نظمية الدرويش ..
الغزل، الشعر الأكثر انتشارًا وانفتاحًا.
لعل أول وأصدق المشاعر الإنسانية التي غذت القصيد العربي بأجمل المعاني وأقربها إلى القلوب وأبقاها في التاريخ، الغزل، الفن الشعري الأوسع انتشارًا والأكثر رواجًا منذ مطلع الشعر إلى ما لا نهاية.
تصوير حرارة العشق، والتعبير عن درجات الهيام بالحبيب، وبث الشوق والحنين، كلها ينقلها الشعر الغزلي بصدق وعفوية، ما جعله –باعتبار البعض- أحد مصادر تدوين القصص الشعبية وتخليدها، فلم تخلُ قصيدة من مطلع غزلي، حتى لو لم يكن غرضها الأساسي.
ويستمر الشعر الغزلي إلى يومنا هذا في التأثير والتأثر، منسجمًا مع واقع العصر الحالي للقصيدة العربية ككل. وللحديث عن هذا الفن الشعري الخالد، كان لنا لقاء، مع شاعر غزلي أصيل، تمرح حروفه في مساحات الحب والجمال، الشاعر الأستاذ زكي السالم.
زكي السالم، ابن منطقة الأحساء في المملكة، استثمر منذ بداياته الشعرية وهو في العشرين من عمره، أحاسيسه في القصيدة الغزلية، التي تغلب على نتاجه الفني اليوم.
هذه الأحاسيس تظهر جليةً في حديثه بشغف حول الشعر فيقول: "لا شك أن الشعر كان ولـمّا يزل مرآة الفيض الشعوري الأولى، والمؤتمن على نقل الدفق العاطفي، وتشخيص ثائر الأحاسيس وساكنها، ومن أهمّ محطاته؛ هو ذلك النوع من مفجّر الأحاسيس وموقدها، وأقصد به الشعر الغزلي والمتمثل في رقيق خطاب الأنثى .. إذ لولاهُ مـا أنتجت الحضارةُ في سِفْر وجودها هذا الكم الهائل من الأحاسيس المرهفة والفيّاض من المشاعر الملتهبة".
ناقل للمشاعر لا للتاريخ.
ولأنه الأقرب إلى القلب، والملامس الحقيقي لتقلباته الشعورية بين صبابة وهوىً وعشق وتحرق وفراقٍ ولوعة، يعتبر الشاعر زكي السالم، الشعر الغزلي اللون الشعري الأشد زهوًا بين ألوان الشعر العربي ويتابع بالقول:" وكم كان الإنسان على امتداد تأريخه بحاجةٍ مُلحة لمن يشاطره دفء مشاعره ويكون أميناً على دفقاته الشعورية المختلفة". وهنا تجلّت أهميةِ الشعر الغزلي، وارتقت لتحتل منه المرتبة العليا والمهمة بحسب رأيه.
من جهة أخرى يخالف السالم الرأي الذي يعتبر أن الشعر الغزلي ساهم في نقل قصص الحب الشعبية حيث قال في هذا الصدد: "لستُ مؤمناً بأن الشعر الغزلي في تناوله التاريخي مؤتمنٌ على نقل الحدث تاريخياً كما يجب، فهو هنا يسهم إسهاماً كبيراً في نقل المشاعر كفنٍ مجنحٍ وخيالٍ متوقد، أما كمؤرخ فلا، وهنا أؤكد أن كثيراً مما نقله الشعرُ كان خياليًّا في أصل وقوع الحادثة فنّانًا حدّ الدهشة في نقله فنيًّا وإبداعيًّا".
الجرأة الشعرية بين العذري والإباحي
يكتب الشاعر زكي السالم القصيدة العذرية، ويصر على حصر مـا يكتبه من غزل فيها. وعند سؤالنا عن رأيه بالشعر الإباحي، وإذا ما كانت له تجربة له فيه يجيب السالم بحزم: "أنا ضد إباحية الشعر وتعدي خطوطه الحمر، ولذا ليس عندي نصٌّ أخجل أو أتحرز في نشره".
يقف الشاعر زكي السالم خلال حديثنا معه عند مصطلح الجرأة الشعرية في الشعر الغزلي، ويعيد تعريف الجرأة الغزلية بحسب وجهة نظره بالقول: "إن كانت إباحية فهي في قاصر نظري ليست جرأة وإنما تجاوزٌ لحدود الأدب واللياقة، وقديمًا كانت العرب حريصة جداً على الترفع في شعرها وعدم النزول بِه إلى مستوى منخفض".
أما عن شعراء اليوم فيمتعض السالم من تجاوز بعضهم للخطوط الحمر ويعتبر نفسه وشعره ضد هذا النوع من الشعرية: "فهم قد ساهموا مساهمة كبرى في إفساد الذوق العام ، في محاولة فاشلة للإسفاف في النظرة الذكورية للمرأة من كونها كائناً يفيض رقةً وعاطفةً وشفافية لكائن شهوي أجوف". يقول الشاعر قوله هذا عند تطرقنا إلى الآراء التي تتهم الشعر بتجريد المرأة من شخصيتها وروحها على حساب ذكورية الشاعر، مشيرًا إلى أنه هو أيضًا مع هذا الاتهام.
ملكة النفس، عرش الشعر
يعتبر شاعرنا أن المنافس الحقيقي للقصيدة الغزلية هو الشعر الوجداني وحديث النفس بكل تجلياته وتنوعه، فباعتقاده أن دوافعهما ومفجرهما واحد، وأنهما يفيضان من نبع واحد، ويستمعان لحديثِ مهيمن واحد، ألا وهو القلب.
ليس لدى السالم شاعر واحد له الأفضلية أو قدم السبق في مخيلته، فهو كما يقول: "كنت وما زالت أسير المفردة المرهفة والكلمة الرقيقة والأسلوب الرشيق".
قصائد زكي السالم هي خير مصداق للرقي الشعري، الذي بان ويبينُ في آراءه الحساسة كما الحازمة في ما يخص الشعر الغزلي وما يعتريه بفعل عوامل التحديث غير المنضبط في الشعر ككل. هو الآخر لا يقبل التدنيس الحاصل لقدسية الشعر، ولا ملهمته أي المرأة، وأما عن الزمن، فلا خوف منه على الغزل الشعري، ما دام هناك قلوب تحب وتعشق.
2017-04-08 21:41:24 شاعر الاحساس شاهدتي في الشاعر المرهف مجروحه .. فالشاعر زكي السالم . بعد من الشعراء المتمكنين في الشعر الغزلي .. فهوى شاعر احساس .ذو حس لطيف وخفيف .يأسرك بأسلوبه الراقي المبدع . فهوى فعلا مبدع ومتمكن إحساسا ولغة .. وفقه الله |
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان