نسرين نجم ..
هندست لوحاتها بألوان تحاكي القلب، وزخرفتها بأجمل التصاميم، مذهّبة بتراث ديني عريق، مهتمة بتفاصيل كل لوحة، كما تهتم بالمشاعر الرقيقة الصادقة لئلا تُجرح.
حول فن الزخرفة الإسلامية كان لنا هذا الحوار مع الفنانة التشكيلية أزهار الصادق:
* التذهيب وفن الزخرفة الإسلامية:
"ربّ صدفة خير من ألف ميعاد" هذا ما يطبق على الفنانة التشكيلية أزهار الصادق في عالم الرسم، والتوجه إلى الفنون الإسلامية فهي كما تقول: "دخلت عالم الفن بالصدفة، فقد بدأت رحلتي عندما كنت أعمل سكرتيرة للمنتدى الفني النسائي بمركز التنمية الاجتماعية بالقطيف، ومن ضمن مهامي الإشراف على الدورات الفنية النسائية ومنها دورات الخط العربي ، كنت أرى نتائج المتدربات في دورات الخط الديواني وأسأل نفسي لماذا لا أجرب ؟ ومنها بدأت، ومن الخط انتقلت بدافع حب الفنون الإسلامية إلى الزخرفة".
وعندما بدأت بالتعرف إلى فن الزخرفة الإسلامية، وجدت ما يشبهها وجذبها هذا العالم فتقول: "باختصار وجدت نفسي في الزخرفة، فبعد تجربتي الأولى البسيطة في الزخرفة، وجدت كم تشبهني تفاصيل هذا الفن من ناحية الدقة وحب التفاصيل، إضافة إلى أنني وجدت في التذهيب _أي العمل بالذهب _سحرًا لم أجده في غيره من الفنون، سحرًا يكمن في أسرار هذا المعدن العجيب الذي يعطيني شعورًا غريبًا بالراحة، وله القدرة على تغيير حالتي النفسية والمزاجية بسهولة . الذهب وتأثيره مختلف تمامًا عن أي خامة أخرى، لذلك تأثيره مختلف أيضاً، ولا يدرك كلامي هذا إلا مجرب ".
وقد توقفت أزهار الصادق عن استخدام الخط في لوحاتها منذ فترة، وتوجهت إلى الزخرفة حيث يريد قلبها. تعتبر السيدة أزهار أن: "التفاصيل الدقيقة تحتاج عناية فائقة كتلك المشاعر الرقيقة التي نخشى البوح بها فتخدشها مسامع الآخرين". وهنا سألناها: إلى أي حد تهتم بتفاصيل الزخرفة وتعبر من خلالها عما في داخلها من أحوال نفسية؟ تؤكد الصادق: "كل فنان يعبر عن ذاته في أعماله سواء بقصد أو بغير قصد، أنا أعمل بفرش دقيقة جدًا كمقاس ثلاثة أصفار (000) وأصغر أيضًا ...لذلك فالتفاصيل الدقيقة لها جمال يشبه إلى حدٍ ما جمال بعض المشاعر الرقيقة المرهفة التي لا نستطيع البوح بها في أي مكان ولا لأي شخص بل تحتاج منا عناية فائقة .. كثيرًا ما تلهمني الزخرفة بتفاصيلها لكتابة بعض الخواطر إن صح التعبير، كونها هواية قديمة مارستها لفترة من الزمن، والآن مجرد كلمات أنثرها هنا وهناك".
* فن الزخرفة ما له وما عليه:
ما بين الفن التقليدي والمعاصر، أين تؤطر أزهار الصادق لوحاتها: "في الحقيقة أعمالي تقليدية بحتة كونها مرتبطة بلوحات الخط القاعدي الكلاسيكي. وأنا أطمح في إتقان واحتراف التذهيب أولًا، ثم أحاول الاتجاه نحو الأسلوب المعاصر أو الحديث . فكما قال بيكاسو : أتقن القواعد كمحترف حتى تتمكن من كسرها كفنان".
فن الزخرفة الإسلامية يحتاج إلى تأن ودقة وصبر، ربما الناظر إلى هذه اللوحات لا يعي الجهد والوقت المبذولين لإظهار جمالية هذه الزخرفة، ولكن إلى أي حدّ هذا الفن المليء بالسحر والجاذبية والرقي، نال حقه في عالمنا العربي والإسلامي؟ تجيب الصادق: "للأسف أرى أنه من أكثر الفنون دقة وصعوبة وأقلها من حيث الاهتمام، فهناك فعاليات محدودة جدًا تختص بالزخرفة مقارنة بجميع الفنون الأخرى. ربما الاهتمام الأكبر لهذا الفن في تركيا وإيران، وفي الجزائر هناك اهتمام أيضًا من وزارة الثقافة بالمنمنمات والزخرفة معًا. وفي دول الخليج العربي نجد دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأكثر اهتمامًا بهذا الشأن".
أما عن أهم التحديات والصعوبات التي تواجه هذا الفن ومن يعمل فيه، ترى السيدة أزهار الصادق بأن: "من أصعب ما أواجهه إلى الآن هو عدم وجود مصادر عربية متعمقة في الجانب النظري لفن الزخرفة، فمعظمها باللغة التركية، وأنا بحاجة للتزود أكثر ثقافيًّا في هذا الفن".
ولاختيار الألوان وتنسيقها جمالية أخاذة، وإبداع الفنان يتجلى في حُسن اختياره للألوان ودمجها مع بعضها البعض، حول هذه النقطة تقول: "اختيار الألوان يعتمد على المدرسة التي أحاكيها في الزخرفة، فالمدرسة العثمانية تختلف في ألوانها عن المدرسة الفارسية، والتي تتميز بتنوع واضح في الألوان أكثر من العثمانية".
فماذا استطاعت أزهار الصادق أن تضيف إلى هذا الفن؟ تجيب وبكل شفافية: "أنا لن أقول أنني أضفت إلى هذا الفن .. لكنني أضفت لتاريخه، أنني والحمد لله وصلت إلى مستوى مميز ضمن عدد قليل جدًا في الخليج من المزخرفات . وهذا بفضل الله ثم بفضل أستاذي مصعب الدوري وأستاذتي آيتن ترياكي اللذين أتابع معهما دروسي وأعمالي باستمرار".
وعن نشاطاتها الحالية تقول: "حاليًّا.. أستعد لمعرض دبي الدولي للخط العربي والذي تنظمه هيئة دبي للثقافة والفنون في أبريل القادم مشاركة بعمل زخرفة". أما بالنسبة لنصائحها لمن يرغب في التعرف والعمل بفن الزخرفة، والشروط التي يجب أن تتوفر، تقول: "يكفي أن يكون لدى الشخص الرغبة الجادة والحب لهذا الفن ..فبالحب نستطيع عمل المستحيل ونتحمل الصعوبات .. الحب هو سر العطاء والصبر".
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان