيات المذكورة إنّما تدلُّ على أن القرآن نزل في شهر رمضان وبالذات في ليلة مباركة منه هي "ليلة القدر"، ولكنها لا تتعرض لذكر محلّ نزول هذه الآيات، وأنها أين نزلت؟ وهي بالتالي لا تدل أبداً ومطلقاً على أنها نزلت في تلك الليلة على قلب رسول اللّه؟
فيحتمل أن يكون للقرآن نزولات متعددة إحداها نزول القرآن على رسول اللّه تدريجاً. والآخر نزوله الدفعي من اللوح المحفوظ الى البيت المعمور 5. وعلى هذا فما المانع من أن تكون بعض آيات القرآن (من سورة العلق) قد نزلت على النبيّ صلّى اللّه عليه وآله في السابع والعشرين من شهر رجب. ثم نزل القرآن بصورته الجمعية الكاملة في شهر رمضان من مكان معين أسماه القرآن باللوح المحفوظ، إلى موضع آخر عُبر عنه في بعض الروايات بالبيت المعمور.
ويؤيّدُ هذا الرأي قولُ اللّه تعالى في سورة الدخان: "إنّا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةِ" فإنّ هذه الآية بحكم رجوع الضمير فيها إلى الكتاب تصرح بأن الكتاب العزيز بأجمعه نزل في ليلةٍ مباركةٍ (في شهر رمضان)، ولا بدَّ أن يكون هذا النزول غير ذلك النزول الذي تحقق في يوم المبعث الشريف، لأن في يوم المبعث لم تنزل سوى آيات معدودة لا أكثر.
وخلاصة الكلام هي أن الآيات التي تصرح بنزول القرآن في شهر رمضان في ليلة مباركة (ليلة القدر) لا يمكن أن تدل على أن يوم المبعث الذي نزلت فيه بضعُ آيات أيضاً كان في ذلك الشهر نفسه، لأنّ الآيات المذكورة تدل على أن مجموع القرآن لا بعضه قد نزل في ذلك الشهر، في حين لم تنزل في يوم المبعث سوى آيات معدودة كما نعلم.
وفي هذه الصورة يحتمل أن يكون المراد من النزول الجمعيّ للقرآن هو نزول مجموع الكتاب العزيز في ذلك الشهر من "اللوح المحفوظ" إلى "البيت المعمور".
وقد روى علماء الشيعة والسنة روايات وأخباراً بهذا المضمون، وبخاصة الأستاذ الأزهري محمّد عبد العظيم الزرقاني الذي أورد روايات عديدة في هذا الصدد في كتابه6.
الجواب الثاني
وهو أمتن الأجوبة والردود على هذا القول.
فقد بذل الأستاذُ الطباطبائي جهداً كبيراً لتوضيحه وبيانه في كتابه القيم، وإليك خلاصته: يقول العلامة الطباطبائي: إنّ قول اللّه تعالى إنا أنزلناه في شهر رمضان، المقصود منه هو نزول حقيقة القرآن على قلب النبيّ صلّى اللّه عليه وآله، لأن للقرآن مضافاً إلى وجوده التدريجي، واقعية اطلع اللّه تعالى نبيه العظيم عليها في ليلة معينةٍ من ليالي شهر رمضان المبارك7.
وحيث أنّ النبيّ الأكرم صلّى اللّه عليه وآله كان قد عرف من قبل بجميع القرآن الكريم لذلك نزلت الآية تأمره بأن لا يعجل بقراءته حتى يصدر الأمر بنزول القرآن تدريجاً إذ يقول تعالى: ﴿َلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾8.
وخلاصة هذا الجواب هي: أنّ للقرآن الكريم وجوداً جمعياً علمياً واقعياً وهو الذي نزل على الرسول الكريم صلّى اللّه عليه وآله مرة واحدة في شهر رمضان، وآخر وجوداً تدريجياً كان بدء نزوله على النبيّ صلّى اللّه عليه وآله في يوم المبعث، واستمرّ تنزله إلى آخر حياته الشريفة على نحو التدريج.
الجواب الثالث: التفكيك بين نزول القرآن والبعثة
إن للوحي مراتب ومراحل، يتمثل أولُ مراتبه في الرؤيا الصادقة التي رآها رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله.
والمرتبة الأخرى تمثلت في سماعة للنداء الغيبيّ الإلهي من دون وساطة ملك.
وآخر تلك المراتب هو أن يسمع النبيُ كلام اللّه من ملك يبصره ويراه، ويتعرف عن طريقه على حقائق العوالم الأخرى.
وحيث أن النفس الإنسانية لا تستطيع في الوهلة الأولى تحمُّل مراتب (الوحي) جميعها دفعة واحدة بل لا بدّ أن يتحملها تدريجاً، لهذا يجب القول بأنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قد سمع يوم المبعث (اليوم السابع والعشرون من شهر رجب) النداء السماويّ الذي يخبره بأنه رسول اللّه، فقط ولم تنزل في مثل هذا اليوم أيّة آية قط، وقد استمر الأمر على هذا المنوال مدة من الزمان. ثم بعد مدة بدأ نزول القرآن الكريم على نحو التدريج ابتداء من شهر رمضان.
وخلاصة هذا الجواب هي أن ابتعاث الرسول صلّى اللّه عليه وآله بالرسالة في شهر رجب لا يلازم نزول القرآن في ذلك الشهر حتماً.
وعلى هذا الأساس ما المانع من أن يُبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في شهر رجب، وينزل القرآنُ الكريم في شهر رمضان من نفس ذلك العام؟
إن هذه الاجابة وإن كانت لا توافق كثيراً من النصوص التاريخية (لأن كثيراً من المؤرخين صرّحوا بأنّ الآيات الخمس من سورة العلق نزلت في يوم المبعث نفسه) إلا أن هناك مع ذلك روايات ذكرت قصة البعثة بسماع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم للنداء الغيبيّ، ولم تذكر شيئاً عن نزول قرآن أو آيات، بل هي تشرح الواقعة على النحو التالي إذ تقول: في ذلك اليوم سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ملكاً يقول له: يا محمّد إنّك لرسول اللّه، وجاء في بعض الأخبار أنه سمع هذا النداء، فقط، ولم تذكر شيئاً عن مشاهدة الملك.
وللمزيد من التوضيح، والتوسع يُراجع "البحار" في هذا المجال9.
الأنبياء والبشارة برسول اللّه: وينبغي استكمالاً لهذا الفصل من التاريخ النبوي أن نلفت نظر القارئ الكريم إلى أن الرسالة المحمَّدية المباركة، ممّا بشر به جميع الأنبياء المتقدمين زمنياً على خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد صلّى اللّه عليه وآله.
ولقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك اذ قال اللّه تعالى: ﴿وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبِيّين لما آتيتُكُم مِن كِتاب وحِكمةٍ ثُمّ جاءكُم رسُولٌ مُصدِّقٌ لِما معكُم لتُؤمِنُنّ به ولتنصُرنّهُ قال ءأقررتُم وأخذتُم على ذلِكُم إصري قالُوا أقررنا قال فاشهدُوا وأنا معكُم مِن الشّاهِدين﴾10.
وهذه الآية وإن كانت تكشف عن أصل عامٍ وكلّي وهو: وجوب تصديق اتباع النبيّ السابق للنبي اللاحق، إلا أن المصداق الأتمّ لها هو رسول الإسلام الكريم.
فيظهر من هذه الآية أن اللّه تعالى أخذ الميثاق المؤكد من جميع الأنبياء أو من أصحاب الشرائع منهم أن يؤمنوا برسالة محمّد صلّى اللّه عليه وآله، ويدعوا أتباعهم إلى تصديقه واتباعه ونصرته. روى الفخر الرازي عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام: "إن اللّه تعالى ما بعث آدم عليه السّلام ومَن بعده من الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام إلا أخذ عليهم العهد لئن بُعث محمّد وهو حي ليؤمننّ به ولينصرنه"11.
وممّا يؤيد هذا أن القرآن دعا أهل الكتاب إلى بيان ما قرأوه ووجدوه في كتبهم حول رسول الإسلام للناس من دون كتمان وإليك فيما يأتي طائفة من الآيات المصرحة بهذا الأمر :
1- قال اللّه تعالى :﴿وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين اُوتوا الكِتاب لَتُبيِّنُنَّهُ للنّاس ولا تكتُمونَهُ فنبذُوهُ وراء ظُهُورهم واشتروا به ثمناً قلِيلاً فبِئس ما يشترُون﴾12.
2- قال تعالى :﴿إ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾13.
3- وقال تعالى :﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾14.
4- وقال سبحانه :﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾15.
إن القرآن الكريم يصرح بجلاء أن السيد المسيح (عليه السّلام) أخبر عن رسول الإسلام ورسالته اذ يقول تعالى :﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾16.
كما يتحدث القرآنُ الكريمُ عن أهل الكتاب الذين تنكروا لرسالة النبي محمّد صلّى اللّه عليه وآله عندما بُعث وقد كانوا من قبل يخبرون عنه ويطلبون النصر به على أعدائهم إذ قال سبحانه: ﴿ وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِين﴾17.
بل ويخبرنا القرآنُ الكريم بأنّ إبراهيم عليه السّلام يوم أحلّ زوجته وولده إسماعيل بأرض مكة دعا قائلاً :﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم﴾18.
وقد انطبقت هذه الأوصاف على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إذ يصفه القرآن الكريم بقوله :﴿ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين﴾19.
محمّد خاتم الانبياء
واستكمالاً لهذا البحث ينبغي أيضاً أن نشير إلى أبرز ناحية في رسالة النبيّ محمّد صلّى اللّه عليه وآله ونبوته وهي مسألة الخاتمية.
فإن القرآن الكريم صرح في آيات عديدة بكون رسول اللّه محمّد صلّى اللّه عليه وآله خاتم النبيّين، وشريعته خاتمة الشرائع، فلا نبيّ بعده، ولا رسالة بعد رسالته.
وها نحن ندرج أبرز الآيات الواردة في هذا المجال
1- قال تعالى :﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾20.
2- قال سبحانه :﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾21.
3- وقال سبحانه :﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ﴾22.
4- وقال تعالى :﴿َمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾23.
والآياتُ الثلاث الأخيرة تفيد بأن رسالة النبيّ محمّد صلّى اللّه عليه وآله عامة وعالمية وأبدية لأنه في غير هذه الحالة وفي غير هذه الصورة لن يكون نبياً للناس كافة، وللعالمين جميعاً. ولن يكون نذيراً لقومه ولمن بلغه نداؤه.
هذا وقد صرّح النبيُ صلّى اللّه عليه وآله نفسه في أحاديث كثيرة بهذا الموضوع وهو الصادق المصدّق. فعن أبي هريرة قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: "اُرسلتُ إلى الناس كافة وبي خُتِم النبيّون"24.
ــــــــــــــ
شبكة المعارف الإسلامية
1- راجع بحار الأنوار :ج 18 ص 189.
2- البقرة :185.
3- الدخان :1 - 3.
4- القدر :1 و3.
5- للتعرف على معنى اللوح المحفوظ راجع كتب التفسير.
6- مناهل العرفان في علوم القرآن :ج 1 ص 37.
7- الميزان :ج 2 ص 14 - 16.
8- طه :114.
9- بحار الأنوار : ج 18 ص 184 و190 و193 و253، الكافي : ج 2 ص 460، تفسير العيّاشي : ج 1، =ص 80، وهذا الجواب لا ينسجم فقط مع ما رواه البخاري من أنّ بعثة النبي رافقت نزول آيات من سورة العلق عليه.
10- آل عمران :81.
11- مفاتيح الغيب :ج 2 ص 507.
12- آل عمران :187.
13- البقرة :174.
14- البقرة :146.
15- الاعراف:157.
16- الصف :6.
17- البقرة :89.
18- البقرة :129.
19- آل عمران :164.
20- الأحزاب :40.
21- الفرقان :1.
22- الانعام :19.
23- سبأ :28.
24- الطبقات الكبرى :ج 1 ص 128.
الشيخ محمد الريشهري
الدكتور محمد حسين علي الصغير
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد جواد البلاغي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد عبد الأعلى السبزواري
محمود حيدر
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
العقيدة، المعنى والدور
المرتدون في زمن النبي (ص)
طبيعة الفهم الاستشراقي للقرآن (1)
حين تصبح المرأة المثيرة هي القدوة، ما الذي جرى وكيف تُصنع الهوية؟
الحب في اللّه
العرفان الإسلامي
جمعية العطاء تختتم مشروعها (إشارة وتواصل) بعد 9 أسابيع
الرؤية القرآنية عن الحرب في ضوء النظام التكويني (2)
قول الإماميّة بعدم النّقيصة في القرآن
معنى كون اللَّه سميعًا بصيرًا